تغيرت الوجوه.. والمواجهة ذاتها

11 سبتمبر 2017
الإثارة والتشويق نكهة مواجهات برشلونة ويوفنتوس (Getty)
+ الخط -

 

على الرغم من عدم مرور أكثر من بضعة أشهر على مواجهتهما الأخيرة، إلا أن ظروفا كثيرة تغيّرت وتبدّلت في صفوف الفريقين، فقد رحل من رحل، وبقي من بقي، وكبُر من كبُر... إلا أن هيبة اللقاء، ووقع الاسمين على الأذن، هو هو، لم يتغيّر.

برشلونة يوفنتوس، المواجهة التي تبعها الموسم الماضي الكثير والكثير من الصخب والضجة الإعلامية، قبل، وبعد المباراة.

قبلها، لأن كل التوقّعات والمراهنات كانت تصبّ لصالح الفريق الكتالوني، المتسلّح بأقوى خط هجوم في المجرّة، في ذلك الوقت. وبعدها، لأن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقّع أن يفعل يوفنتوس ما فعله أمام برشلونة في اللقائين، ذهاباً وإياباً.. كانتا مباراتين للتاريخ، خاصة تلك التي خاضها الفريقان في تورينو.

الآن، تُعاد التجربة، ويتكرّر اللقاء بين الفريقين، لكن مع بعض الفروق، ربما ليست كبيرة، لكنها أساسية.

أوّل وأبرز الفوارق عن اللقاء الماضي، أن الفريقين يلتقيان في مرحلة مبكرة جداً من البطولة هذا الموسم، وعلى الرغم من ترشيحهما للتأهل عن مجموعتيهما، التي تضم أيضاً أولمبياكوس اليوناني وسبورتنغ البرتغالي، إلا أن المواجهة بين يوفنتوس وبرشلونة ستحمل معها الكثير من القلق والتوتر في صفوف الفريقين.

في برشلونة، تستمر معاناة الفريق على مستوى خط الدفاع، ونوعاً ما خط وسطه. ومع رحيل نيمار، أصبح خط هجوم برشلونة أقل رعباً مما كان عليه في السابق، خاصة وأن الفريق لم يقم بعملٍ جيد خلال سوق الانتقالات الصيفية. فالتعاقدات التي قامت بها الإدارة متواضعة جداً مقارنة لما يحتاجه الفريق.

أما في يوفنتوس، الذي كان أفضل من برشلونة في سوق الانتقالات بكل تأكيد، لكن هناك أسماء جديدة لم تدخل في أسلوب الفريق حتى اللحظة، ومع مدرّب مثل ماسيميليانو أليغري، قد يأخذ هذا الموضوع بعض الوقت، وعلى الرغم من تعاقد يوفنتوس مع أسماء ممتازة إن كان في خط الدفاع أو خطي الوسط والهجوم. لكن العنوان الأبرز في سوق انتقالات اليوفي كان رحيل ليوناردو بونوتشي، الأمر الذي سيؤثر سلباً بكل تأكيد على خط دفاع السيدة العجوز، فبونوتشي كان جزءاً من منظومة عمرها سبع سنوات، منظومة كانت السبب الرئيسي في نجاح اليوفي وتحقيقه الألقاب المحلية ووصوله لنهائي دوري الأبطال مرتين في آخر أربع سنوات.

مواجهة مُبكرة جداً بين الفريقين، في الوقت الذي يحاول ميسي أن يثبت أنه اللاعب الأفضل في العالم، وأن بإمكانه أن يحمل برشلونة على أكتافه في غياب "الكفاءات" في الصفوف الأخرى من الفريق، وبينما يحاول يوفنتوس أن يستفيد من الأسماء التي استقدمها وأن يجد التشكيلة المثالية من بينها، تأتي مواجهة بتوقيت "مُزعج" نوعاً ما للفريقين.

من المتوقّع أن يبدأ ماسيميليانو أليغري بتشكيلة 4-2-3-1، مع غونزالو إيغوايين في المقدّمة، ومع تأكيد غياب كلاوديو ماركيزيو وسامي خضيرة عن خط وسطه، قد يعطي الفرصة لستيفانو ستورارو للبدء في المباراة إلى جانب ماريو ماندزوكيتش، الذي كان مهدداً بعدم تمكنه من المشاركة بعد خروجه مصاباً من مباراة اليوفي أمام كييفو، وباولو ديبالا الذي يعيش أفضل أيامه حالياً في تورينو، ووراء هؤلاء قد يعتمد أليغري على الفرنسي الجديد بليز ماتويدي، إلى جانب ميراليم بيانيتش، اللذين سيلعبان أمام أليكس ساندرو، جورجيو كييليني (إن صح تفاؤل أليغري بإمكانيته اللعب) وآندريا بارزاليي، مع لاعب خط وسط اليوفي الجديد ماتيا دي شيليو، خاصة وأن أليغري استبعد شتيفان ليكتشتاينر عن تشكيلة دوري الأبطال، وبالطبع جميع هؤلاء سيلعبون تحت قيادة جانلويجي بوفون، الذي لا يمر بأفضل حالاته النفسية والبدنية مؤخراً.

أما إرنيستو فالفيردي، فقد يخوض هذه المباراة بأسلوب 4-3-3، أمام حارس مرماه مارك تير شتيغن، سيعتمد على لاعبين جدد إلى جانب جوردي آلبا وجيرارد بيكيه، الفرنسي سامويل أومتيتي والبرتغالي نلسون سيميدو. أمامهم في خط الوسط آندريس إنييستا الذي أصبح واضحاً أنه في أيامه "الاحترافية" الأخيرة، إلى جانب سيرجيو بوسكتس وإيفان راكيتيتش، وفي المقدّمة بالطبع سيلعب لويس سواريز إلى جانب الفرنسي أوسمان ديمبيليه، الوافد الجديد الذي يأخذ فرصته الكبيرة باللعب أساسياً في هذه المباراة، إلى جانب نجم الفريق الأول ومؤخراً "مخلّصه" الوحيد ليونيل ميسي، الذي يحاول إثبات أنه قادر على قيادة البارشا لتحقيق أفضل النتائج، غاب من غاب وحضر من حضر.

توقّع نتيجة هذا اللقاء ليس سهلاً، لكن الترشيحات جميعها تصب أكثر في مصلحة النادي الكتالوني، لكنّها... كانت كذلك أيضاً قبل لقاء الفريقين في المرة السابقة.

المساهمون