حث رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، اليوم السبت، دول جنوب شرق آسيا، على استخدام نفوذ سوقها المشترك البالغ 650 مليون شخص والتحدث "بصوت واحد" لضمان معاملتهم بعدالة في عصر الحمائية.
وأخبر مهاتير، زعماء ورجال أعمال يحضرون قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، وفقاً لما أوردته وكالة "أسوشييتد برس"، أنّه يتعين عليهم توحيد صفوفهم إذا حاولت الدول إبعادهم عن أسواقهم.
وأكد مهاتير أنّ "الآسيان سوق كبير إلى حد ما للعالم بأسره. لا نريد الدخول في حرب تجارية"، واصفاً الحملات ضد صادرات زيت النخيل من ماليزيا وإندونيسيا بسبب المخاوف المتعلقة بقضايا العمل والبيئة بأنّها "تخريب".
وقال "إذا فعلوا أشياء ليست لطيفة بالنسبة لنا، يجب أن نكون غير لطيفين معهم... إذا قلصت بعض واردات زيت النخيل من ماليزيا، فيمكننا خفض وارداتنا منها"، مؤكداً أنّه "يجب أن يكون لدينا صوت واحد... إذا ذهبت وحدك فسوف يتنمّرون عليك".
صورة الوحدة التي تكافح آسيان لتصديرها، يخيّم عليها الجدل الدائر حول اتفاقية طال انتظارها بشأن تكتل للتجارة الحرة.
كما أنّ الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، وموقف الرئيس دونالد ترامب "أميركا أولاً" جعل العديد من الدول تشترك في هدف واحد يتمثل في حماية وصولها إلى الأسواق الغربية الغنية.
وقال أرين جيرا، الذي ترأس الاجتماع كرئيس للمجلس الاستشاري للأعمال في الآسيان، إنّ التجمع يجب أن يدعو إلى "سلام اقتصادي عالمي" ضد الحروب التجارية التي تسبب الفوضى. وأضاف "نتيجة الحرب هي الدمار فقط".
وتنقسم الكتلة المكونة من 10 دول أيضاً، حول كيفية التعامل مع النزاعات الإقليمية مع الصين
وسعت فيتنام إلى استصدار بيان من قادة آسيان يذكر التحركات الصينية في المياه، حيث تتمتع جارة بكين الجنوبية بحقوق حصرية لاستغلال موارد الطاقة، وغيرها من الأعمال العدوانية قبالة الفيليبين وماليزيا، خلال الأشهر الأخيرة.
تدّعي الصين فعليًا أنّها صاحبة السيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية، وعارضت الدوريات البحرية والجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها باعتبارها تدخلًا أميركيًا في مشكلة آسيوية.
كما تعتبر بكين أيضًا أنّ مفهوم واشنطن لإقامة منطقة حرة ومفتوحة في المحيط الهادئ، استراتيجية لاحتواء الصين.
في الوقت ذاته، يتطلع أعضاء آسيان وآخرون في آسيا، إلى دور أميركي للمساعدة في مواجهة قدرة الصين المتنامية وقوتها. ويُعد غياب ترامب عن القمة بمثابة "خيبة أمل" بالنسبة للبعض في المنطقة، وقد يقوّض تأكيد الولايات المتحدة على أنّها تعطي أولوية للعلاقات التجارية وغيرها مع هذه المنطقة الحيوية.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)