انحباس الأمطار ينذر المغرب بموسم سيئ للحبوب

22 فبراير 2020
تصاعد مخاوف المزارعين في المغرب (Getty)
+ الخط -
لم يأت الغيث الذي يتمناه المزارعون المغاربة من أجل الحد من الخسائر التي يتكبدونها، إذ أكد الخبير في قطاع الحبوب، محمد إبراهيمي، أن ضعف التساقطات المطرية في الفترة الأخيرة وارتفاع درجات الحرارة الموسمية، سيؤثران سلباً على المحصول.

وارتفعت درجات الحرارة في الفترة الأخيرة بما بين خمس وست درجات، قياساً بالمستوى المسجل خلال السنوات الماضية في فبراير/شباط، فيما لا تساقطات تلوح في الأفق حتى الثالث من مارس/آذار المقبل. 

وشدد إبراهيمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن الوضع الحالي سيفضي إلى ضعف إنضاج الحبوب، كما سينعكس سلبا على توفير التبن، الذي يستخدمه مربو المواشي من أجل الحصول على العلف.

ووصل محصول الحبوب في العام الماضي إلى 5.2 ملايين طن، مقابل 10.2 ملايين طن في العام الذي قبله. وأوضحت بيانات وزارة الزراعة والصيد البحري، أن محصول الموسم الأخير، توزع بين 2.68 مليون طن من القمح اللين، و1.34 مليون طن من القمح الصلب، و1.16 مليون طن من الشعير.

وعززت توقعات أميركية رسمية، المخاوف التي تنتاب مزارعين مغاربة، حول تراجع محصول القمح المتوقع في العام الحالي، على خلفية ضعف التساقطات المطرية المسجلة حتى فبراير/شباط. ويعزى هذا الانخفاض، حسب وزارة الفلاحة الأميركية، إلى ضعف التساقطات المطرية في 2020.

وتوقعت المندوبية السامية للتخطيط، أن يصل معدل النمو الاقتصادي في المغرب في العام الحالي إلى 3.5% من الناتج الإجمالي المحلي، مقابل 2.3% في العام الماضي، غير أن هذا النمو يبقى رهينة لأداء القطاع الزراعي.

ولم ينجح المغرب في تخليص الإنتاج الزراعي من الارتهان للتساقطات المطرية، بل إن حصة الزراعة في الناتج الإجمالي المحلي لم تتجاوز 15%، رغم دعم الاستثمارات في القطاع.

وأشارت المندوبية السامية للتخطيط، في تقرير لها حول التبعية الغذائية، إلى أن المغرب سيستمر في استيراد الحبوب في أفق 2025، معتبرة أن معدل الارتهان للأسواق الخارجية سيصل في تلك الفترة إلى 43%. ومن المنتظر وسط تنامي توقعات انخفاض محصول القمح في العام الحالي، أن ترتفع فاتورة القمح المستورد، ما من شأنه أن يساهم في توسيع عجز الميزان التجاري في البلاد.
المساهمون