الكرة ليست ميسي ورونالدو فقط..علموا أطفالكم كرة محرز وزملائه

08 فبراير 2016
الانضباط وفهم اللعبة أساس كرة القدم (العربي الجديد)
+ الخط -

يدخل الطفل منذ الصغر عالم كرة القدم، يدخله أولاً من باب التسلية وليس لأهداف سيحققها بعد عشرة أو 15 سنة من مسيرته الكروية. منذ اليوم الأول ينخرط الطفل في رياضة بدنية تحتاج إلى ذكاء ومهارة وانضباط، وفي هذه المرحلة يلعب الأهل دورا كبيرا في تنمية قدراته الرياضية لأنه يكون تحت إشرافهم، لكن الخطأ الكبير هو أن تقول لطفلك أريدك مثل هذا النجم وعلى سبيل المثال رونالدو وميسي.

الأنماط والدراسات
رونالدو وميسي نجمان من الصعب تعويضهما، لكن أليس هناك نجوم آخرون في كرة القدم، ورغم أنهما يفعلان أشياء يعجز عن فعلها أي لاعب آخر في العالم، إلا أن الطفل الذي يبدأ في تعلم كرة القدم لا يحتاج إلى نجم لكي يسير على خطاه، وذلك لأن الطفل الموهوب يجب أن يكون له شخصيته وكيانه الخاص ومهاراته التي تُميزه عن غيره. محرز وزملاؤه في لستر سيتي كانوا في يوم من الأيام أطفالا في الكرة العالمية، اليوم هم نجوم، فعلموا أطفالكم أن كرة القدم ليست ميسي ورونالدو فقط.

تُشير الدراسات في الجامعات التي تُدرس علوم الرياضة وكرة القدم أن الأطفال الذين يدخلون عالم كرة القدم يمرون بالكثير من المراحل قبل الوصول إلى مرحلة الاحتراف. أولاً مرحلة المرح واكتشاف الموهبة وهي تحت العشر سنوات، ثم تحت الـ 12 سنة تبدأ المرحلة التقنية التي يتعلم فيها الطفل الأساليب الخاصة بكرة القدم. بعد ذلك وفي مرحلة تحت 14 سنة يدخل مرحلة فهم اللعبة، وتحت 16 سنة يبدأ مرحلة التنافس على أرض الملعب، قبل أن يُصبح جاهزاً للدخول في مرحلة الاحتراف عند عمر الـ 19 سنة.

رانييري والتطبيق الصحيح
ماذا فعل المدرب رانييري بلاعبيه؟ سؤال يمكن أن نستخلص منه الكثير من العبر التي يجب أن يحتذي به أطفالنا الذين يلعبون كرة القدم، رانييري قدم للعالم لاعبين صغارا بشخصية لا يمكن رؤيتها في أي ناد في العالم، وذلك لأن رانييري يعلم جيداً أن أول قاعدة في بناء نجم كرة قدم منذ الصغر هي "أنت لا تُشبه أي لاعب آخر ولن تصبح مثل النجم الذي تعشقه".

وفي عالم كرة القدم عند الصغار يجب البحث عن ثلاثة أنماط، الأول هو "TIPS" (Talent intelligence، personality، speed)، أي الموهبة، الذكاء، الشخصية، السرعة، أما النمط الثاني فهو "TABS" (Technical، Attitude balance، speed)، أي التقنية، السلوك، التوازن والسرعة. وهناك نمط أخير هو "SUPS" Speed)، Understanding، Personality، Skill)، أي السرعة، الفهم، الشخصية، المهارة.

هذه الأنماط كلها تصنع نجوما في عالم كرة القدم، لأن الموهبة وحدها لا تكفي على أرض الملعب، فالتطوير البدني والعقلي هو الأهم في بناء طفل موهوب ونجم في عالم كرة القدم، وعلموا أطفالكم أن التطور والبناء الصحيح يصنع منهم شخصية كروية فريدة من نوعها لا يجب مقارنتها بأي لاعب آخر مر على أرض الملعب. ليستر سيتي يملك لاعبين عاديين مثل محرز وفاردي وأوكازاكي وغيرهم، من هم أمام مهارة وشهرة رونالدو وميسي؟

انضباط تكتيكي أو مهارة فردية؟
هؤلاء اللاعبون هم المثل الأعلى الذي يجب أن يتعلم الأطفال منهم، كيف يحركون الكرة على أرض الملعب، كيف يقاتلون، كيف يلعبون كفريق واحد، كرة القدم ليس مهارة فردية فقط، فهل فازت إسبانيا بكأس العالم 2014، وهل تُوجت الأرجنتين أو البرازيل باللقب؟ الجواب هو أن ألمانيا من رفعت الكأس الذهبية في النهاية، لأنها لعبت بجماعية وانضباط تكتيكي كبير، لذلك من الصعب إغفال أن محرز وزملاءه يلعبون بانضباط عال جداً بغية تطبيق خطة رانييري بالكامل.

هل يعرف الأهل معنى "انضباط تكتيكي"؟ هو ثاني أهم عنصر يبحث عنه الكشافون عندما يبحثون عن اللاعبين الصغار لضمهم إلى أكاديمياتهم. وهو العنصر الذي يُظهر مدى قدرة استيعاب الطفل على فهم اللعبة واتخاذا القرارات المُناسبة في الهجوم والدفاع، وكيفية التحرك على أرض الملعب، فالجمهور يفرح عندما يشاهد الطفل يقوم بمراوغة أربعة لاعبين، لكن هل سنفرح إذا شاهدنا طفلنا يعجز عن تطبيق خطة مدرب لأنه يعتمد على مهاراته الفردية وهدفه الوحيد أن يُصبح مثل ميسي ورونالدو؟

هذا ما قاله روجير سكريم، أحد الكشافين الإنجليز "من النادر مشاهدتي أراقب الكرة بين أقدام الأطفال، أنا أراقب كيفية تحرك اللاعب وكيف يحاول مساعدة الفريق في كل شيء". قبل أن تُفكر بأنك ستصنع طفلاً يلعب كرة القدم مثل ميسي ورونالدو، دع طفلك يشاهد مباراة لليستر سيتي وقل له تعلم من 11 لاعباً، لأنهم ليسوا رونالدو ولا ميسي، لكنهم يقتربون من المجد يوماً بعد يوم.

اقرأ أيضاً: "دافع جيدا ثم مرر إلى محرز"..خطة رانييري نحو المجد

المساهمون