صفقات أوروبية فاشلة تكبد طيران الاتحاد الإماراتية 9.3 مليارات دولار

16 اغسطس 2017
طائرة تابعة لخطوط "أير برلين" الألمانية (Getty)
+ الخط -





تتعمق أزمة خسائر شركة الاتحاد للطيران التابعة لحكومة أبوظبي مع إعلان شركة "اير برلين" للطيران الألمانية عن إفلاسها يوم الثلاثاء وعرضها للبيع وسط غضب ألماني عارم من تخلي الشريك الظبياني عن "إير برلين" في لحظات حرجة. 

ويقدر تقرير نشره موقع "دويتشه فيله"، خسائر طيران الاتحاد بحوالى 8 مليارات يورو، "أي حوالى 9.3 مليارات دولار"، في شراكات خاسرة مع شركات الطيران الأوروبية خلال السنوات الماضية. من بين هذه الخسائر، وحسب التقرير الألماني، مليارا يورو (حوالى 2.34 مليار دولار) في طيران "إير برلين" وحدها.

وأسهم "إير برلين"، التي تملك شركة الاتحاد للطيران حصة 29% من أسهمها، انخفضت بنسبة 32% قبل إعلان الإفلاس وعرضها للبيع، لتصبح القيمة السوقية للشركة الألمانية حوالى 60 مليون يورو تقريباً، أي أقل من 28% من قيمة الاستثمارات التي وضعتها شركة الطيران الظبيانية فيها حتى الآن. وكانت قيمة الشركة قبل عشر سنوات تقدر بنحو مليار يورو.

وكانت شركة طيران الاتحاد التي تعرضت خلال العام الماضي لخسائر باهظة، قد أعلنت في بداية الأسبوع، أنها لا تستطيع دعم شركة الطيران الألمانية مالياً.

وحسب البيان الذي نشرته الصحف الألمانية، عبرت الاتحاد عن "عميق أسفها" بعدما تلقت "إخطاراً من طيران برلين يفيد بتقدم الأخيرة بطلب وضعها تحت الحراسة القضائية نتيجةً للتدهور المتسارع في الأداء التجاري للشركة الألمانية".

وقالت في البيان إنه في ظل هذه الظروف الراهنة وباعتبار المجموعة مساهما بحصص أقلية فإنه "لا يمكنها تقديم المزيد من التمويلات"، وهو ما أدى إلى إعلان "إير برلين" عن إفلاسها وسط غضب عارم في الشارع الألماني من الشركة الظبيانية.

وحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، ألقت نقابة الطيارين الألمانية باللوم في المحنة التي تواجهها "إير برلين" على قصور الإدارة، وعبرت عن غضبها تجاه شركة الاتحاد.

وفي هذا الصدد، قال إيليا شولتس نائب رئيس النقابة في بيان تناقلته وسائل الإعلام الألمانية، "إنها فضيحة أن تتهرب الاتحاد للطيران من مسؤوليتها وتتخلى عن موظفي "إير برلين".

وكانت آخر الاستثمارات التي ضختها الاتحاد للطيران في الشركة الألمانية 250 مليار يورو في أبريل/نيسان الماضي.

وقبل هذه المغامرة الفاشلة، كانت الاتحاد قد خسرت محادثات بينها وبين شركة "توي فلاي"، التي تعد أكبر شركة سياحة في أوروبا، بشأن تأسيس شركة طيران للرحلات السياحية كمشروع مشترك عبر دمج "توي فلاي" مع شركة نيكي للطيران الفاخر التابعة لإير برلين في وقت سابق من العام الجاري.

وحسب النشرة العالمية التي تعنى بشؤون الطيران والسفر"ترافل ويكلي"، فإن شركة الاتحاد للطيران الظبيانية، بعد تكبدها خسائر ضخمة في العام الماضي 2016، تتجه لخسارة استثماراتها ليس فقط في شركة "إير برلين" للطيران الألمانية، ولكن كذلك في شركة الطيران الإيطالية "أليطاليا" التي تملك فيها حصة 49%.

وشركة الطيران الإيطالية "أليطاليا"، التي تعرضت للإفلاس مرتين، هي الآن تحت الحراسة القضائية، للحماية من الدائنين منذ مايو/أيار الماضي وتبحث عن مشترين منذ العام الماضي.

ولكن من الصعوبة أن تحصل الشركة الإيطالية المتعثرة على مشترين وسط الظروف المالية القاتمة التي تواجهها إيطاليا، وأزمة المصارف الإيطالية التي تخنق قدرتها على تمويل صفقات تتسم بدرجة كبيرة من المخاطر.

وتشير نتائج شركة الاتحاد للطيران، التي أعلنت عنها في نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي عن خسائر بلغت 1.87 مليار دولار في العام الماضي 2016. ويعادل هذا المبلغ 40% من دخل تذاكر السفر البالغة 4.9 مليارات دولار في العام الماضي، حسب البيانات المالية للشركة، كما يعادل كذلك نسبة 20% من إجمالي دخل الشركة المتحقق في العام الماضي والبالغ 8.36 مليارات دولار. وحسب البيانات، شهدت الشركة انخفاضاً في دخلها السنوي بلغ 640 مليون دولار.

وكانت الاتحاد قد عمدت خلال العام الماضي إلى تقليص خسائرها عبر إلغاء 3000 وظيفة، وإلغاء مجموعة من الخطوط البعيدة التي لم تحقق لها أرباحاً مثل خط أبوظبي سان فرانسيسكو التي قالت في يوليو/تموز الماضي إنها ستلغيه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وتواجه شركات الطيران الإماراتية، طيران الإمارات وطيران الاتحاد، تحديات جديدة من قبل شركة الطيران القطرية التي ستستفيد خلال العام الجاري من إجراءات الهجرة الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة القطرية، ومن بينها السماح لمواطني أكثر من مائة دول الدخول لقطر بدون الحاجة لتأشيرة مسبقة.

وحسب تقرير ألماني، فإن المسافرين بين آسيا وأوروبا، ربما يجدون بعد هذه التسهيلات فرصة لاختيار الدوحة كمحطة عبور خلال العام الجاري، وربما كذلك كمحطة تسوق بدلاً من دبي وأبوظبي، أو على الأقل ستفقد المطارات الخليجية بدول الحصار جزءاً من زخمها. وهو ما سيعني مزيدا من الرحلات للمسافرين بين آسيا وأوروبا على متن الخطوط القطرية وزيارة الدوحة بدلاً من المنامة أو دبي وأبوظبي.


المساهمون