دافوس 2020 ... لا وجود لغير الأقوياء

22 يناير 2020
ترامب يؤكد أن اقتصاد بلاده الأقوى عالميا (Getty)
+ الخط -

 

بينما سعى القائمون على منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، إلى محو صورة "منتدى الأثرياء" عن نسخة هذا العام، إلا أن كلمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكذلك جدول القضايا المطروحة على أجندة المنتدى، الذي افتتح أمس، يرسخان لمبدأ "لا وجود لغير الأقوياء".

وقال ترامب، في كلمته أمام المنتدى، إن الاقتصاد الأميركي هو الأقوى عالمياً، مشيرا إلى أن بلاده تشهد نمواً غير مسبوق، حيث استطاعت إدارته توفير أكثر من سبعة ملايين فرصة عمل، كما أن نسبة البطالة قد وصلت لمستوى هو الأدنى في تاريخ الولايات المتحدة.

ولم تقتصر تصريحات الرئيس الأميركي حول تعديد نقاط القوة الداخلية لاقتصاد بلاده، وإنما أكد مجدداً قدرة الولايات المتحدة على المنافسة في سوق الطاقة العالمي، موضحا أن بلاده أصبحت "قريبة جدا من الانفصال عن الآخرين في مجال الطاقة".

وتعد الولايات المتحدة حاليا، أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 12.3 مليون برميل، كما أنها أكبر مستهلك عالمي بمتوسط 19 مليون برميل يوميا. وكان ترامب، قد قال قبل أسابيع قليلة إن بلاده "ليست بحاجة إلى النفط المنتج في الشرق الأوسط".

وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي، بينما يخشى مراقبون أن يشكل منتدى دافوس، الذي يستمر أربعة أيام، ساحة لإبراز الخلافات، لا سيما بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد أن هدأت وتيرة الصدام الأميركي مع الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بتوقيع اتفاق تجارة جزئي منتصف يناير/كانون الثاني الجاري في واشنطن من شأنه تهدئة حرب الرسوم الجمركية بين البلدين، وكذلك مع أميركا الشمالية بإقرار اتفاق معدل للتجارة الحرة معها.

وقبل يومين، قالت مصادر لوكالة رويترز، إن من المتوقع أن يجتمع ترامب مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، في دافوس، مع تزايد التوتر بين الحليفين بسبب تهديدات بفرض رسوم جمركية.

وكان المفاوض التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، قد لوح في ديسمبر/كانون الأول الماضي بفرض رسوم بنسبة 100 في المائة على منتجات فرنسية مثل الشامبانيا وحقائب اليد والجبن وسلع وخدمات أخرى، إذا ما مضت باريس قدما في تطبيق قرار بفرض رسوم على شركات التكنولوجيا الرقمية الأميركية.

لكن مصدر دبلوماسي فرنسي، قال، وفق فرانس برس، أمس، إن ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "اتفقا على إعطاء فرصة" للمفاوضات من أجل التوصل إلى حل في إطار دولي وتجنب "حرب تجارية لا تعود بالفائدة على أحد".

وكانت فرنسا والولايات المتحدة حددتا في السابع من يناير/كانون الثاني الجاري مهلة مدتها 15 يوماً للتوصل إلى اتفاق، والسماح بمواصلة عمل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول فرض رسوم دولية على مجموعات التكنولوجيا، بما فيها الشركات الخمس العملاقة غوغل وأمازون وفيسبوك وآبل.

وسيلتقي وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، الذي يجري مفاوضات مكثفة منذ أسابيع، اليوم الأربعاء، في دافوس وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، لمناقشة تفاصيل مواصلة المناقشات في إطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

وقررت فرنسا أن تفرض منذ الأول من يناير/ كانون الثاني، رسما على شركات التكنولوجيا العملاقة تعادل 3 في المائة من رقم أعمالها بانتظار تبني قرار على الصعيد الدولي في هذا الشأن.

وقبل عام، أحيت الولايات المتحدة مفاوضات حول هذه الضرائب داخل منظمة التعاون والتنمية الأوروبية كانت تعرقلها منذ سنوات. لكنها وضعت شروطا رفضتها فرنسا الشهر الماضي. وهددت إدارة الرئيس ترامب بعد ذلك بفرض رسوم إضافية تصل إلى 100 في المائة على منتجات فرنسية بقيمة 2.4 مليار دولار.

كما ينتظر أن يتطرق المنتدى إلى الصراع بين أميركا وإيران، الذي تطور من فرض واشنطن عقوبات على طهران، بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في مايو/ أيار 2018، إلى اغتيال القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني بالعراق في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري، لترد إيران بعدها بنحو خمسة أيام، بقصف قواعد عسكرية تستضيف جنودا أميركيين شمال وغرب العراق.

ولا ينظر مراقبون إلى منتدى دافوس على أنه مجرد منبر للأقوياء من الدول وإنما الأثرياء أيضا على مدى عقود، رغم محاولة القائمين على المنتدى تحسين هذه الصورة لهذا العام، حيث تمت دعوة ناشطين شباب، منهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ المدافعة عن المناخ، والتي فضلتها مجلة "تايم" الأميركية على مرشحين بارزين كالرئيس ترامب وزعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي واختارتها شخصية العام 2019.

لكن منتدى دافوس بات "أشبه بمواعدة سريعة" بين مسؤولين سياسيين واقتصاديين، بحسب ما أوضح المفوض الأوروبي السابق الفرنسي بيار موسكوفيسي لوكالة فرانس برس. ويدفع أقطاب الاقتصاد ما بين 55 و550 ألف يورو ليكونوا أعضاء أو شركاء للمنتدى الاقتصادي العالمي.

المساهمون