تدريب المنتخب اليوناني "تميمة حظ" المدربين لتحقيق النجاح

13 يوليو 2016
مدربون تعاقبوا على تدريب اليونان ونالوا الألقاب (Getty-العربي الجديد)
+ الخط -
أسدل الستار يوم الأحد الماضي على منافسات النسخة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي أقيمت على مدار الشهر الماضي في ملاعب كرة القدم الفرنسية، وكانت شاهدة على تتويج المنتخب البرتغالي باللقب للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه في المباراة النهائية على حساب نظيره الفرنسي، مستضيف البطولة، بنتيجة هدف دون مقابل، في المواجهة التي جمعت بين المنتخبين على استاد دو فرانس بالعاصمة الفرنسية باريس.

ويدين منتخب "برازيل أوروبا" بهذا الإنجاز التاريخي إلى مدربه، فرناندو سانتوس، والذي سطّر اسمه بأحرفٍ من ذهب ضمن قائمة المدربين الكبار في لعبة كرة القدم من خلال قيادته لمنتخب بلاده للتتويج بأول بطولة أوروبية في تاريخه، مستعيناً بخطة كروية براغماتية نجح من خلالها في الوصول للهدف الأسمى ألا وهو التتويج باللقب، حيث كان سانتوس يسعى في كل مباراة لتحقيق نتيجة إيجابية حتى لو لم تكن طريقة لعب منتخب بلاده مقنعة إلى حدٍ كبير إلى أن تمكن أخيراً من الظفر بلقب البطولة الأوروبية.

وأثبت مهندس الكأس القارية الأولى للبرتغال والمدير الفني السابق للمنتخب اليوناني الأول لكرة القدم من خلال قيادته لمنتخب بلاده لاعتلاء منصة التتويج بلقب بطولة أمم أوروبا بما لا يدع مجالاً للشك بأن تدريب المنتخب اليوناني يُمثل "تميمة الحظ والسعادة" بالنسبة للمدربين أصحاب المفاجآت الخارقة في عالم كرة القدم خلال السنوات الـ 12 الماضية، فقد نجح عدد من المدربين الذين تعاقبوا على الإشراف الفني على منتخب سفينة القراصنة في تحقيق مفاجآت عدة في عالم كرة القدم الحديث، سواء من خلال قيادتهم لأحفاد الإغريق أو حتى بعد الانضمام لأندية ومنتخبات أخرى.

أوتو ريهاغل
وسطّر المدير الفني الأسبق للمنتخب اليوناني، العبقري الألماني أوتو ريهاغل، أولى المفاجآت بعدما نجح آنذاك في قيادة المنتخب الإغريقي للتتويج بلقب بطولة أمم أوروبا 2004، وذلك بعد فوزه في المباراة النهائية على حساب المنتخب البرتغالي، بهدف حمل إمضاء المهاجم، أنجليوس خاريستياس، بضربة رأس بارعة بعد 12 دقيقة على انطلاقة شوط المباراة الثاني، ليُخالف منتخب سفينة القراصنة كل التوقعات والترشيحات والمراهنات، التي وضعته في المركز الرابع عشر بين المنتخبات المشاركة والمرشحة للظفر بلقب تلك البطولة.

فرناندو سانتوس
وعقب رحيل المدرب الألماني، أوتو ريهاغل، عن تدريب المنتخب اليوناني 2010؛ استلم سانتوس مهمة الإشراف على تدريب المنتخب الإغريقي في 2010 خلفاً لـ "ريهاغل" حيث نجح المدرب البرتغالي في قيادة اليونان، للصعود إلى نهائيات بطولة أمم أوروبا 2012 بعد أن حلّت في المركز الأول في مجموعتها بالتصفيات دون أي هزيمة، قبل أن يصل معها إلى الدور ربع النهائي من البطولة القارية، في وقتٍ نجح فيه أيضاً في قيادة منتخب سفينة القراصنة للصعود لبطولة كأس العالم 2014 التي أقيت بالبرازيل من خلال الفوز على رومانيا في الملحق الأوروبي، قبل أن يقوده بعد ذلك لبلوغ  الدور الثاني من العرس الكروي العالمي للمرة الأولى في تاريخ مشاركات اليونان بكأس العالم قبل الخروج على يد كوستاريكا.

وأخذ المدرب البرتغالي، والذي تولى تدريب منتخب بلاده خلفاً للمدرب السابق باولو بينتو، خلطة النجاح اليونانية معه إلى بلاده، بعدما نجح في قيادة منتخب بلاده للتتويج بلقبه الأول على صعيد البطولات الكبرى، رغم أنه لم يكن ضمن دائرة المرشحين للصعود إلى منصة التتويج باللقب قبيل انطلاق البطولة، لا سيّما في ظل تواجد نخبة مميزة من أعرق المنتخبات الأوروبية على غرار: المنتخب الألماني، حامل لقب بطولة كأس العالم الأخيرة، والمنتخب الإسباني بطل النسختين الأخيرتين 2008 و2012، إلى جانب المنتخب الفرنسي، مستضيف البطولة، إذ اتسمت مباريات منتخب السيلكيسيون في البطولة الأوروبية الأخيرة بالنكهة اليونانية حيث الدفاع الصلد والصارم والكفاءة والفعالية في الهجوم.

كلاوديو رانييري
ولم يقل الإنجاز الذي حقّقه مدرب المنتخب اليوناني السابق، فرناندو سانتوس، رفقة المنتخب البرتغالي في بطولة أمم أوروبا 2016، أهمية عن الإنجاز الذي حقّقه خليفته في تدريب منتخب سفينة القراصنة، الإيطالي كلاوديو رانييري، والذي نجح خلال العام الجاري في قيادة فريقه الحالي ليستر سيتي الإنجليزي للفوز بلقب بطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعد عام واحد فقط من إقالته من تدريب المنتخب اليوناني عقب تجربة فاشلة استمرت لمدة أربع مباريات فقط.

دلالات
المساهمون