السودان يكافح أزمة الوقود باعتماد "السيارات النظيفة"

25 ابريل 2018
مساعٍ لحل أزمة الوقود عبر تقليل السيارات القديمة (Getty)
+ الخط -

يلجأ السودان إلى إنتاج سيارات تعمل بالطاقة النظيفة بهدف الحد من أزمة الوقود المتكررة والحفاظ على البيئة في آن واحد. وبدأت شركة "ماك" للسيارات في السودان بتطوير نموذج أولي لسيارات تعمل بالطاقة الشمسية يمكنها السير لمسافة 140 كيلو، دون الحاجة إلى شحن كهربائي. 

وقال المسؤول الإقليمي لشركة ماك في السودان، التجاني عبد الله فرح لـ"العربي الجديد" إن خطة شركته حالياً تستهدف إنتاج السيارات الصغيرة، و"بدأنا في إنتاج 80 سيارة في الشهر حتى الآن وسوف يتصاعد الرقم إلى 40 سيارة في اليوم خلال الـ3 سنوات القادمة بأسعار مشجعة للجمهور".

وأوضح المسؤول أن المقر الرئيسي للشركة في بريطانيا، ولها فروع في تركيا وتونس وجيبوتي وغيرها.

وأشار فرح إلى التحول الكبير الذي سوف تشهده منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق باللجوء إلى الطاقة النظيفة، خاصة صناعة السيارات. وقال إن السيارة الجديدة ستكون بها خلية طاقة شمسية تشحن تلقائياً بالكهرباء تكفي لمسافة 140 كيلو بسرعة أقلها 60 كيلو ولا تتزود بالوقود كما أنها تخلو من الزيوت.

وأكد على تزايد الطلبات على السيارات صديقة البيئة، خلال الفترة المقبلة، خاصة أن السودان شهد مؤخراً أزمة وقود حادة جعلت كثير من المواطنين يبحثون عن البدائل، مضيفاً أن هذا يشجعنا على المضي في تنفيذ المشروع بآليات جديدة تشمل جميع المركبات الصغيرة والكبيرة مستقبلاً.

وتابع فرح: بدأنا في إنشاء عدد من الورش في العاصمة الخرطوم لصيانة السيارات كما أننا نعمل على تدريب وتثقيف الجمهور في كيفية التعامل مع الأعطال حال وجودها.



ومن جانبه، قال خبير الجودة المواصفات ومستشار شركة ماك على محمد مكاوي لـ"العربي الجديد" إن السيارة تعمل بالطاقة النظيفة التي تجنب البلاد الأثار السلبية للوقود الأحفوري على البيئة والإنسان، كما يكلف الدول النامية تكلفة باهظة.

وأكد مكاوي أن السيارات صديقة البيئة خضعت لخمس مواصفات بعضها سوداني من ضمنها الأمان والسلامة والحجم والتلوث البصري.

وقال إن السودان يمتاز بطاقة شمسية تساعده في مثل هذه المشروعات، موضحاً أن هنالك مقترحاً لإنشاء بنوك خضراء في انتظار اكتمال تشريع الطاقات النظيفة.

وأضاف مكاوي أنه خلال ثلاث سنوات سوف نقدم حلولاً مبتكرة لمشاكل اقتصادية موجودة في السودان خاصة الوقود، كما أننا نسعى إلى تطوير السيارات القديمة والتي تعمل حالياً بالمشتقات النفطية التقليدية لكي تعمل بالطاقة النظيفة في محاولة من الشركة المساهمة إيجاد حلولٍ للبيئة بشكل خاص والاقتصاد السوداني بصورة عامة.

وفي هذا السياق، يرى مدير الإدارة العامة للمرور اللواء خالد بن الوليد في حديثه لـ"العربي الجديد" أن الفكرة جيدة وتساهم في تقليل التلوث.

وطالب الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي بأن تكون السيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة ذات جودة عالية ومواصفات مميزة حتى تجذب المستهلك السوداني، متوقعاً إقبالاً كبيراً على هذا النوع من المركبات.

وقال الرمادي لـ"العربي الجديد" إن دخول السيارات النظيفة إلى السوق السوداني يوفر مبالغ طائلة للدولة خاصة، إذ أن شراء الوقود يرهق الميزان التجاري ويزيد من عجز الموازنة، مؤكداً أن السيارات التي تستعمل الوقود الأحفوري جميع أجزائها قابلة للتلف بشكل أسرع.

لكنه أشار إلى عدد من المشكلات في السيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة، أبرزها قوة الدفع المحدودة التي تجعلها غير صالحة في النقل الكبير، إلا أنها ستساهم في حل مشكلة الأفراد والأسر داخل المدن الكبيرة.

ووفقاً لآخر إحصائية رسمية قبل 3 سنوات، فإن عدد السيارات التي تجوب شوارع ولاية الخرطوم لوحدها حوالى 600 ألف سيارة.
المساهمون