أصاب فيروس كورونا الجديد قطاع السياحة المصرية، بضربة موجعة، بعد أن كشفت مصادر مطلعة، أن الحجوزات الجديدة تراجعت بأكثر من 70 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2019، بينما كانت الحكومة تنتظر تعافيا للقطاع المأزوم منذ سنوات عدّة.
وبينما تسابق المسؤولون الحكوميون خلال الأيام الماضية على التقليل من تداعيات كورونا على الاقتصاد المحلي، خاصة السياحة، أعرب مستثمرون في القطاع ومؤسسات مالية كبيرة عن تشاؤمهم حيال التداعيات المرتقبة.
وحذّرت المجموعة المالية هيرميس، أحد أكبر بنوك الاستثمار الإقليمية، في مذكرة بحثية أصدرتها مؤخرا، من تأثير تضرر قطاع السياحة على نمو الاقتصاد المصري، فضلا عن الضغط على ميزان المدفوعات.
ومنذ الإعلان عن أول إصابة بكورونا المستجد في مصر في منتصف فبراير/شباط الماضي، بلغ عدد المصابين 55 شخصاً من بينهم 45 كانوا على متن باخرة تقوم برحلة في النيل بين أسوان والأقصر (جنوب) وتقل سياحا فرنسيين وأميركيين وهنوداً.
وقالت مصادر في قطاع السياحة لـ"العربي الجديد" إن معدلات الإشغال في الفنادق العائمة في أسوان والأقصر، هوت وكادت تنعدم.
وسجلت مصر، الأحد الماضي، أول وفاة بسبب الفيروس إذ فارق سائح ألماني الحياة في مدينة الغردقة على البحر الأحمر (شرق).
وأكد خبراء في القطاع السياحة، أن تدابير السفر الوقائية التي تفرضها دول عديدة على مواطنيها ستؤدي بالضرورة إلى انخفاض حركة السياحة الوافدة إلى مصر، خصوصا من الدول العربية.
وبدأت أزمة قطاع السياحة تتبلور منذ نهاية فبراير/ شباط الماضي، حينما أعلنت وزارة الصحة الفرنسية، تسجيلها حالتي إصابة بكورونا كانتا في رحلة سياحية إلى مصر.
وقالت عادلة رجب المستشار الاقتصادي السابق لوزير السياحة: "بالتأكيد ستؤثر الإجراءات والاحتياطات التي تتخذها الدول نتيجة كورونا في حركة السفر حول العالم وبالتالي السياحة"، مضيفة في تصريح لفرانس برس، أمس: "ربما نستطيع أن نحكم على الموقف على ضوء حجوزات أعياد الفصح في إبريل (نيسان)".
وتتجه وزارة السياحة للتعاقد مع شركة عالمية لتنفيذ حملة ترويجية كبرى في الخارج، الأسبوع المقبل، تستهدف من 10 إلى 12 سوقا في الدول الرئيسية المصدرة للحركة السياحية الوافدة لمصر، ومنها إنكلترا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، حسب ما ذكر رئيس هيئة تنشيط السياحة أحمد يوسف، في تصريحات صحافية.
وشهدت السياحة، التي تعد من أهم مصادر النقد الأجنبي في مصر، تراجعاً حاداً عقب إسقاط تنظيم الدولة الإسلامية لطائرة روسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ (على البحر الأحمر) ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وأوقفت روسيا، التي يمثّل مواطنوها النسبة الغالبة من السياح القادمين إلى مصر من أوروبا، كل رحلاتها الجوية إلى مصر عقب الهجوم. ورغم أن موسكو استأنفت رحلاتها إلى القاهرة في إبريل/نيسان 2018، إلا أن الرحلات إلى شرم الشيخ لا تزال معلقة.
وعادت السياحة للصعود تدريجياً في 2018 اذ ارتفع عدد السياح في ذلك العام 11.3 مليون سائح، حسب آخر الإحصاءات الرسمية. الا ان العدد لم يصل بعد إلى الذروة التي بلغها في عام 2010 عندما بلغ أكثر من 14 مليوناً.
كما أفادت إحصاءات البنك المركزي،، بارتفاع إيرادات السياحة لتسجّل خلال العام المالي الماضي (انقضي بنهاية يونيو/حزيران 2019) نحو 12.6 مليار دولار، مقابل قرابة 10 مليارات دولار في العام المالي السابق له.