الاحتلال يقتل زراعة الغزاويين

03 ديسمبر 2014
مزارعو غزة يواجهون مبيدات الاحتلال(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
فوجئ عشرات المزارعين الفلسطينيين من أصحاب الأراضي الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بقيام طائرات إسرائيلية صغيرة الحجم، وبدون سابق إنذار، برش مبيدات تحرق المحاصيل الزراعية، الأمر الذي كبدهم خسائر مالية فادحة لا تقل عن تلك التي تكبدوها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
ويصف المزارع، صالح النجار، ما أصاب أرضه، بـ"النكبة الزراعية"، مشيراً إلى أنه في أواخر عام 2013 تكبد خسائر مالية بنحو 50 ألف دولار، نتيجة المنخفض الجوي العميق الذي ضرب القطاع حينها، وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير جرفت آليات الاحتلال الأرض ودمرت آبار المياه لتفوق الخسائر وقتها 30 ألف دولار.
ويشير النجار (53 عاماً) في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أنه اليوم يقف أمام خسارة جديدة تقدر بنحو 25 ألف دولار بعدما أقدم الاحتلال مجدداً على ارتكاب هذه الجريمة ضد الأرض ومحاصيلها، وحول الأرض المخضرة إلى أرض محروقة.
ويملك النجار أرضاً زراعية بالقرب من الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة، تبلغ مساحتها 30 دونماً كانت مزروعة بالسبانخ والفول والكوسا.
ويضيف النجار: "فوجئنا في ساعات الصباح، بقيام طائرات شراعية إسرائيلية، بالتحليق بشكل منخفض جدّاً، ورش مبيدات لم نعلم طبيعتها للوهلة الأولى، غير أن علامات الحرق التي ظهرت على المحاصيل أكدت لنا طبيعة المواد الخطيرة التي تم استخدامها".
ويروي المزارع، نبيل الشامي، ما حصل لأرضه الزراعية التي تبعد عن الشريط الحدودي نحو 400 متر فقط، ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه وعلى مدار أربعة أيام خرجت طائرات صغيرة قامت برش مبيدات حارقة وسامة عرفت فيما بعد بأنها مادة "جول"، لتظهر بعد نحو يومين علامات الجفاف والاصفرار على كافة المحاصيل، مما أفشل عملية تسويقها للتجار".
ويذكر الشامي أن رش المبيدات من الاحتلال أمر اعتاده المزارعون في المناطق التي توازي بشكل تام الشريط الحدودي، غير أن هذا الاعتداء ركز على الأراضي الزراعية داخل قطاع غزة، موضحاً، أن عملية الرش تمت على فترات متقطعة، فبدأت في ساعات الصباح، وتكررت وقت الظهيرة وكذلك في ساعات المساء المتأخرة.
من جهته، يقول مدير مديرية الزراعة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، كمال أبو شمالة لـ"العربي الجديد"، إنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمد رش مبيدات أعشاب على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي تبعد نحو 300_500 متر، ليجعل من الشريط الحدودي منطقة قاحلة لا زرع فيها، بما يلبي أهداف خاصة به.
ويضيف أبو شمالة، أن أضرار المبيدات ظهرت بعد نحو ثلاثة أيام من رشها، وبدأت التأثيرات، الأكثر وضوحاً، تظهر في الأراضي الزراعية الحدودية في مدنية خانيونس، والتي تقدر بنحو 500 دونم، مبيناً أن عملية الرش المتعمدة جاءت بعد أيام من زراعة الأراضي بالمحاصيل الشتوية كالقمح والشعير والبازيلاء.
وأفقدت عملية الرش على المزروعات، القدرة على مقاومة المبيدات لأنها كانت في وقت نضوجها المبكر، وفق أبو شمالة، الذي يلفت إلى أنّ عدد المزارعين المتضررين من هذه العلمية بلغ أكثر من 70 مزارعاً حتى اللحظة.
ويواجه المزارعون في المناطق الحدودية لقطاع غزة تحديات عدة، أبرزها تهديد حياتهم بإطلاق جنود الاحتلال النار عليهم، وندرة توفر المياه وعدم صلاحيتها للري في حال توفرها بسبب ملوحتها، فضلاً عن غياب البنية التحتية التي تسهل عمليات تنقل المزارعين.
وتعرض قطاع غزة إلى عدوان إسرائيلي في يوليو/تموز الماضي، دام نحو 51 يوماً، جرّف خلالها آلاف الدونمات الزراعية وأتلفت مخلفاته الزراعة في كثير من مناطق القطاع.
المساهمون