هل تنجح حيلة "حذف الأصفار" في إنعاش الريال الإيراني؟

06 يناير 2019
انخفضت قيمة الريال الإيراني بشكل كبير(Getty)
+ الخط -
قال مصدر مسؤول في البنك المركزي الإيراني إن قرار شطب الأصفار من العملة الإيرانية "الريال" بحاجة إلى تمهيد قد يستغرق عامين.

وفي وقت سابق أعلن مسؤولو البنك المركزي وفقا لوكالة "فارس" الإيرانية بأن شطب الأصفار من العملة الوطنية رهن بالسيطرة على التضخم، ورأوا أنه لا يمكن المبادرة بشطب الأصفار من العملة في ظروف التضخم، وأن احتمال ارتفاع أسعار السلع والخدمات يكون قائما وكذلك إمكانية عودة الأصفار بعد أعوام عدة.

وقال محافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي خلال اجتماع لجنة التخطيط والميزانية البرلمانية اليوم الأحد، إن لائحة شطب أربعة أصفار من العملة الوطنية تم تقديمها إلى الحكومة، معربا عن أمله بتحقيق هذا الأمر على وجه السرعة.

وفي تعاملات اليوم الأحد، بلغ سعر العملة المحلية (الريال) في السوق الموازية الإيرانية، 110 آلاف ريال مقابل الدولار الواحد، بحسب موقع "بونباست" المتتبع لأسعار العملة، مقارنة مع 42.9 ألف ريال في السوق الرسمية.

وبسبب العقوبات الأميركية، تراجع إنتاج إيران النفطي إلى 2.98 مليون برميل يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مقارنة مع متوسط 3.5 ملايين برميل يوميا في الشهور التسعة الأولى من 2018.

وترى المحللة الاقتصادية فرشته رفيعي في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن هذه الخطة ليست جديدة، وقد وافقت عليها الهيئة الحكومية، في وقت سابق، لا بل وقد طُرح موضوع حذف الأصفار من العملة الإيرانية في زمن الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، ولم تستطع حكومته تطبيقه عملياً، بسبب الصعوبات الجمة التي واجهت الاقتصاد.

وفي حديثها مع "العربي الجديد" أضافت رفيعي، أن الأمر لن يطبق بمجرد موافقة الحكومة، إلا أنه سيُرفع بعد ذلك على شكل مشروع ليبحثه نواب البرلمان، وسيحول للجنة صيانة الدستور، ليدخل بعد ذلك ساحة التطبيق العملي.

تجارب سابقة

لم تكن إيران هي أولى الدول التي تسعى إلى حذف أصفار من قيمة العملة لمواجهة التضخم وتراجع قيمة العملة، حيث يصل سعر بعض السلع البسيطة أحيانا إلى ملايين من عملتها التي فقدت قيمتها.

ففي فنزويلا، بدأ تداول الأوراق النقدية الجديدة للعملة الفنزويلية في أغسطس /آب 2018، في مرحلة أولى من خطة إنعاش أطلقها الرئيس نيكولاس مادورو لمعالجة الأزمة الاقتصادية العميقة.

وعبّر مادورو في تسجيل فيديو وضع في بث حي على موقع فيسبوك مساء الإثنين، عن ارتياحه لأن تداول العملة الجديدة التي أطلق عليها اسم "البوليفار السيادي" (وصدرت بحذف خمسة أصفار من العملة القديمة) يعمل "بنسبة 100%"، مضيفاً أن "النظام المصرفي تصرف مثل الأبطال". 

وفي العراق، كانت هناك أكثر من محاولة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تم طرح الفكرة عام 2014 لحذف ثلاثة أصفار من العملة العراقية ولكن في عام 2015 تم الإعلان عن طباعة فئة نقدية جديدة من الدينار العراقي بقيمة 50 ألف دينار، بدلا من حذف الأرقام من فئتي ألف و10 آلاف دينار.

وعاد البنك المركزي العراقي ليؤكد مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن فكرة، أن حذف الأصفار ما زال قائما، مبيناً أن كمية الكتلة النقدية في السوق تبلغ 44 تريليون دينار.

وقامت تركيا عام 2005، باستبدال العملة القديمة وسحبها من التداول، وطرحت بدلاً منها العملات الجديدة الخالية من الأصفار، ومنحت المواطنين فترة 10 سنوات لاستبدال عملاتهم القديمة بالعملة الجديدة وذلك من مقر البنك المركزي.

وفي عام 2003 قامت دولة زيمبابوي بحذف 3 أصفار من عملتها، وقامت السودان بحذف صفرين عام 2007، وهو ما تكرر في دول أخرى مثل رومانيا وبوليفيا وغيرها من الدول.

وما يجمع كل هذه التجارب هو ارتفاع معدل التضخم بشكل قياسي وانخفاض قيمة العملة بشكل كبير، مما يؤدي إلى لجوء الدولة إلى طباعة فئات نقدية ذات أرقام عالية ربما تصل إلى عشرات أو مئات الآلاف من عملتها الأساسية.

ويرى خبراء أن استبدال العملة وإلغاء الأصفار لا يؤدي في حد ذاته إلى مواجهة التضخم أو رفع قيمة العملة، بل هو مسألة نفسية تقوم بها بعض الحكومات للإيعاز للشارع بأن الأسعار تراجعت وهو ما لم يحدث واقعيا.

(العربي الجديد)