مصارف لبنان تفتح أبوابها... قيود على تحويل الأموال للخارج والسحب بالدولار

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
01 نوفمبر 2019
D6596352-7AB6-46DC-870B-A83DF5E55FBB
+ الخط -
فتحت مصارف لبنان أبوابها للعملاء، اليوم الجمعة، بعد إغلاق دام أسبوعين بررته جمعية المصارف باستمرار التحركات الشعبية وبانتظار استقرار الأوضاع العامة في البلاد.
 
وكانت "جمعية مصارف لبنان" قد قررت عودة البنوك إلى عملها الطبيعي ابتداءً من اليوم الجمعة، وكان أمس الخميس مخصّصاً للأعمال الداخلية بغية إنجاز الأعمال المتراكمة منذ إقفال المصارف في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب التظاهرات التي أدت إلى استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري.

وقالت الجمعية، في بيان مساء الأربعاء، إنه "نظراً لتراكم العمل بسبب الإقفال، تقرّر تمديد دوام عمل المصارف يومي الجمعة والسبت في 1 و2 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى الساعة الخامسة من بعد الظهر".

وجاء قرار الجمعية بعد اجتماع لمجلس إدارتها الأربعاء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والذي نوقشت خلاله الأوضاع القائمة، ثم عقد المجلس اجتماعاً خاصاً به، وأصدر على أساسه هذا القرار.

وفي السياق، قامت مجموعة من المحتجين باقتحام مبنى جمعية المصارف في الجميزة صباح اليوم، وأقفلت المدخل الرئيسي، بينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن اعتقال عدد من المحتجين.

وتلت المجموعة بياناً من داخل المبنى قالت فيه: "نحن اليوم هنا في جمعية المصارف التي تحمي أموال السلطة السياسية وتشكل حزبا طبقيا بوجه الفقراء".

ولخص المحتجون مطالبهم، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام (رسمية)، في "تحويل القروض السكنية والشخصية إلى الليرة اللبنانية بحيث الطبقة الفقيرة لا تكون مرهونة للدولار، إعادة جدولة القروض الشخصية بحيث لا تستغل الطبقات الفقيرة بفوائد عالية، تحرير الاقتصاد من الارتباط بالدولار واسترداد الأموال المنهوبة من قبل المصارف والأرباح غير المشروعة".

قيود على السحب والتحويلات

وعلى الرغم من عدم فرض قيود رسمية، قال عملاء ومصادر مصرفية إن بنوكا أبلغت العملاء أنه ليس بمقدورهم تحويل الأموال إلى إلى الخارج، إلا لو كانت لسداد قروض أو للتعليم أو للرعاية الصحية أو لدعم الأسر أو الالتزامات التجارية.

كما يواجه العملاء سقفا جديدا على المبالغ بالدولار، التي بمقدورهم سحبها من حسابات بالعملة الأميركية.

وقال وليد اسكندراني، الذي كان يحاول صرف شيك بقيمة 4538 دولارا من فرع بنك بلوم في منطقة الحمراء/ لوكالة "رويترز"، إنه أُبلغ أن بمقدوره الحصول على 2500 دولار فحسب من المبلغ فورا. وأضاف: "الوضع ليس طبيعيا"، وأُبلغ عميل آخر بحاجته إلى خطاب من بنك في الخارج لتحويل مدفوعات رهن عقاري إلى خارج البلاد.

وقال آخر إنه دفع رسوما بقيمة خمسة دولارات لسحب ألف دولار من حسابه الدولاري في بنك بلوم، وأُبلغ بأن الحد الأقصى للسحب الأسبوعي من الحساب يبلغ 2500 دولار.
وفي بنكين آخرين، قال موظفون إن العملاء الذين يطلبون سحب عدة آلاف من الدولارات لن يواجهوا مشكلات، لكن أولئك الساعين لسحب مبالغ أكبر سيتعين عليهم إثبات أنها لاحتياجات مثل الرسوم الدراسية أو استيراد السلع.

وفي كورنيش المزرعة ببيروت، قالت رنا شريف للوكالة ذاتها، إنها تنتظر في فرع لبنك عودة منذ ساعة لسحب أموال لسداد رواتب 13 من موظفيها، وقالت: "أنا قلقة من عدم سماحهم لي بسحب المبلغ بالكامل". وقال بعض العملاء إنهم يتوقعون تدهور الوضع.
وقال عميل كان يحمل بطاقة تُظهر أنه رقم 17 في صف خارج فرع بنك بيبلوس في ذوق مصبح شمالي بيروت، حيث كان ينتظر نحو 20 شخصا وقت فتح البنك لأبوابه "ليس هناك الكثير من الذعر. اعتقدت أن الأمر سيزيد عن ذلك".

وفي السياق، ارتفعت الليرة في السوق الموازية اليوم الجمعة، وقال متعاملان إن سعر الدولار بلغ 1700 ليرة اليوم الجمعة مقارنة بـ1800 ليرة يوم الثلاثاء، حين استقال سعد الحريري من رئاسة الوزراء، وقال متعامل ثالث إن سعر الدولار بلغ 1650 ليرة.

ذات صلة

الصورة

اقتصاد

رصد "العربي الجديد" 17 عملية ضمن مسلسل اقتحامات المصارف الذي بدأت أولى حلقاته مطلع العام الجاري، لكن أحداثه تسارعت منذ نحو شهرين، ولم تعد تقتصر على المدنيين من المودعين، بل أصبح يشارك فيها عسكريون وأمنيون وموظفو قطاع عام، وكذلك أعضاء في مجلس النواب.
الصورة
عبد سوبرة مقتحم فرع "بنك لبنان والمهجر" في الطريق الجديدة (حسين بيضون/العربي الجديد)

اقتصاد

أعلنت جمعية المصارف في لبنان، بعد اجتماع طارئ اليوم الجمعة، الإقفال لمدة 3 أيام بدءاً من الاثنين المقبل، وذلك بعد سلسلة عمليات اقتحام مسلّحة لبنوك من قبل مودعين، وسط إعلان مجموعات أخرى أنّ "الانتفاضة لتحرير الودائع بدأت".
الصورة
صورة للمودع اللبناني الذي اقتحم المصرف للمطالبة بأمواله (حين بيضون)

مجتمع

وافق محتجز الرهائن في أحد المصارف اللبنانية على إطلاق سراح الرهائن والخروج من المصرف بعد الاتفاق على منحه جزءاً من وديعته التي كان يطالب بها. ويأتي ذلك بعد اقتحامه، اليوم الخميس، أحد المصارف بشارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت.
الصورة

اقتصاد

تلجأ المصارف المركزية إلى أدوات مختلفة لإدارة سياستها النقدية، وتُعد الفائدة من أهم الأسلحة التي تستخدمها في مواجهة الغلاء، وإذا كنت تطمح إلى فهم كيف يمكن لتسعير الفائدة أن يؤدي إلى التأثير على التضخم عملياً، فما عليك إلا الاطلاع على هذا التقرير.
المساهمون