لا سؤال يدور في مصر حالياً سوى "أين ذهب الصوت المصري" المخصص لاختيار أفضل لاعبي العالم لعام 2019 وفقاً للاستفتاء الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي حل خلاله محمد صلاح نجم المنتخب المصري لكرة القدم وهداف ليفربول الإنكليزي رابعاً في الترتيب العام وظهر غياب الصوت المصري لـ"قائد الفريق والمدير الفني".
وشهدت آخر تطورات الملف إصدار اتحاد الكرة عبر اللجنة المؤقتة للجبلاية برئاسة عمرو الجنايني بياناً رسمياً أكد خلاله أن صوت مصر تم التصويت عليه في 15 أغسطس/آب وتم اختيار محمد صلاح كأفضل لاعبي العالم من جانب المدير الفني وقائد المنتخب وحصلوا على رد توثيقي من "فيفا" في 19 أغسطس يؤكد قبول الترشيح.
في المقابل، راسل الاتحاد المصري، الاتحاد الدولي "فيفا" بعد الحفل وطرح عليه سؤال "أين ذهب الصوت المصري" في استفتاء أفضل لاعبي العالم لعام 2019، ولماذا لم يتم تفعيل الصوت المصري والذي من شأنه أن يُساهم في تصعيد صلاح من المركز الرابع إلى المركز الثالث في جدول ترتيب أفضل لاعبي العالم.
وفي هذا الإطار أكد عمرو الجنايني رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة للصحافيين المصريين أن "الواقعة لن تمر مرور الكرام وسيتم التحقيق فيها، ولكن بعد وصول الرد الأول من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعد مطالعته خطابات موثقة من جانب موظفي الجبلاية تفيد اعتماد صوت مصر في 19 أغطس أي قبل 48 ساعة من توليه المسؤولية عبر شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأولمبي وأحمد المحمدي قائد المنتخب المصري".
وأضاف أنه "لن يترك واقعة توقيع شخص غير ذي صفة، إن ثبت ذلك، على الاستمارات كما تردد بعدما تم توجيه اتهام إلى علاء عبد العزيز مسؤول العلاقات العامة في الجبلاية بالتصويت"، مشدداً على أنه (أي الجنايني) يدعم بكل تأكيد لاعبه محمد صلاح ويعتبر التصويت له واجباً وطنياً رغم أنه لم يكن مسؤولاً عن الاتحاد وقت التصويت في ظل ما حققه صلاح من نجاحات كبيرة في عالم الكرة خلال عام 2019".
وشدد الجنايني على أنه بصدد التواصل مع صلاح برفقة حسام البدري المدير الفني للمنتخب المصري الجديد في الساعات المقبلة بعد هدوء العاصفة، والتأكيد على توفير كل احتياجاته من أجل التفرغ لمشواره مع المنتخب الذي سيبدأ مشواره في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة 2022 في قطر وكذلك تصفيات أمم أفريقيا.
وبعيداً عن تصريحات الجنايني، وضعت اللجنة المؤقتة بالتنسيق مع حسام البدري المدير الفني سيناريو لمصالحة اللاعب يتمثل في منحه شارة قيادة المنتخب وعدم تفعيل نظام الأقدمية خاصة بعد استبعاد أحمد المحمدي المحترف في أستون فيلا الإنكليزي في المعسكر المقبل. وهو الأمر الذي وعد البدري بدراسته مع جهازه المعاون المنتظر له أن يعلن عنه رسمياً في الساعات القليلة المقبلة والتواصل مع صلاح بهذا الأمر أيضاً خاصة أنه كان يميل (أي البدري) لمنح الشارة إلى أحمد حجازي مدافع المنتخب المحترف في صفوف ويست بروميتش الإنكليزي والذي يعد أقدم اللاعبين في القائمة الأولية التي وضعها البدري في تجمع أكتوبر.
وكانت أزمة صلاح اشتعلت أمس وتلاحقت الأحداث فيها وبدأها صلاح بحذف لقب "لاعب منتخب مصر" من تعريفه الخاص على صفحته الرسمية على موقع (تويتر) وهو الأمر الذي جرى تفسيره بوجود "خيانة" تعرض لها صلاح من جانب اتحاد كرة القدم ورئيسه السابق هاني أبو ريدة.
وفي حال ذهاب الصوت المصري لصلاح لاختياره كأفضل لاعبي العالم، كان يتيح له التقدم على الأقل للمركز الثالث متفوقاً على كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي وهداف المنتخب البرتغالي.
وفي البداية، توجهت الاتهامات في القضية صوب مجدي عبد الغني عضو اتحاد الكرة السابق ورئيس جمعية اللاعبين المحترفين محملة إياه عدم منح الاستمارات الخاصة بالاختيار إلى اتحاد الكرة واللاعبين بشكل عام، قبل أن يصدر عبد الغني بياناً رسمياً يؤكد مشاركة الجمعية في اختيار صلاح ضمن تشكيلة منتخب العالم، رغم عدم وجوده في التشكيلة المثالية، والتواجد ضمن قائمة 11 لاعباً في العالم بشكل عام بعد تصويت اللاعبين المصريين له ضمن قوائم ومعايير التصويت الخاصة بالاختيار نافياً في الوقت نفسه تورط جمعيته في غياب صوت الاتحاد من مدير فني ولاعب.
وتوالت الأحداث ليظهر في الصورة سيناريو "مخيف" تمثل في التصويت هاتفياً على اختيار أفضل لاعبي العالم، حيث تم توجيه استمارة منسوبة إلى شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأولمبي بعد إقالة خافيير أغيري المدير الفني للمنتخب الأول، وكذلك استمارة لأحمد المحمدي قائد أستون فيلا الإنكليزي وكلاهما أكد اختياره لصلاح.
وشهدت الساعات التالية لغضب صلاح إجراء أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري اتصالاً بعمرو الجنايني رئيس اللجنة المؤقتة طالبه فيه بالتحقيق في واقعة غياب صوت مصر في الفيفا وتقديم تقرير شامل إلى الوزارة في غضون 72 ساعة من الواقعة للبت فيها ومنح صبحي "الجنايني" ضوءا أخضر لإقالة أي مسؤول تنفيذي في الاتحاد يتورط في واقعة عدم التصويت لصلاح قبل أن يؤكد له الجنايني وجود رسائل بريدية للاتحاد واردة من "فيفا" تفيد اعتماد التصويت قبل أن يظهر إلى العلن عدم وجود صوت لمصر بين الموقعين في الجائزة العالمية.
وتشير الكواليس إلى أن شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأولمبي لم يوقع على أي استمارات تفيد اختيار محمد صلاح كأفضل لاعبي العالم لعام 2019 واكتفى بالرد على اتصال هاتفي من علاء عبد العزيز الذي كان يعمل ضمن إدارة ثروت سويلم قبل تنصيب لجنة الجنايني، وأبلغه اختيار صلاح كأفضل لاعبي العالم.
في المقابل فيما أكد أحمد المحمدي لأكثر من مسؤول في اللجنة تصدرهم محمد فضل في اتصال هاتفي توقيعه على الاستمارة الخاصة به كقائد للمنتخب بعد حصوله عليها من جانب إيهاب لهيطة مدير المنتخب السابق، الذي يتردد أنه أرسل بشكل منفرد هو الأخر استمارة تحمل اختيار خافيير أجيري المدير الفني المقال في الوقت نفسه لمحمد صلاح وكذلك استمارة المحمدي التي اختار فيها صلاح أيضاً.
وبخلاف الاستمارات المرسلة من جانب الاتحاد المصري لكرة القدم وهي الواقعة التي يخشى الجنايني من صحتها وقد تذهب بالاتحاد إلى فضيحة مدوية في ظل عدم إمكانية مساءلة لهيطة بسبب رحيله عن منصبه رسمياً، وكذلك قد تؤدي إلى اتخاذ قرار بإقالة شوقي غريب من منصبه قبل أقل من شهر على انطلاق منافسات كأس أمم أفريقيا تحت 23 سنة المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو إذا ثبت عدم تصويته وادعاؤه التصويت لصالح صلاح في جائزة أفضل لاعبي العالم.