ارتفاع صاروخي لتذاكر الطيران من لبنان... ولا مقاعد متوافرة

08 أكتوبر 2024
مطار بيروت الدولي في 27 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

يتصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ويتزايد معه عدد اللبنانيين الساعين إلى المغادرة، وسط ارتفاع صاروخي لأسعار تذاكر الطيران. وفيما يستمر مطار رفيق الحريري الدولي بالعمل بقرار من وزير النقل والأشغال على حمية، إلا أن نشاطه وصل إلى حدوده الدنيا، بعدما توقفت كل شركات الطيران عن تسيير رحلاتها من مطار بيروت وإليه، لتقتصر الرحلات على شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست، الناقل الوطني)، التي زادت عدد رحلاتها بهدف تلبية الطلب الكبير على السفر.
إلا أن المغادرين يواجهون صعوبات قاسية. أسعار التذاكر حلقت إلى مستويات قياسية، في حين لا تتوافر المقاعد بسهولة، بل أكد مصدر في شركة طيران الشرق الأوسط لـ"العربي الجديد" أن حركة المغادرة كثيفة جداً، بارتفاع تجاوز 100%، في حين أن نسبة الوافدين لا تتخطى 20%.

وأكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن حجوزات المغادرة ممتلئة لغاية 18 من الشهر الحالي، وسط طلب على المغادرة بأقصى سرعة تخوفاً من إغلاق المطار.
وقال أحد الموظفين في مكتب للسياحة والسفر في بيروت لـ"العربي الجديد" إن هناك بعض شركات السفر تحتكر التذاكر وتبيعها بأسعار خيالية لاحقاً، في حين تؤجل شركات أخرى رحلات محددة سابقاً، بهدف جعل المسافرين يدفعون مبالغ أكبر، مضيفاً أن التذاكر تباع في السوق السوداء.

وأوضح أن بعض المكاتب يشتري التذاكر ويحتفظ بها لبيعها بأسعار مرتفعة جداً، وقال إنه في الأيام العادية لا يتعدى سعر تذكرة السفر من بيروت إلى إسطنبول 300 دولار، لكن اليوم تجاوز سعر التذكرة 1000 دولار.

وأفادت إحدى المسافرات، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن تذكرة الطيران من بيروت إلى جورجيا تخطت 1100 دولار عبر طيران دبي، التي ألغت الرحلة بعد ذلك، ما دفعها إلى حجز تذكرة طيران عبر "طيران الشرق الأوسط" إلى إسطنبول، ومن ثم إلى جورجيا، لعدم وجود طيران مباشر عبر "طيران الشرق الأوسط" ما زاد التكلفة عليها.

وفي سياق متصل، قال نقيب مكاتب السفريات في لبنان، جان عبود، إن أسعار تذاكر "طيران الشرق الأوسط" لم تتغير، بل التكلفة ارتفعت بسبب العرض والطلب، وأنه قبل هذه الأحداث كان هناك 65 شركة طيران عاملة من مطار بيروت، بينما اليوم تقتصر الرحلات على "طيران الشرق الأوسط" فقط، بعدما توقف معظم شركات الطيران عن التحليق من لبنان وإليه منذ 20 يوليو/ تموز 2024، والبعض الآخر توقف مع بداية العدوان على ضاحية بيروت الجنوبية في 23 سبتمبر/ أيلول.

اتهامات باحتكار تذاكر الطيران في لبنان

علاوة على ما سبق، شدد عبود على أن "الاتهامات باحتكار التذاكر وبيعها بأسعار خيالية غير صحيحة"، مؤكداً أنّ الأسعار تكون على تكلفة الطيران ذهاباً وإياباً، وما يحدث اليوم أن الطائرة تذهب مليئة بالركاب، لكنها تعود فارغة ما يدفع شركات التأمين لرفع التكلفة".
بدوره، قال مصدر مسؤول في "طيران الشرق الأوسط" لـ"العربي الجديد" إن أسعار التذاكر لم ترتفع بل بقيت الأسعار ذاتها كما في الصيف، لكن الشركة كانت تقوم بتخفيض الأسعار في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، بعد انتهاء العطلة الصيفية، ولكن بسبب الأوضاع الراهنة بقيت الأسعار على حالها.

وفي وقت لاحق، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط في بيان الإثنين أنه "توضيحاً للمراجعات التي وردتنا حول أسعار بطاقات السفر، يهم الشركة أن تعلن أن أقصى أسعار لبطاقات السفر التي باعتها منذ بداية فصل الصيف لغاية تاريخه على الدرجة السياحية كانت في دول الشرق الأوسط بقيمة 330 دولاراً إلى إربيل. فيما وصل أقصاها في الوجهات نحو الخليج العربي إلى 607 دولارات نحو الكويت، و670 دولاراً إلى باريس، و1029 دولاراً إلى لاغوس ضمن الوجهات الأفريقية". وطلبت الشركة من جميع المسافرين الذين تعرضوا لعملية استغلال، ابلاغ دائرة علاقات الزبائن لديها.

وفي سياق آخر، أشارت نائبة رئيس جمعية حماية المستهلك، ندى نعمة، إلى أن "البلد في حالة حرب، وشركة طيران الشرق الأوسط هي الوحيدة التي تنقل رحلات من بيروت وإليها حالياً، بالتالي هناك طلب كبير على الشركة مقابل عرض قليل".

وأضافت أنه من الطبيعي أن تطلب شركات التأمين قيمة أعلى في ظل هذه الظروف، ما يزيد من ارتفاع أسعار التذاكر، فيما عمليات "السمسرة" كثيرة، لذلك من الأفضل الحجز عبر موقع "طيران الشرق الأوسط" مباشرة.

ولفتت إلى أن هناك شركات كانت على استعداد لتيسير رحلات إلى لبنان، ولكن مع ارتفاع أسعار شركات التأمين ألغيت الرحلات، ما دفع "طيران الشرق الأوسط" إلى تغطية جميع الرحلات وتحمل تكاليف التأمين، وأكدت أن الجمعية لم تتلق أي شكوى حتى الآن من المواطنين عن ارتفاع أسعار التذاكر، لرغبتهم في المغادرة بأقصى سرعة.

المساهمون