تحالف ألماني مغربي لإنتاج الهيدروجين الأخضر

07 يوليو 2024
هل يتحول العالم للهيدروجين الأخضر، 30 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحالف ألماني-مغربي لتطوير الهيدروجين الأخضر**: ألمانيا والمغرب وقعتا تحالفاً في يونيو 2024 لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، مما يعزز استقلالية ألمانيا في مجال الطاقة ويساعدها في تحقيق أهدافها المناخية.

- **استفادة المغرب من الخبرات الألمانية**: المغرب يمتلك إمكانات كبيرة في طاقة الرياح والشمس، وتم بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في ورزازات بدعم ألماني. يهدف التحالف لبناء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب.

- **تحديات وفرص الهيدروجين الأخضر**: الهيدروجين الأخضر مهم للصناعات الصعبة مثل الطيران والشحن. ألمانيا تتوقع الحاجة إلى 90-110 تيراواط من الهيدروجين بحلول 2030، وتسعى لمضاعفة إنتاجها لتغطية الطلب المحلي.

يعتزم الائتلاف الحكومي في ألمانيا الوصول إلى عالم خال من الوقود الأحفوري على المدى الطويل، تحقيقاً للأهداف الطموحة فيما يتعلق بحماية المناخ، وبتركيز صناعة الطاقة على الهيدروجين الأخضر بصفته طاقة متجددة في المستقبل، حيث وقعت برلين والرباط نهاية يونيو/ حزيران 2024، وبحضور وزيرة التنمية الفيدرالية سفينيا شولزه ووزيرالخارجية المغربي ناصر بوريطة تحالفاً للمناخ والطاقة، لتطوير صناعة الهيدروجين. فماذا عن أهمية هذا التحالف المشترك؟

الهيدروجين الأخضر وخطط طموحة

ووفق مسؤولين في وزارة الشؤون الاقتصادية الاتحادية الألمانية، تضع برلين نصب أعينها تطوير اقتصاد الهيدروجين لتحقيق المنفعة المتبادلة والدعم السياسي، بمشاركة شركات التكنولوجيا الألمانية والموردين. وأمام ذلك، أكد الباحث الاقتصادي ماركوس بوك لـ"العربي الجديد" أن التحالف المشترك لصناعة اقتصاد الهيدروجين الأخضر على جانبي الأطلسي خطوة ستجعل ألمانيا أكثر استقلالية في مجال الطاقة، وتقرّبها من تحقيق أهدافها في حماية المناخ وضمن آليات معينة. ومن هذا المنطلق، وضمن استراتيجيتها لضمان إمدادات الطاقة، فمن المقرر طرح مناقصات لبناء محطات كهرباء لتوليد 5 غيغاوات خلال الأشهر المقبلة، تعمل بالغاز لتحويلها لاحقاً إلى هيدروجين بحلول عام 2025، مع التوجه لبناء محطات أخرى في وقت لاحق لإنتاج 5 غيغاوات إضافية.

ومن وجهة نظر بوك، يمكن للمغرب الاستفادة من الخبرات الألمانية من خلال التشاركية في العمل، حيث أشار إلى أنه، وبدعم من وزارة الاقتصاد الألمانية، جرى بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بمدينة ورزازات جنوب المغرب، والتي تزود حوالي 1.3 مليون شخص بالكهرباء. وأوضح أن استراتيجية الهيدروجين الخاصة قدمت قبل عامين، لافتاً إلى أن محطات الطاقة الشمسية ومزارع الطاقة على الرياح قيد التنفيذ على نطاق واسع، ما يسمح بالإنتاج المستدام للهيدروجين الأخضر على نطاق صناعي، مع تطوير القطاعات الاقتصادية الخضراء. وستشارك ألمانيا في بناء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب والذي سيتم إنجازه خلال السنوات المقبلة، ويتوقع أن ينتج حوالي 10 أطنان من الهيدروجين سنوياً، وهو ما يكفي لإنتاج 50 ألف طن من الفولاذ الأخضر، ليكون مشروعاً مرجعياً لربحية إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، وتعزيز ثقة مستثمري القطاع الخاص في المغرب.

وعن أهمية الهيدروجين الأخضر لألمانيا، بينت شبكة دبليو دي آر الإخبارية أخيراً أن الاعتماد على هذا المنتج سيساهم في سد جزء من احتياجات الصناعة الألمانية للطاقة بطريقة محايدة مناخياً، وأنه من الناحية النظرية يمكن بالفعل بناء محطات الغاز الطبيعي المسال بطريقة يمكن تحويلها إلى الهيدروجين. وعلاوة على ذلك، سيلعب الأخير دوراً مهماً في إمدادات الطاقة في المستقبل، خاصة في الصناعات التي يصعب جعلها خالية من ثاني أوكسيد الكربون، وبينها صناعة الطيران والشحن.

وتفترض استراتيجية الهيدروجين الحكومية أن يكون هناك حاجة لحوالي 90 إلى 110 تيراواط في ألمانيا في عام 2030، مع الاعتماد على التعاون مع دول مثل أفريقيا وأستراليا، أي المناطق التي تتمتع بوفرة بأشعة الشمس. ومن المعلوم، أنه يجري فقدان الكثير من الطاقة، بما تصل نسبته إلى 30%، عند تحويله إلى هيدروجين، ناهيك عن أن التوسع في الطاقات المتجددة يتقدم ببطء في البلاد.

قيمة مضافة للمغرب

وبحكم أن المغرب يتمتع بإمكانات كبيرة في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تساهم في مجال التكيف مع المناخ، وتحول الطاقة، وتوسيع نطاق الطاقات المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، اعتبر المتخصص في المجال البيئي محسن علي، أن التحالف المشترك سيركز على تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين، وكل ذلك بفضل موقع المغرب الجغرافي على المحيط الأطلسي وقربها من الصحراء، وتمتعها بإمكانات ممتازة لتوليد الكهرباء من الرياح والشمس لتغطية احتياجات اقتصادها، بما يتيح الاستفادة والدخول في الاقتصاد الأخضر، والبدء بتصدير الهيدروجين في المستقبل. ويتمتع المغرب بأفضل الظروف للتحول لإنتاج هذا العنصر الكيميائي الطبيعي، الأمر الذي سيسمح له لاحقاً بالاستغناء التدريجي عن الاقتصاد المعتمد على الوقود الأحفوري. وكل ذلك من منطلق أن البلدين رائدان إقليميان في مجال حماية المناخ. 

وبحسب خبراء، فقد تحسنت الظروف للدخول في الاقتصاد الأخضر، حيث جرى دعم المشاريع من قبل وزارة الطاقة المغربية في بيئة تنافسية عالمية، لتسخير إمكانات الاقتصاد الأخضر من أجل تنمية البلاد، مع الأخذ بعين الاعتبار معايير الاستدامة المركزية. وفي مجالات السوق والعمل يجري تنشيط السوق من خلال دعم هياكل الرقابة للتنسيق بين المؤسسات ذات الصلة، لتحسين أسس اتخاذ القرارات الاستثمارية وخلق القيمة المحلية، بما في ذلك تصميم نظام طاقة متطور، فضلاً عن التعاون مع قطاع الأعمال في مجالات الأبحاث والتدريب. وفي هذا السياق، يسعى المغرب، إلى زيادة توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة، وإنشاء الأسس اللازمة لتكثيف سوق الهيدروجين الأخضر، والاستفادة مما ستخلقه الاتفاقية من فرص عمل تعزز الاقتصاد المحلي، والتعاون بين الموانئ، لتعزيز الطاقة النظيفة.

وفي خضم ذلك، أبرزت شبكة إيه آر دي الإخبارية أن "الخطط طموحة والمهمة ضخمة للأعمال والسياسة، ولا يزال يتعين تطوير الحلول التي يمكن تنفيذها على نطاق واسع، لا سيما أنه من الصعب أن يتوفر بكميات كافية وأسعار تنافسية، رغم أنه في مايو 2021 وضعت الحكومة الاتحادية حزمة تمويل مخصصة لزيادة الطلب والبنية التحتية والعرض في الوقت نفسه، بما يشمل 62 مشروعاً رئيسياً. وحيال ذلك أيضاً، بيّنت بيانات أنه من أجل إنتاج ما يكفي من الهيدروجين الأخضر، سيتعين على ألمانيا مضاعفة قدراتها 4 مرات، لذلك لن تجري تغطية الطلب على الغاز في ألمانيا بالهيدروجين الأخضر في المستقبل المنظور. ووفقاً لتقديرات الحكومة الاتحادية، ستكون ألمانيا قادرة على إنتاج حوالي 15% كحد أقصى من متطلبات الهيدروجين الأخضر الخاصة بها بحلول 2030.

المساهمون