حفتر يلعب بقوت الليبيين

27 يناير 2020
الاقتصاد الليبي مهدد بسبب الصراع على النفط (كاريكاتير/ حجاج)
+ الخط -
خلال الأيام القليلة الماضية حاصرت قبائل وقوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر حقول النفط الرئيسية وموانئ التصدير الواقعة في جنوب وشرق ليبيا.

وكان من أبرز المناطق المحاصرة منطقة الهلال النفطي الشهيرة التي تضم 4 موانئ نفطية (الزويتينة، البريقة، راس لانوف، والسدرة)، وتقع بين مدينتي بنغازي وسرت، وتحوي حقولاً رئيسية يمثل إنتاجها نحو 60% من صادرات ليبيا النفطية.

وألحق حصار حفتر حقول النفط وموانئ التصدير خسائر فادحة بالقطاع النفطي، مثلا توقف نحو 75% من صادرات النفط إلى الخارج، عقب الحصار، وانخفض الإنتاج إلى 280 ألف برميل يومياً مقابل 1.2 مليون برميل، قبل نحو 10 أيام.

وهناك تخوف داخل المؤسسات الليبيبة الرسمية من أن يتراجع الإنتاج النفطي إلى 100 ألف برميل ثم إلى "صفر" في حال استمرار حصار الحقول النفطية، وهو ما يعني نضوب موارد البلاد من النقد الأجنبي.

وتكبّدت ليبيا خسائر تقدر بنحو 317 مليون دولار، في أسبوع واحد فقط من إغلاق الحقول جراء الحصار الذي شل صادرات البلاد، حسب بيانات المؤسسة الوطنية للنفط الصادرة أمس الأحد.

انهيار صادرات النفط الليبي قد يؤدي إلى انهيار اقتصاد البلاد واحتياطياته من النقد الأجنبي، وتدهور الأحوال المعيشية للمواطن، وعجز الموازنة العامة عن سداد الالتزامات المستحقة على الدولة من تمويل واردات ودعم سلع رئيسية كالأغذية والوقود وغيرها، وتردي البنية التحتية للبلاد، وانقطاع الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، اضافة إلى شل قدرة البلاد على مواجهة الإرهاب والهجرة غير المشروعة القادمة من قلب أفريقيا متجهة نحو أوروبا .

فالاقتصاد الليبي يعتمد اعتمادا شبه كامل على الصادرات النفطية، فإيرادات النفط تمثل ما بين 93% إلى 95% من إجمالي الإيرادات العامة، وتغطي 70% من إجمالي الإنفاق، ويخصص أكثر من نصف الميزانية العامة لسداد رواتب موظفي الدولة، وتمويل الدعم الحكومي المخصص لعدد من السلع الرئيسية، من بينها رغيف الخبز والأغذية والسلع التموينية والمشتقات البترولية كالبنزين والسولار وغاز الطهي وخدمات ضرورية مثل العلاج بالمجان في المستشفيات.

حفتر يلعب بالنار، فهدفه هو السيطرة على كل موارد النفط، وبالتالي الحصول على سيولة مالية يستطيع من خلالها دعم هجماته المتكررة ضد العاصمة طرابلس في محاولة للسيطرة عليها وإقصاء حكومة الوفاق الوطني المنتخبة والمعترف بها من الأمم المتحدة وفق اتفاق الصخيرات.

وحفتر هنا لا يهمه المواطن الليبي وأحواله المعيشية في شيء، وآخر ما يفكر فيه الجنرال المتقاعد هو حال الأسواق وأسعار السلع ووصول السلع الرئيسية إلى المواطن وبسعر مناسب، هو يريد السيطرة على كامل ليبيا، أو أن يكون البديل هو نهب موارد ليبيا وضياعها، بل وحرقها.
المساهمون