قال مصدر مصري مسؤول إن تظاهرات مزارعي البرتقال الإسباني الرافضة استيراد البرتقال من مصر تعود إلى وجود ركود في مبيعات المنتج الإسباني، نتيجة ارتفاع أسعاره مقارنةً بالمنتج المصري، وهو ما يعرض المزارعين الإسبان لخسائر في حال قاموا بالبيع بالسعر المتدني، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن مظاهرات كهذه لا تؤثر في الوقت الحالي على الصادرات المصرية، لأن الأسواق الأوروبية تعتمد على السوق المفتوح، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان وعند اشتداد المنافسة من حيث السعر والجودة، بين المنتج المصري ونظيره الأوروبي، يتم اختلاق بعض المشاكل لعرقلة عمليات التصدير.
وأضاف المصدر أن مكتب التمثيل التجاري في مدريد يجب أن يتحرك سريعا للتواصل مع الجهات المختصة، لمنع أي تأثير سلبي لمثل هذه الاحتجاجات على حصة الصادرات المصرية من السوق الإسباني والأسواق الأوروبية.
كان مكتب التمثيل التجاري المصري في مدريد قد أخطر المجلس التصديري للحاصلات الزراعية بالقاهرة بوجود تظاهرات نظمتها جمعية فالنسيا للمزارعين احتجاجًا على سماح السلطات باستيراد البرتقال المصري، من منطلق أن وجوده بالأسواق يعمق من خسائر أعضائها، عقب تدهور موسم الحصاد الحالي.
وذكر الخطاب المرسل في 21 مارس/آذار الجاري والذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أن جريدة الموندو الإسبانية نشرت تقريرًا حول تجمع عدد من المزارعين داخل ميناء "كاستيلون" بإقليم فالنسيا للإعراب عن رفضهم دخول البرتقال المصري إلى الأراضي الإسبانية.
وعبر المتظاهرون عن استيائهم من المعالجة السياسية للأزمة، واصفين إياها بعدم مراعاة مصالح المزارعين الإسبان.
ووصف رئيس اتحاد المزارعين في فالنسيا كريستوفر أجوادو، وفقا للخطاب، البرتقال المصري بالعدو الأول لمزارعي الإقليم، مشيرًا إلى أن صادرات البرتقال المصري زادت خلال آخر 5 سنوات من 184 ألف طن عام 2014 إلى 339 ألف طن عام 2018 بنسبة زيادة 83%.
وطالب رئيس الاتحاد بمقاطعة المستوردين ومحلات التوزيع التي تروج للبرتقال المصري، مؤكدًا عزمه على نشر أسماء المستوردين وسلاسل المحلات التي تبيع المنتج المصري، محملًا خسائر المزارعين للسياسيين.
وتستحوذ إسبانيا وحدها على 25% من صادرات البرتقال العالمية، مسجلة دخلا صافيا من تصدير البرتقال عام 2018 بنحوـ 1.1 مليار يورو، مقابل واردات بحوالي 118 مليون يورو، كان نصيب مصر منها 10 ملايين يورو، وهو ما يمثل نحو 8% من واردات إسبانيا من البرتقال.
وكشف تقرير رسمي لوزارة الزراعة المصرية أن إجمالي الصادرات الزراعية المصرية خلال الفترة من الأول من يناير/كانون الثاني وحتى 31 ديسمبر/ كانون أول الماضي بلغت 5 ملايين و200 ألف طن من المنتجات الزراعية التي تم تصديرھا إلى الخارج، بزيادة 500 ألف طن مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن صادرات مصر من الموالح بلغت مليونا و700 ألف طن، لتحتل المركز الأول في الصادرات الزراعية المصرية، ثم البطاطس في المركز الثاني بتصدير 764 ألف طن، وجاء البصل في المركز الثالث بإجمالي كمية بلغت 369 ألفا، و173 طنا.