"وحش" العنف يضرب مجدداً في الجزائر..ومطالب بتوقيف "كرة القدم"

14 ابريل 2018
العنف يطل برأسه مجددا في الكرة الجزائرية (العربي الجديد)
+ الخط -
ضرب "وحش" العنف الملاعب الجزائرية مجددا بعد أن سيطرت أعمال الشغب على المباراة التي جمعت بملعب الشهيد حملاوي بمدينة قسنطينة شرقي البلاد يوم الجمعة، بين فريقي مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، في الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الجزائر لكرة القدم والتي انتهت بفوز وتأهل الشبيبة إلى النهائي بركلات الترجيح (5/4).

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق حملة واسعة لمطالبة مسؤولي اللعبة في الجزائر بإيقاف كل النشاطات المتعلقة بكرة القدم، على خلفية المظاهر البشعة التي أسفرت عنها أعمال العنف والشغب، في الوقت الذي يداوي الجزائريون جراحهم من الفاجعة التي ألمّت بالبلاد عقب سقوط طائرة حربية بالمطار العسكري لمدينة بوفاريك غربي العاصمة الجزائرية، صباح الأربعاء الماضي، ما خلف وفاة 257 فردا من بينهم 10 من طاقم الطائرة، وأدخلت هذه الحادثة الأليمة البلاد في حداد وطني لمدة ثلاثة أيام.

وجاءت أحداث مباراة المولودية والشبيبة لتعمق من جراح الجزائريين، بعدما تسببت المواجهات العنيفة بين جماهير الفريقين ومعها بعض من جماهير فريق شباب قسنطينة وقوات الأمن في سقوط عشرات الجرحى، وسط أنباء عن وفاة اثنين من المشجعين.

وبدأت أعمال العنف والشغب في وقت مبكر من صباح الجمعة واستمرت قبيل انطلاق المباراة وخلالها ما أدى إلى توقفها من طرف حكم اللقاء، خاصة في ظل قيام المشجعين بالتراشق بالأحجار والمقذوفات ورميها داخل ملعب المباراة.



وأكدت صحيفة "النهار" الجزائرية بموقعها الإلكتروني، وفاة مشجع إثر سكتة قلبية، بينما نقلت وسائل إعلام أخرى وفاة مشجع أخر في حادث مروري. وأضاف ذات المصدر عن تواجد مشجعين أخرين في حالة حرجة بمستشفى ابن باديس بقسنطينة، مشيرة إلى أن عدد الجرحى بلغ 49 مشجعا. وكشف ذات المصدر عن سقوط 22 جريحا وسط أفراد الشرطة الذين تدخلوا لفض النزاع بين المشجعين وفرض النظام.

لاعبو المولودية:نسجوا مؤامرة لـ"قتل" مشجعينا!
وفي الوقت الذي أبدى فيه لاعبو شبيبة القبائل سعادتهم بالتأهل إلى نهائي الكأس، أدلى لاعبو فريق مولودية الجزائر بتصريحات صادمة بعد نهاية المباراة، حيث اتهم بعضهم أطرافا بـ"التآمر لقتل مشجعي المولودية".

وقال متوسط ميدان المولودية هشام شريف الوزاني:"مشجعو فريق شباب قسنطينة جاؤوا خصيصا إلى الملعب لأجل قتل مشجعي فريقنا"، مضيفا بنبرة غاضبة":"كل شيء كان مدبرا منذ البداية، عندما تم وضع مشجعينا بين أنصار الشبيبة وشباب قسنطينة".

وختم: "لم يكن أبدا بإمكاننا اللعب وسط تلك الأجواء المشحونة، خاصة وأننا كنا نشاهد مشجعينا يموتون في المدرجات"، وشاطره الرأي زميله وقائد الفريق عبد الرحمن حشود الذي قال:"بالأمس فقط فجعنا في وفاة العشرات ممن قضوا بالطائرة العسكرية، واليوم عشنا الجحيم في الملعب"، وقال زميلهما هشام نقاش: "لقد تعرضت بعد نهاية المباراة لاعتداءات جسدية ولفظية، ما حدث في المباراة كان خطيرا جدا ويندى له الجبين".

وأضاف: "لو كنا نعرف بأن الأمور ستبلغ هذه الدرجة من الخطورة على حياتنا لكنا أوقفنا المباراة وأهديناهم بطاقة التأهل"، كما بدا الفرنسي بيرنارد كازوني المدير الفني للمولودية في قمة الإحباط بعد اللقاء، وقال: "اليوم لا يمكننا أبدا الحديث عن وجود كرة القدم في الجزائر.. الحجارة كانت تتهاطل من كل حدب وصوب، كنا نريد أن نعيش حفلا كرويا ولكن للأسف حدث ما رأيتم".

وانتشر فيديو على نطاق واسع قيل بأنه لمشجع بفريق المولودية، وأظهر الفيديو أحد الأشخاص وهو يعتدي على هذا المشجع بالضرب قبل أن يسحبه ويرميه بقناة للصرف الصحي!!

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد شهدت مباراة أخرى في الدوري الجزائري الجمعة، أعمال شغب وعنف، أدت إلى توقف مباراة مولودية وهران وضيفه شباب بلوزداد في الدقيقة الـ78 من اللقاء، وكانت النتيجة تشير لتفوق الشباب بهدفين لصفر.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن حكم الساحة زواوي رفض إتمام اللقاء، مضيفة أنه تعرض هو ومساعدوه برفقة مراقب المباراة للسرقة، إثر اقتحام بعض المشجعين لغرفة ملابسهم.

وسادت حالة من الغضب والإحباط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حمّلوا مسؤولية أحداث العنف لاتحاد الكرة الجزائري ورئيسه خير الدين زطشي، بسبب عدم تأجيل المباريات رغم أن البلاد في فترة حداد وطني.

كما أطلق المشجعون حملة لإيقاف لعب كرة القدم في الجزائر حيث وصفها بعضهم بـ"كرة الدم"، ونعتها أخرون بـ"كرة الندم"، بالنظر لمظاهر العنف والشغب التي أضحت سمة كل المسابقات الكروية في الجزائر، إذ لا يمر أسبوع دون تسجيل حوادث العنف الذي لم تجد له الهيئات الرسمية في الجزائر حلا برغم سن حزمة من القوانين والإجراءات.



دلالات
المساهمون