ارتفاع الإيجارات بالمناطق الآمنة في ليبيا مع تزايد النازحين

15 ابريل 2019
نزوح الآلاف من ضواحي جنوب طرابلس (Getty)
+ الخط -

ارتفعت أسعار الإيجارات السكنية في المناطق الآمنة بالعاصمة الليبية طرابلس، والتي شهدت إقبالا من النازحين خلال الأيام الماضية، لبعدها عن دائرة المعارك المستمرة منذ بدء هجوم قوات شرق ليبيا التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس الواقعة في شمال غرب البلاد، في الرابع من إبريل/نيسان الجاري.

وتشير أحدث بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى نزوح أكثر من 13 ألف شخص من ضواحي جنوب العاصمة منذ بدء المعارك بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وقوات حفتر.

وتسبب النزوح في ارتفاع أسعار الإيجارات في المناطق الآمنة، ولا سيما وسط طرابلس بأكثر من النصف، الأمر الذي أرجعه وسطاء عقاريون إلى زيادة الطلب على السكن في هذه المناطق في ظل الظروف الحالية.

وإلى جانب المعارك البرية، يشن الطرفان غارات جوية يومياً ويتبادلان الاتهامات باستهداف مدنيين. وقال محمد التاجوري، سمسار عقارات في منطقة الفرناج، أحد أكبر ضواحي طرابلس، إن أسعار إيجارات الاستديو وهو عبارة عن غرفة وصالة ومطبخ وحمام وصلت إلى 700 دينار شهرياً (504 دولارات) مقابل 450 ديناراً قبل اندلاع المعارك، بزيادة تصل إلى 55.5 في المائة.

وأشار التاجوري في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن إيجار الشقة المكونة من غرفتين وصالة تجاوزت ألف دينار (719 دولار) بسبب الطلب المتزايد من جانب الأسر.

وعقدت لجنة الأزمة وشؤون اللاجئين والمهجرين، التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، اجتماعا بديوان الوزارة في طرابلس، لبحث الجهود المبذولة من أجل الحد من معاناة الأسر النازحة، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للوزارة، أوردته وكالة الأنباء الليبية "وال" أمس الأحد.

وأشارت الوزارة إلى تخصيص أماكن للإيواء وتجهيزها، لإقامة الأسر النازحة، والتي تركزت في عدة مناطق منها عين زارة، حي الأندلس، لافتة إلى التنسيق الكامل مع البلديات ووزارتي الصحة والحكم المحلي والهلال الأحمر والكشافة ومنظمات المجتمع المدني من أجل تسهيل وصول الخدمات للأسر النازحة.

لكن أبوالقاسم الغرياني من منطقة جامع الكيلي في منطقة عين زارة، قال لـ"العربي الجديد" إنه لم يغادر منزله في المنطقة التي تشهد اشتباكات مسلحة، لعدم قدرته على توفير الأموال اللازمة لاستئجار منزل بديل في منطقة أخرى أو السفر.

وفي هذه الأثناء قالت مصادر مسؤولة إن منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، يشهد ازدحاماً كبيراً منذ بداية الأسبوع الحالي من قبل الأسر الليبية نحو الأراضي التونسية فراراً من الحرب.

وأدت المعارك إلى خسائر في الممتلكات الخاصة والعامة، وتضرر البنية التحتية، ولا سيما خطوط الكهرباء ومطار معيتيقة الذي يستخدم في الرحلات المدنية، وسط شلل في أسواق الكثير من ضواحي العاصمة والمناطق المجاورة.

وقال عبد الواحد البلوق، عميد بلدية عين زارة في تصريح لـ"العربي الجديد": "لا نستطيع تقدير قيمة الأضرار التي تعرضت لها الممتلكات الخاصة والعامة لكنها كبيرة".

وقال بشير مصلح، خبير اقتصادي، إن الخوف الأكبر يتعلق بأن تمتد تداعيات المعارك إلى منشآت إنتاج وتصدير النفط، ما يتسبب في توقف الإمدادات في أي لحظة، مشيرا إلى استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي المتبادل وقد يؤدي ذلك إلى إصابة البنية التحتية للنفط.

وتعتمد ليبيا على إيرادات النفط في تمويل أكثر من 95 في المائة من الخزانة العامة للدولة، فيما يتم تخصيص أكثر من نصف الميزانية لرواتب موظفي القطاع العام والدعم الحكومي لعدد من المنتجات.

وأدانت المؤسسة الوطنية للنفط القصف الذي استهدف قبل أيام مقرّ شركة شمال أفريقيا للاستكشاف الجيوفيزيائي والمجمع السكني المحيط بها، وهي شركة تابعة للمؤسسة بمنطقة قصر بن غشير، جنوب طرابلس.


المساهمون