بالصور..داعش يكشف عن عملته الذهبية الجديدة

الموصل

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
23 يونيو 2015
+ الخط -
كشف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، لأول مرة، اليوم الثلاثاء، عن عملته النقدية الجديدة من فئة درهم ودينار و5 دنانير في مدينة الموصل، مؤكداً أن ديوان المال انتهى من سكّ كميات كبيرة من العملات النقدية تمهيداً لطرحها للتداول بدل الدولار والدينار العراقي.

ووزع التنظيم، اليوم، منشورات وبيانات في الموصل يوضح شكل العملة الجديدة، كما تداول عناصر في تنظيم الدولة الإسلامية صوراً للعملة الجديدة.

وتظهر في الصور ثلاث عملات مختلفة من الذهب الخالص عيار 21، وتحمل العملة في وجهها الأول خريطة العالم في تلميح سياسي عسكري للتنظيم مفادها السعي إلى السيطرة على العالم كله، في حين يحمل الوجه الثاني للعملات المعروضة عبارة "دينار ذهب" كتبت أسفلها عبارة "خلافة على منهاج النبوة"، وفي الإطار عبارة "الدولة الإسلامية"، وكتبت كلها بالخط العباسي القديم، وكذلك باقي العملات كالدرهم والدينار.

وقال التنظيم في بيان، إن الدينار الذهبي الواحد سيعادل 143 دولاراً عند طرحه رسمياً للتعامل خلال فترة وصفها بـ"القريبة جداً" من دون أن يحددها بدقة.

ويسعى التنظيم إلى استثمار التقدم الذي أحرزه ميدانياً في العراق وسورية ليكمل مشروعه القائم على الاستقلال السياسي والاقتصادي في المناطق التي يسيطر عليها إلا أن محللين اعتبروا، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن خطوة سك العملة تأتي لإثبات جدارة التنظيم ببناء نظام مالي اقتصادي خاص به، وسعيه إلى تثبيت سيطرته على المناطق التي ينتشر بها، وفصلها عن باقي المناطق لترسيخ بناء دولته في عموم المناطق التي يسيطر عليها، في حين رأى خبراء آخرون أن الإعلان عن سك العملة مجرد دعاية للتنظيم.

وقال مواطن من سكان نينوى، ويدعى، يونس عبدالله، إن تنظيم "داعش" أبلغ سكان نينوى عبر إذاعة البيان، التي يمتلكها في نينوى بأنه سيبدأ بمنح كل عائلة 10 دنانير ذهبية من دون مقابل، لكن عليها أن تقوم باستبدال ما لديها من عملات وفق التسعيرة التي اعتمدها ديوان المال التابع للتنظيم.

وأضاف عبدالله، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم دعا سكان نينوى إلى مراجعة المصرف الخاص بالتنظيم لاستبدال عملته، وأنه حدد مواعيد لاستبدال الدولار والدينار العراقي بالعملة الجديدة التابعة للتنظيم".

وأكد الخبير الاقتصادي والأستاذ في جامعة الموصل، عمر عبدالجبار، لـ"العربي الجديد"، أن "تنظيم "الدولة الإسلامية" أنهى فعلاً سك عملته، والتي استخدم الذهب وكميات من المعادن في تصنيعها في مصانع في نينوى وسورية وبإشراف عدد من صاغة ذهب ذوي خبرة كبيرة في تصنيع الذهب وسك العملة، متوقعاً أن يبدأ تداول هذه العملة بحلول عيد الفطر، خصوصاً أن التعاملات بدأت بالدرهم على نطاق محدود في نينوى واقتصرت على قادة التنظيم. وقام التنظيم بتوزيع صور العملة الجديدة في مطويات صغيرة ونشر لها إعلانات كبيرة في شوارع نينوى، داعياً عبر إذاعة البيان، الى ضرورة الاستعداد لتغير العملة من الدولار والدينار العراقي بالعملة التي سيطرحها نهاية شهر رمضان الحالي".

وحذر عبدالجبار من تداعيات خطيرة قد تطاول الحركة الاقتصادية التي تعاني أصلاً من شلل تام في نينوى، بسبب عدم وجود تبادل تجاري مع باقي المحافظات العراقية ودول الجوار، ولأن أغلب تجار نينوى يتخوفون من هذا الإجراء الذي سيدمر واقع نينوى الاقتصادي وباقي المناطق".

ورأى الخبير الاقتصادي نفسه أن "داعش سيفشل في هذه الخطوة، لأن أي عملة تطرح يجب أن يتم تداولها عالمياً، وسيكون طرح العملة بمثابة استعراض قوة من التنظيم، مفاده بأنه قادر على أن يغير كل شيء، ويمتلك مقومات الدولة، التي تعمل لتكون ذات عملة مستقلة وتحظى بالقبول في الأسواق والتعاملات التجارية"، مشدداً على أن تداول هذه العملة من شأنه أن "يدمر سكان نينوى وليس الاقتصاد العراقي، لأن أغلب موظفي نينوى يتسلمون رواتبهم بالعملة العراقية، ومن الصعب سحب مليارات الدنانير والدولارات وضخ كميات كبيرة من النقود الذهبية التي يتحدث عنها التنظيم".

وأوضح أن "التنظيم سيطرح العملة الذهبية وفاء بوعد قطعه على نفسه أمام أنصاره، لكن المشروع سيفشل في النهاية".

وقال الخبير في سوق العراق للأوراق المالية، أحمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إن "شروع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بتداول عملته في نينوى سيدمر الاقتصاد في المحافظة ويزيد معاناة الأهالي في التعاملات التجارية وعمليات البيع والشراء، ولن يكون لهُ أي تأثير على ارتفاع وانخفاض أسعار الدينار العراقي، لأنه أصلاً بهذا الإجراء يريد أن يعزل نينوى اقتصادياً ويدمرها تجارياً، لأن سكان نينوى يتعاملون بالدولار والدينار، وحتى وإن فرض التنظيم على الأهالي استبدال أموالهم، فإن ذلك لن يؤثر على الاقتصاد العراقي".

وأكد أن" تنظيم داعش هو في الأصل يتعامل الآن بالدولار، وقام تجار يعملون لصالح التنظيم بسحب كميات كبيرة من العملة المتداولة في مكاتب الصيرفة في نينوى، للتعامل بها"، مرجحاً أن "يفرض على الأهالي وعناصره استخدام العملة ليثبت أنه دولة ذات كيان اقتصادي مستقل وعملة خاصة".

وتابع: "ليس من السهولة طرح عملة ذهبية، ويحتاج التنظيم إلى أطنان من الذهب لتصنيع عملته، الفشل سيكون نهاية مشروع "داعش"، لأن التعامل بالذهب ليس أمراً سهلاً".

اقرأ أيضاً: "داعش" يصكّ درهماً ذهبياً يعادل 4 دولارات

المساهمون