السلع الإيرانية تغزو العراق بعد غياب البضائع التركية

01 يوليو 2014
اختفاء السلع التركية من العراق(فرانس برس/getty)
+ الخط -


بدأت تشهد أسواق العراق اختفاء العديد من السلع التركية، بعد هيمنتها لسنوات على السوق العراقية، خاصة في وسط وجنوب العراق، إلا أن الاضطرابات الأمنية في مناطق الموصل وديالى وصلاح الدين والأنبار أدت الى قطع الطرق الرئيسية بين المحافظات الشمالية وبغداد.

وشكل الأمر عقبة أمام كبار التجار في إيصال بضائعهم إلى باقي المحافظات، مما حث الحكومة على اتخاذ عدد من الإجراءات التي من شأنها أن تقلل من شح المواد الغذائية في الأسواق المحلية، فجاءت تدابير الحكومة في مصلحة تعزيز التبادل التجاري بين إيران والعراق، على حساب تركيا.

إجراءات حكومية

قامت الحكومة العراقية بفتح معبري "زرباطية" و"مهران" مع إيران أمام تجار المواد الغذائية، فضلاً عن إصدار الأمانة العاملة لرئاسة الوزراء العراقية تعليمات تجاوزت من خلالها سلسلة الروتين الحكومي في تلك المعابر من أجل تسهيل دخول البضائع الغذائية منها بشكل خاص، لتخفيف الأزمة التي تفاقمت بعد العمليات العسكرية في مناطق شمال وغربي العراق.

وقال الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان: إن حجم التبادل التجاري بين بغداد وطهران ارتفع بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية خاصة مع الاجراءات الحكومية بتسهيل دخول البضائع الغذائية من ايران، بعد فتح المعبرين زرباطية ومهران، ومع الأردن بعد فتح معبر طريبيل، إلى جانب المنفذ الجنوبي في البصرة الذي شهد يوم أول من أمس رسو أكثر من عشرين باخرة محملة بالمواد الغذائية لسد النقص في الأسواق".

 مستويات قياسية

وسجل عام 2013، مستويات مرتفعة في حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران، ليصل بحسب مسؤولين من الجانبين العراقي والايراني إلى أكثر من 12 مليار دولار، في وقت تطمح الحكومة العراقية إلى زيادته لأكثر من 15 مليار دولار.

وأكد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء، علي الموسوي، في حديث للصحفيين أن "العراق يسعى جاهداً الى توطيد العلاقات بين دول الجوار من دون استثناء، كما أن إيران تملك الثقل الاقتصادي مع العراق، فضلاً عن سهولة اتصال التجاري بين العراق وايران من حيث النقل ونوعية البضائع وغيرها، لذا من البديهي أن تكون هنالك زيادة في حجم التبادل التجاري مع ايران" على حد تعبيره.

من جهتها أشارت وزارة التخطيط العراقية على لسان المتحدث الرسمي باسمها عبد الزهرة الهنداوي الى أنه من الصعوبة اليوم معرفة نمو التبادل التجاري بين بغداد وطهرن خلال الأيام العشر الأخيرة لصعوبة إيجاد إحصاءات دقيقة خلال الايام الماضية باعتبار أن الإحصاءات تكون نهاية كل عام.

وقال الهنداوي في تصريحات لوكالة الأناضول: التبادل التجاري اليومي مع ايران أصبح كبيراً، خاصة بعد فتح معبرين جديدين، في وقت قطعت فيه معظم الطرق مع منفذ ابراهيم الخليل في منطقة زاخو شمال العراق على الحدود مع تركيا.

تسهيلات عديدة

وبمكان ليس ببعيد عن مقر وزارة التخطيط العراقية، وهو سوق "الشورجة" ببغداد التي تعد أبرز معالم التسوق لدى العراقيين لما تمثله من مركز تجاري مهم. التقت وكالة الأناضول بأحد التجار العراقيين، وهو محمدعبد الرزاق، الذي شرح عن التسهيلات التي تقدمها الشركات الايرانية.
وقال: تقدم الشركات الايرانية للتجار العراقيين كثيراً من التسهيلات، فقد بدأت بمنح البضائع للعراقيين بأسعار تنافسية، فضلاً عن تقديمها البضائع بالآجل للتجار العراقيين.

وذكر عبد الرزاق أن هناك خمس مناطق حرة للتبادل التجاري بين العراق وإيران، عادة ما تكون قريبة من الحدود بين البلدين من أجل تسهيل عمليات التبادل التجاري، وشهدت هذه المناطق ارتفاعاً غير مسبوق في عمليات التبادل التجاري بين التجار العراقيين والإيرانيين خاصة في الأيام العشرة الأخيرة.

الصادرات التركية

من جهة أخرى، أشار اتحاد المصدرين الأتراك، اليوم الثلاثاء، الى أن الصادرات الى العراق هبطت 21% الشهر الماضي بعد أن استولى متشددون مسلحون على مدينة الموصل الشمالية، وتدهور الوضع الأمني في العراق، وهو شريك تجاري رئيسي لتركيا.

واستولى مسلحون على مناطق على جانبي الحدود العراقية السورية بعد أن استولوا على مدينة الموصل العراقية في العاشر من يونيو/ حزيران.

وقال محمد بويوكيكشي، رئيس اتحاد المصدرين في بيان عبر البريد الإلكتروني،: تضررت صادراتنا الى العراق منذ الاستيلاء على الموصل، فلم يعد يتسنى وصول سوى قدر محدود للغاية من التجارة عبر المسار البديل إلى كركوك.

وقال البنك المركزي التركي اليوم الثلاثاء إن التطورات الجيوسياسية في العراق تفرض مخاطر فيما يتعلق بمساهمة الصادرات في النمو الاقتصادي في الربع الثاني من العام.

وقال البنك في محضر أحدث اجتماع للجنة السياسة النقدية إن من غير الملائم أخذ إجراءات في المرحلة الحالية كرد فعل على عدم التيقن الجيوسياسي لكن ينبغي مراقبة التطورات عن كثب


حجم التبادل التجاري

 يشار الى أن حجم التبادل التجاري بلغ بين إيران والعراق أكثر من 12 مليار دولار في العام الماضي، ومن المرجح أن يرتفع حجم التبادل بسبب الاوضاع الامنية في العراق، وتوقف خط التجارة البري بين العراق ودول الجوار، كتركيا، سوريا، والاردن.

كما تشير أرقام وزارة الاقتصاد الى أن التبادل التجاري بين العراق وتركيا ارتفع من 10 مليارات دولار في عام 2010 الى 15 مليار دولار نهاية العام الماضي، لكن التوترات الامنية وسيطرة المسلحين على بعض الطرق الرئيسية ساهم في تراجع حجم التبادل التجاري.

 

 

المساهمون