أبى النجم السابق والمدرب الحالي لفريق السد القطري، تشافي هيرنانديز، إلا أن يؤكد بأنه ولد ليكون نجماً مدرباً ولاعباً في آن، بعدما قاد بطل دوري نجوم قطر الموسم الماضي، لبلوغ الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم.
واستهل اللاعب السابق لبرشلونة الإسباني، وأحد أبرز نجوم خط الوسط في العالم مشواره التدريبي مع فريقه السابق الذي مثله لسنوات، بنجاح منقطع النظير، بعدما تمكن من نفض الهزيمة ذهاباً على يد النصر السعودي 2-1 لانتصار مؤزر إياباً 3-1 في الدوحة، بفضل لمساته الفنية ذات النكهة الأوروبية التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنه سيكون نجماً في عالم التدريب.
تشافي، الذي تولى قيادة "عيال الذيب" منذ بداية الموسم الحالي واللاعب الذي اشتهر في أجمل حقبة بتاريخ برشلونة مع بيب غوارديولا "حقبة التيكي تاكا"، كان على الموعد بشكل استثنائي، ورسم خططه الفنية بطريقة أذهلت الضيف السعودي الثقيل بتاريخه، ليقود السد للدور نصف النهائي من المسابقة الآسيوية الكبيرة.
ونجح تشافي في تقديم نفسه كمدرب لا يشق له غبار في عالم الكرة، فهو تمكن من توظيف نجومه بطريقة متقنة وأمام خصم صعب جداً، يملك مهاجمين من الطراز الرفيع، فسطع نجما أكرم عفيف وعبد الكريم حسن وبقية الرفاق في "الزعيم"، بل أحسن قراءة المجريات بنفس درجة الذكاء التي اشتهر بها حينما كان لاعباً فذّاً يخشاه الجميع.
وظهر السد بقيادة تشافي متكاملاً بكافة الأوجه، فقد تمكن من ترتيب أوراقه جيداً مانحاً المتابعين تأكيداً بقدراته الفنية، وقدم مباراة تكتيكية من طراز رفيع سمتها انضباط لاعبيه، وظهرت كثيراً مشاهد الـ"تيكي تاكا" الشهيرة، ووجه فريقه بتعليمات صارمة ساهمت في الفوز وإيقاف الخطر الكامن لدى مهاجمي النصر بأداء متوازن في الشقين الهجومي والدفاعي وبأسلوب لعب ممتع تجلى بقوة حينما نجح بتحضير لاعبيه نفسياً وبدنياً بشكل رائع قبل المهمة الصعبة.
وبدا تشافي بارعاً في تقديم نفسه كمدرب عالمي مستغلاً الخبرة الأوروبية التي يملكها من مشواره مع برشلونة وتحركاته داخل المستطيل الأخضر على مدار السنين، ذلك أن إحصائيات المباراة الرقمية خير دليل على ذلك، فقد بسط فريق السد استحواذه على الكرة بنسبة (66%) ووصل عدد التمريرات لدى لاعبيه 575 تمريرة مقابل 290 للاعبي النصر، بل بلغت نسبة التمريرات الصحيحة للاعبي السد (85%) متفوقاً على النصر (72%) فيما سددت كتيبة تشافي 10 تصويبات مقابل 4 تسديدات للاعبي النصر.
"جئت لقطر لحصد الإنجازات كلاعب وكمدرب"... تلك الكلمات باتت الأكثر شهرة لتشافي مع السد القطري، فقد قدم أداء رائعاً كلاعب، رغم أنه عاش قليلاً من الخيبات وتحديداً في مسابقة دوري أبطال آسيا؛ لكنه أبى أن يسمح لتلك الخيبات بأن تتكرر في مستهل مشواره كمدرب، فنجح في مسعاه وحقق طموحه وطموح جماهير السد في أن يكون الزعيم القطري آخر فريق تُوِّجَ بلقب دوري أبطال آسيا من منطقة الغرب الآسيوية (2011)، وأول فريق يحجز أولى المقاعد في نصف نهائي نسخة أبطال آسيا الحالية.