فيروس الصين يضرب الأسواق بلا هوادة... خسائر للنفط والدولار والأسهم

25 يناير 2020
استنفار في المطارات لرصد حالات الإصابة بالفيروس الجديد (Getty)
+ الخط -
ضرب فيروس كورونا الجديد في الصين، الأسواق العالمية بلا هوادة، متأثرة بتزايد المخاوف من تضرر الطلب في العديد من القطاعات، لتتكبد أسعار النفط أشد خسارة أسبوعية فيما يربو على عام، وتتراجع الأسهم الأميركية وسط عمليات بيع واسعة النطاق، بينما أصيب الدولار بالإعياء.

وهوت أسعار خام برنت بنسبة 6.4 في المائة، على مدار الأسبوع الماضي، حيث تحدد سعر التسوية، في ختام تعاملات أمس الجمعة، عند 60.69 دولارا للبرميل، مسجلاً أكبر تراجع أسبوعي منذ 21 ديسمبر/كانون الأول 2018، بفعل الهلع من اتساع نطاق الفيروس في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، بما قد يكبح الطلب على السفر والطاقة.

كما نزلت العقود الآجلة للخام الأميركي إلى 54.19 دولارا، خاسرة 7.4 في المائة على مدار الأسبوع، في أكبر انخفاض أسبوعي منذ 19 يوليو/تموز الماضي.

وأودى الفيروس بحياة 41 شخصا حتى الآن، وفق السلطات الصينية، فيما أصيب نحو 1300 آخرون على مستوى العالم، في الوقت الذي سارعت فيه السلطات الصحية في شتى أنحاء العالم إلى منع حدوث وباء عالمي. ويتشابه فيروس كورونا في أعراضه مع مرض الالتهاب الرئوي، وتشمل أعراضه الحمى ومشاكل التنفس، ويشبه نظيره الذي يتسبب في المتلازمة التنفسية الحادة "سارس".

وأرجع فيل فلين، المحلل لدى "برايس فيوتشرز غروب" في شيكاغو، الخسارة الحادة للنفط، إلى الفيروس الجديد في الصين. قائلا، وفق رويترز: "لا نتلقى أي علامات على أن الأوضاع تتحسن".



وتخشى السلطات الصحية حول العالم من تسارع معدلات الإصابة أثناء عطلة السنة القمرية الجديدة في الصين، والتي تبدأ اليوم السبت وتستمر حتى 30 يناير/كانون الثاني الجاري، ويستغلها ملايين الصينيين للخروج في رحلات داخلية وخارجية. ووصلت عدوى الهلع إلى سوق الأسهم الأميركية، الذي أصيب بالهبوط جراء عمليات بيع واسعة النطاق، حيث تحاشى المستثمرون الأسهم، متجهين صوب الملاذات الآمنة للاستثمار في ظل الظروف الحالية.

وسجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أكبر انخفاض أسبوعي له في ستة أشهر، في نهاية تعاملات الجمعة، حيث خسر نحو 30 نقطة أو 0.9 في المائة، كما فقد مؤشر "داو جونز" الصناعي 170.3 نقطة بما يعادل 0.58 في المائة، ونزل "ناسداك المجمع" 87.5 نقطة أو 0.93 في المائة.

وأكدت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أمس الجمعة، حالة إصابة أميركية ثانية بالفيروس القادم من الصين، وقالت إنه يجري فحص ما قد يصل إلى 63 حالة محتملة، مع استمرار انتشار المرض المميت أحيانا في أنحاء العالم.

وامتد الإعياء إلى عملة أكبر اقتصاد في العالم، حيث هبط الدولار الأميركي، مقابل الين الياباني، الذي يستقطب المستثمرين في أوقات الضغوط الجيوسياسية أو المالية، نظرا لوضع اليابان كأكبر دائن في العالم.

وتراجعت العملة الأميركية بنسبة 0.22 في المائة، في ختام تعاملات أمس، إلى 109.24 ين. وقال رونالد سيمبسون، العضو المنتدب لبحوث العملات العالمية لدى أكشن إيكونوميكس، في مذكرة، وفق رويترز، إن "الطلب على الملاذات الآمنة هو المحرك الرئيسي نهاية الأسبوع.. الأعصاب ازدادت توترا، إذ يبدو أن تفشي الفيروس التاجي يتفاقم".



وأصاب الفيروس الجديد، أسواق السفر والطيران بالارتباك، حيث هرعت أغلب دول العالم، ومنها الدول الخليجية، إلى الإعلان عن إجراءات احترازية.

وأجرت وزارة الصحة القطرية، في "مطار حمد الدولي" بالدوحة، أمس، فحصا طبيا لنحو 200 مسافر قدموا من مطارات الصين، للتحقق من عدم إصابتهم بالفيروس القاتل، بينما لم يعثر على أي حالة مرض بين القادمين، وفق بيان وزارة الصحة.

كما أعلنت وزارة الصحة الكويتية "جاھزیة العیادات الصحیة وغرف العزل الموجودة في مطار الكويت لحالات الطوارئ"، وفق بيان لها، مشيرة إلى تزوید المنافذ الحدودیة بكامیرات الاستشعار الحراری وتعمیم تطبيق إجراءات إلزام الركاب القادمین إلى الكویت من الدول المعلن عن ظھور المرض فیھا بملء إقرار صحي.

كما أعلنت السلطات الصحية في إماراتي دبي وأبوظبي بالإمارات تطبيق إجراءات فحص للقادمين من الأراضي الصينية عبر مطاريهما، وفق بيان لوزارة الصحة الإماراتية، أوردته وكالة الأناضول، مساء الجمعة.

كذلك، نفّذت وزارة الصحة في سلطنة عُمان، حملات توعوية ضد الفيروس الجديد، ودعت مواطنيها، عبر حساب الوزارة على تويتر، إلى تجنب الأماكن المزدحمة في المدن التي أعلن عن انتشار المرض فيها. بينما كانت وزارة الصحة السعودية أفادت، الخميس الماضي، بعدم رصدها لأي حالة مصابة بالفيروس.



وأعلنت "شركة مطار البحرين" أنها بدأت بالتنسيق مع وزارة الصحة، إجراءات فحص المسافرين القادمين إلى البحرين عبر "مطار البحرين الدولي"، كإجراء احترازي للكشف عن الفيروس.

وكانت حكومة دبي قد أعلنت، في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري، أن أعداد الزائرين الأجانب للإمارة وصل إلى 16.7 مليونا في 2019، بفضل قفزة في السياح الصينيين، الذين سجلوا نحو 989 ألف شخص. والفيروس الجديد يمثل تهديدا قويا للسياحة، التي تساهم بنسبة كبيرة في إيرادات دبي، التي ستستضيف معرض إكسبو 2020 الدولي، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتستهدف 20 مليون سائح هذا العام.

المساهمون