إيران تعرض ثروتها المعدنية على المستثمرين

14 فبراير 2016
معمل للمعادن في طهران (Getty)
+ الخط -

 

تغري مناجم إيران، الغنية بالزنك والنحاس والذهب والمعادن الأخرى، اهتمام المستثمرين الأجانب بعد رفع العقوبات الغربية، لكن تطوير القطاع سيستغرق وقتاً وهناك مشكلات ينبغي حلها.

ويعني هبوط أسعار المعادن والغموض بشأن العمل مع حكومة طهران، والتي تسيطر فعلياً على جميع مناجم البلاد، أن كثيراً من شركات التعدين الأجنبية لن يتهافت على إبرام صفقات.

ورغم ذلك، أبرمت بعض الاتفاقات بالفعل وتتطلع شركات أجنبية أخرى إلى قطاع المناجم والمعادن في إيران، عقب إلغاء العقوبات في إطار الاتفاق النووي الذي بدأ العمل به الشهر الماضي.

وتحاول إيران، والتي تتباهى بأن لديها أحد أكبر الاحتياطيات غير المستغلة في العالم، من الزنك ومعادن أخرى، جذب المستثمرين، بعدما تخلصت من العقوبات بموجب الاتفاق المبرم مع القوى العالمية العام الماضي.

وأبلغت شركة التعدين الإيرانية المملوكة للدولة إيميدرو مؤتمراً للتعدين في أستراليا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن قطاع المناجم الإيراني يحتاج إلى استثمارات بنحو 20 مليار دولار بحلول 2025.

وقال الرئيس التنفيذي لهانام آند بارتنرز في لندن، نيل باسمور، إن "لدى إيران بالقطع أصولاً معدنية متميزة عالمياً يقدرها المستثمرون، لكننا نمر منذ فترة بأحد أحلك وأسوأ التباطؤات في قطاع التعدين".

ويضر تراجع أسعار السلع الأولية بشركات التعدين الأجنبية، وهو ما دفعها لبيع الأصول وخفض توزيعات الأرباح وتقليص الإنفاق الرأسمالي للحفاظ على السيولة، لكن ذلك لم يمنع من إبرام بعض الصفقات مع إيران.

وأضاف المسؤول في لهانام، أنه "بدأ الناس قبل ستة أشهر إلى 12 شهراً من رفع العقوبات في ممارسة بعض الأنشطة والآن انفتح الباب وهم يسرعون الخطى".

اقرأ أيضاً: 11 قطاعاً تنتظر الانتعاش بعد رفع العقوبات عن إيران

وفي الهند، ذكرت شركة الألومنيوم الوطنية نالكو الشهر الماضي إنها تخطط لإرسال فريق إلى إيران لاستكشاف إمكانية إقامة مصهر بنحو ملياري دولار، بينما تدرس كيوكل التي تديرها الدولة بناء مجمع لمكورات الحديد الخام هناك.

وهناك شركات أخرى من دول عديدة من بينها إيطاليا والصين وكوريا الجنوبية إما أبرمت صفقات أو تتطلع إلى فرص محتملة، لكن مما يظهر عدم التيقن بين المستثمرين المحتملين قول نالكو إنها "تتطلع أيضاً إلى سلطنة عُمان وقطر كمواقع محتملة لإقامة مصهر الألومنيوم".

وقال متحدث باسم ريو تينتو العالمية للتعدين، والتي كانت مشاركة في الماضي في مشروع للذهب في إيران، إن "فريق التنقيب بالشركة لم يجر أي عمليات تتعلق بإيران".

وربما يكون التعامل مع إيران، والتي تشهد صراعاً بين الإصلاحيين والمحافظين، معقداً ويستغرق وقتاً.

ويشكو المسؤولون التنفيذيون الأجانب بقطاع الطاقة، والذين يأملون في الاستثمار بحقول النفط والغاز هناك، من أن طهران لم تكشف بعد عن شروط العقود، وأنها ألغت فجأة مؤتمراً كان مقرراً عقده هذا الشهر توقعوا أن تقوم خلاله بذلك.

ويقول المحللون إن "مشروعات التعدين ربما تستغرق سنوات لكن الطاقة الوفيرة ومنخفضة التكلفة في إيران ستجعلها في نهاية المطاف لاعباً مهماً في قطاع المعادن العالمي".

وهناك مشروع مهدي أباد في إيران حيث أحد أكبر مكامن الزنك في العالم وكان من المقرر سابقاً أن تطوره يونيون ريسورسز الأسترالية بإنتاج سنوي قدره 300 ألف طن.

وتقول إيران إنها تحوز على 68 نوعاً من المعادن، من بينها الحديد الخام والفحم والذهب والنحاس بإجمالي احتياطيات 43 مليار طن.

وإلى جانب توسعها كمنتج فمن المنتظر أيضاً أن تدعم إيران، والتي يقطنها 80 مليون نسمة، الطلب العالمي على المعادن، حيث إنها أكبر اقتصاد يعود إلى حركة التجارة العالمية بعد روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.

وقال رئيس بحوث قطاع المعادن لدى سوسيتيه جنرال في لندن، روبن بهار، "مع حصولهم على مزيد من الإيرادات النفطية لن يكون هناك ما يحول دون تطلعهم إلى تنويع موارد الاقتصاد وتصدير المعادن".

 


 
اقرأ أيضاً:
إسرائيل أكبر المستفيدين من رفع عقوبات إيران..والخليج أكبر المتضررين
الصين وإيران ترفعان التبادل التجاري إلى 600 مليار دولار

دلالات
المساهمون