وأمس السبت، أعلن الحوثيون عن استهداف منشأتين نفطيتين سعوديتين بـ10 طائرات مسيرة، بعد ساعات من إعلان الرياض إخماد حريق شب في معملين تابعين لشركة أرامكو.
وبعد إعلان أرامكو، قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، في بيان: "حسب التقديرات الأولية، أدت هذه الانفجارات إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام، تقدر بنحو 5.7 ملايين برميل، أو حوالي 50 بالمائة من إنتاج أرامكو".
ولم يعط المسؤولون السعوديون جدولاً زمنياً لعودة الإمدادات بشكل كامل. لكن مصدراً مطلعاً قال لـ"رويترز"، اليوم الأحد، إن عودة طاقة إمدادات النفط السعودية قد تستغرق "أسابيع وليس أياماً". وأرامكو أكبر شركة نفط في العالم بمتوسط إنتاج يومي 9.8 ملايين برميل.
وهجوم أمس هو الأكبر من نوعه والأكثر فداحة بالنسبة للسعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم. وأضحى قطاع الطاقة خلال الأشهر الأخيرة في مرمى هجمات الحوثيين في اليمن، حيث تقود السعودية بالتحالف مع الإمارات حرباً ضدهم منذ عام 2015.
وأعلنت أرامكو، في أغسطس/ آب الماضي، لأول مرة في تاريخها، عن إيراداتها خلال النصف الأول من العام الجاري، مشيرة إلى تراجع أرباحها الصافية إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53.0 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وقد ترتفع أسعار النفط الخام عدة دولارات للبرميل عندما تفتح الأسواق بعد عطلة نهاية الأسبوع، إذ إن تعطل الإمدادات لفترة طويلة قد يدفع الولايات المتحدة ودولاً أخرى إلى السحب من مخزوناتها النفطية الاستراتيجية لزيادة الكميات المتاحة تجارياً على مستوى العالم.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، أمس السبت، إنها على استعداد للسحب من المخزون الاستراتيجي إذا اقتضت الضرورة. وقال جيسون بوردوف، المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا في نيويورك، لـ"رويترز"، إن "أسعار النفط ستقفز بفعل هذا الهجوم وإذا طال أمد تعطل الإنتاج السعودي فسيبدو السحب من المخزون الاستراتيجي مرجحاً ومنطقياً".
لكن أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو، قال في بيان، إن الشركة سيكون لديها مزيد من المعلومات خلال 48 ساعة في الوقت الذي تعمل فيه على إعادة الإنتاج المتوقف.
وفي العام الماضي، تجاوزت صادرات أرامكو سبعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام، مع تسليم ثلاثة أرباع هذه الصادرات لزبائن في آسيا. وتملك السعودية احتياطيات تبلغ حوالي 188 مليون برميل، أي ما يعادل طاقة المعالجة في بقيق لمدة 37 يوماً تقريباً، وذلك وفق ما ورد في مذكرة، أمس، من مؤسسة رابيدان إنرجي غروب الأميركية.
ويشهد فائض الطاقة الإنتاجية لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تراجعاً منذ عشرات السنين بفعل تقادم حقول النفط. وفي أغسطس/ آب الماضي، كانت الطاقة الفائضة الفعلية لدى السعودية والتي تبلغ 2.3 مليون برميل يومياً تشكل أكثر من ثلثي الطاقة الفائضة لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" والبالغة 3.2 ملايين برميل يومياً، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية. وتسهم الكويت والإمارات بمعظم الفارق.
وقال محللون لـ"رويترز" إن روسيا ربما تملك قدرة فائضة في أعقاب الاتفاق العالمي بين أوبك وحلفائها للحد من الإنتاج بهدف دعم الأسعار.
وتقول وزارة الطاقة الأميركية إن المخزون الاستراتيجي الأميركي يبلغ الآن نحو 644 مليون برميل، تعادل ما يقرب من إنتاج الولايات المتحدة في 52 يوماً.
وإذا طال أمد تعطل الإمدادات فقد يدفع ذلك إلى زيادة الإنتاج والصادرات من الولايات المتحدة، لكن محللين ومتعاملين في النفط قالوا إن استجابة الشركات الأميركية للتغيرات قد تستغرق شهوراً.
ويتجاوز الإنتاج الأميركي الآن 12 مليون برميل يومياً وتتجاوز الصادرات الثلاثة ملايين برميل يومياً، لكن ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان منشآت التصدير الأميركية استيعاب الشحنات الإضافية.
وقال أندي ليبو رئيس ليبو أويل أسوشييتس "كل يوم تظل فيه المنشأة مغلقة يفقد العالم خمسة ملايين برميل أخرى من إنتاج النفط. والطاقة الفائضة في العالم ليست خمسة ملايين برميل يومياً".