الركود يخفض أسعار اللحوم في غزة

17 أكتوبر 2016
تراجع مبيعات الدجاج (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
تشهد الحركة الشرائية في قطاعي اللحوم والدواجن في قطاع غزة تراجعاً ملحوظاً، بفعل الظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية التي يعيشها مليونا فلسطيني، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار اللحوم بمختلف أنواعها في الأسواق المحلية بشكل ملحوظ.
ومنذ انتهاء موسم عيد الأضحى، تعيش أسواق غزة ركوداً ملموساً، في معظم القطاعات وأبرزها اللحوم الحمراء والدواجن، في ظل انخفاض الطلب وزيادة الكميات المعروضة من قبل التجار وأصحاب المزارع.

وفي هذا السياق، يقول التاجر الفلسطيني الذي يملك إحدى شركات توزيع الدواجن في غزة، محمد عبدالله، "إنّ الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع وتراجع قدرتهم الشرائية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة أديا لانخفاض أسعار بيع الدواجن".
ويوضح عبدالله لـ "العربي الجديد"، أن استمرار تدفق "بيض التفقيس" الخاص بالدواجن إلى القطاع في ظل تراجع الحركة الشرائية للمواطنين الغزيين بعد عيد الأضحى أدى لزيادة كميات الدواجن الموجودة في المزارع المحلية.

ويشير عبد الله، إلى أنّ كميات "بيض التفقيس" الخاصة بالدواجن هي ذات الكميات التي يجري السماح بتوريدها إلى القطاع في الأيام العادية، إلا أنّ واقع السوق المحلي بعد موسم الأعياد يحتاج إلى ضرورة تقليص الكميات الموردة لحين التخلص من الكميات الكبيرة المتوفرة في المزارع.
ويضيف التاجر الفلسطيني، أنّ المزارع مليئة بكميات كبيرة من الدواجن والتي تراوح عمرها بين 45 و65 يوماً، فضلاً عن انخفاض سعرها بشكل كبير وصل إلى 7.5 شيكل (الدولار = 3.8 شيكل) في المزارع، الأمر الذي سيعرض أصحاب المزارع لخسائر فادحة.
ويلفت عبدالله، إلى أنّ ضعف الحركة الشرائية ووجود كميات كبيرة من الدواجن في الأسواق الغزية سيؤدي إلى حالات نفوق، في الوقت الذي ترفض فيه وزارتا الزراعة والاقتصاد بغزة السماح للتجار بتجميد الدواجن من أجل المحافظة على أسعارها وتثبيتها.
وبالنسبة لأسواق اللحوم الحمراء، يقول التاجر الفلسطيني ومالك إحدى مزارع الماشية، عزات ورش آغا، إنّ الكميات الكبيرة الموجودة في السوق المحلية من اللحوم انعكست على أسعار بيعها، في الوقت الذي تشهد فيه الأسعار تراجعاً عالمياً، فضلاً عن تأثير انخفاض القدرة الشرائية للغزيين على أسعار بيعها محلياً.

ويشير ورش آغا، لـ "العربي الجديد" إلى أنّ أسعار بيع لحوم الماشية تتأثر بالحركة الشرائية للمواطنين في القطاع، والتي تشهد تراجعاً كبيراً بفعل تردي الأوضاع الاقتصادية، وغياب فرص العمل وانتشار البطالة وزيادة معدلات الفقر في المجتمع.
من جانبه، يرجع مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بغزة، طاهر أبو حمد، انخفاض أسعار الدواجن إلى النجاح الكبير في التربية، وتراجع نسب النفوق بفعل تحسن درجة الحرارة، وزيادة معدلات النمو وتراكم الإنتاج خلال فترة عيد الأضحى.

ويقول أبو حمد، لـ"العربي الجديد" إن دورة التربية للدواجن شهدت ارتفاعاً تجاوز أكثر من 50 يوماً مقارنة مع الأيام العادية فضلاً عن زيادة واضحة في الأوزان الخاصة بها تجاوزت الأيام العادية ما أدى لتعزيز انخفاض الأسعار لجانب تراجع الحركة الشرائية للمواطنين.
ويؤكد أن وزارته اتخذت عدداً من الخطوات تمثلت في منع استيراد أجزاء الدواجن المجمدة من الأراضي المحتلة عام 1948 إلى القطاع والاعتماد على الإنتاج المحلي من أجل المحافظة على أسعارها ومنع تعرض أصحاب المزارع ومربيها لخسائر فادحة.

ويلفت أبو حمد، إلى أنّ أسعار لحوم الماشية تعيش هي الأخرى انخفاضاً ملحوظاً إلى جانب قطاع الدواجن بفعل دخول كميات كبيرة من رؤوس المواشي قبيل موسم عيد الأضحى وحالة التنافس بين التجار الغزيين.
ويضيف أبو حمد، أن انخفاض الأسعار عالمياً إلى جانب تراجع القدرة الشرائية لسكان القطاع بفعل الظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية، انعكس على أسعار بيع اللحوم والدواجن خلال الفترة الحالية وأدى لانخفاض ملحوظ في أسعار بيعها.

ويشدد على أن وزارته ستتخذ سلسلة خطوات خلال الفترة المقبلة من أجل الوصول إلى أسعار متوازنة تضمن تفادي تعرض أصحاب المزارع والتجار الغزيين للخسائر، ومراعاة الظروف الاقتصادية للمواطنين الغزيين.
وتلعب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، التي يعيشها نحو مليوني مواطن في القطاع المحاصر منذ عام 2006، دوراً في التأثير على انخفاض الحركة الشرائية، لا سيما في ظل عدم تلقي آلاف الموظفين رواتبهم كاملة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وحسب تقرير لجهاز الإحصاء الفلسطيني، يبلغ عدد العاطلين في قطاع غزة نحو 201 ألف شخص، حيث تسجل البطالة في القطاع نحو 42.7%.
ويواجه اقتصاد غزة صعوبات كبيرة في ظل الحصار المزدوج من الجانبين الإسرائيلي الذي يشدّد حصاره على معبر كرم أبو سالم، والمصري الذي يغلق منفذ رفح بشكل متكرر معظم فترات العام، وشهدت معدلات الفقر ارتفاعاً كبيراً في صفوف الفلسطينيين الذين يعيشون في فقر مدقع في غزة، فقد ارتفعت من 33.2% عام 2006 إلى 45% في نهاية عام 2015 وفقاً لتقرير البنك الدولي.



المساهمون