اعتراضات حقوقية على استيراد الفحم في مصر

30 اغسطس 2015
الحكومة منحت الموانئ تراخيص لاستيراد الفحم (العربي الجديد)
+ الخط -


أعلنت حملة مصريون ضد الفحم، مبادرة مجتمع مدني مصرية، رفضها القاطع لقرار وزير الدولة لشؤون البيئة المصري، خالد فهمي، بمنح التراخيص للموانئ لاستيراد الفحم، معتبرة أن القرار بمثابة جريمة في حق صحة المصريين ومستقبلهم، وتفضيلاً لمصالح الشركات الأجنبية والمصالح الخاصة على مصلحة الشعب المصري.

وفي تصريحات صحافية لوزير البيئة المصري، أعلن اعتزام وزارة البيئة منح تراخيص لكافة الموانئ لاستيراد الفحم.
 
واعتبرت الحملة في بيان صحافي، اليوم الأحد، أن: "هذا القرار جريمة في حق المصريين والأجيال القادمة من حيث الأضرار الجسيمة على الصحة العامة، والبيئة، والاقتصاد، وعلى مستقبل السياحة في مصر".

وكانت الحكومة المصرية، قد قررت رسمياً استخدام الفحم ضمن منظومة الطاقة بمصر، في مطلع أبريل/نيسان 2014.

وأكدت أن: "المعايير والاشتراطات التي تحكم عملية تفريغ وتشوين الفحم في الموانئ ونقله إلى المصانع وتشوينه، وفقا للمنشور بالجريدة الرسمية المصرية غير كافية لضمان حماية فعلية لصحة وبيئة المصريين".

وبحسب البيان، فإن: "تكلفة تطبيق هذه المعايير مرتفعة، نظراً لعدم وجود قوة تنفيذية ذات سلطة أو كفاءة حقيقية.. هذه الشركات تتهرب من دفع هذه التكلفة، وليس لدى وزارة الدولة لشؤون البيئة القدرات والكفاءات المطلوبة لكلٍ من الرقابة والرصد، وتنفيذ الشروط على المدى الطويل".

وأشارت الحملة إلى أن: "اللائحة التنفيذية الخاصة بمعايير واشتراطات تفريغ وتشوين الفحم، لم تتضمن عقوبات محددة لمن لا يلتزم بهذه المعايير.. هذه غرامات التعديات البيئية الحالية التي تفرض على الشركات مبلغها أقل من تكلفة الالتزام بالمعايير".

وتضم حملة مصريون ضد الفحم ائتلاف مواطنين مصريين وخبراء وأكاديميين ومهتمين بشؤون البيئة والصحة والاقتصاد المستدام، ضد توجه عناصر من الحكومة المصرية لاستيراد الفحم  لمصلحة شركات الإسمنت، بالرغم من تأثيره المدمر على الصحة والاقتصاد.

ولفتت الحملة إلى أن: "ما حدث من مخالفات أثناء نقل وتداول الفحم قبل صدور اللائحة؛ والذي ما زال يحدث الآن بعد صدورها يعتبر كارثياً".

وبحسب اللجنة، فإن غبار الفحم يحتوي على مواد سامة مثل الزرنيخ والزئبق والجسيمات الدقيقة التي تلوث الهواء، وتسبب أمراضا بالجهاز التنفسي والقلب والجهاز العصبي، وتترسب في البيئة المحيطة وتقتل الحياة البحرية، مما له تأثير مباشر على السياحة والصيد.

ويعتبر الفحم أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا للبيئة وإضرارا بصحة الإنسان، حيث تنتج عن حرق الفحم أطنان من الانبعاثات والمخلفات التي تحتوي عناصر سامة وضارة بالصحة، وتسبب طائفة واسعة وعريضة من الأمراض التي تشكل عبئا على الموازنة العامة.

وتابعت الحملة في بيانها، أن: "استيراد الفحم يعني حصول الشركات الكبيرة والموظفين الحكوميين الفاسدين على الكثير من الأرباح، وتعرض المجتمعات المحلية إلى هواء سام وانهيار مستقبل الأجيال القادمة.. الصراع ضد الفحم هو صراع من أجل حقوقنا الاجتماعية والاقتصادية، هو صراع من أجل الطاقة المستدامة كما أنه صراع ضد الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان من أجل مصالح الشركات الكبيرة".

 
اقرأ أيضاً: انفلات أسعار الأسمنت يربك سوق البناء في مصر

المساهمون