وداعاً آندي.. طفولة صعبة صنعت نجماً عالمياً

13 يناير 2019
موراي المصنف الأول عالمياً سابقاً (Getty)
+ الخط -

"وداعاً آندي موراي، إنسانٌ في أرض الآلهة، وانعكاس لقوة الأحلام"، بهذه العبارة ودّعت صحيفة "ذا إندبندنت" النجم البريطاني، لاعب التنس المخضرم، حين خرج أمام عدسات الكاميرات في مؤتمرٍ صحافي، معلناً أن نهاية رحلته في عالم الكرة الصفراء باتت وشيكة.

بكلماتٍ حزينة ودموعٍ على الخدين، وسط حالة من التعاطف والمشاعر، أكد موراي للجميع أن بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، أولى دورات غراند سلام لهذا الموسم قد تكون الأخيرة له ربما، أو قد ينتظر حتى يخوض منافسته الأخيرة في ويمبلدون هناك في بلاده وأمام جماهيره على الملاعب العشبية.

نبذة عن موراي
ولد آندي في غلاسكو باسكتلندا، كان جده روي إرسكين لاعب كرة قدم محترفاً في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وكان الطفل الصغير مشجعاً لنادي هيبرنيان لكرة القدم الذي مثله الجد.

دخل موراي عالم التنس في سنّ الثالثة عندما أخذته أمه جودي إلى تلك الملاعب، فكانت بطولته التنافسية الأولى في سنّ الخامسة، ليبدأ بعدها في منافسة لاعبين أكبر منه سناً، مع العلم أن شقيقه الأكبر جيمي لاعب تنس محترف أيضاً، لكنه يفضل الزوجي وقد حقق ألقاباً عديدة منها في الغراند سلام.

عاش موراي خلال طفولته أياماً عصيبة، فقد كان حاضراً إلى جانب شقيقه في المكان الذي حصلت فيه مذبحة مدرسة دانبلين عام 1996، حين أقدم توماس هاملتون على قتل 16 طفلاً، إضافة إلى المعلمة، ليقدم على إطلاق النار على نفسه بعد ذلك.

في سن العاشرة انفصل والدا موراي، فعاش الطفلان مع الوالد، فيما كانت الوالدة تهتم بحثّهما على متابعة الطريق في رياضة التنس، وهو يعتقد أن تأثير ذلك عليه كان سبباً وراء روحه التنافسية.

بعمر الخامسة عشرة طُلب من موراي التدرب مع فريق رينجرز لكرة القدم، لكنه رفض، مفضلاً التركيز على لعبته المفضلة، أي رياضة التنس.

قرر بعدها الشاب الصغير الانتقال إلى برشلونة في إسبانيا، ليدخل مدرسة شيللر الدولية، فتدرب على الملاعب الترابية التابعة لأكاديمية سانشيز كاسال، التي كان يدرب فيها باتو ألفاريز. يصف موراي تلك اللحظات بأنها أيام "التضحية الكبيرة"، فقد اضطر والداه لتأمين مبلغ 40000 جنيه إسترليني لدفع إقامته التي استمرت 18 شهراً هناك، فخضع لتدريبٍ مميز من إميليو سانشيز، اللاعب رقم 1 عالمياً في الزوجي حينها.

صحيحٌ أن موراي نجح في عالم التنس منذ الصغر، لكنه عانى من مشكلة في الركبة، وهي تسمى "الرضفة الثنائية"، إذ من المفترض أن تكون عظمة رأس الركبة مندمجة، لكنهما كانتا منفصلتين، وتم تشخيص ذلك حين كان في سن السادسة عشرة، حين شوهد ممسكاً بركبته بسبب الألم الناجم عنها.

موراي وعالم التنس
يقول ليون سميث، مدرب التنس الخاص بموراي من سن 11 إلى 17 عاماً: "هو قادرٌ على المنافسة بشكل لا يصدق"، في سن الـ12 عاماً فاز بفئته العمرية ببطولة "Orange Bowl" قبل أن يحققها مجدداً في سن الرابعة عشرة، ويكون بذلك واحداً من تسعة أسماء نجحت في ذلك مرتين على تاريخ البطولة الممتدة لـ70 عاماً.

بدأ موراي عام 2005 مسيرته من المرتبة رقم 407، وفي شهر مارس من ذلك العام بات أصغر بريطاني يلعب في كأس ديفيس، ليحصل على بطاقته الاحترافية في شهر إبريل/ نيسان، فشارك في بطولة برشلونة، وخسر بثلاث مجموعات نظيفة أمام جان هيرنيتش.

في 27 فبراير 2006 بات موراي المصنف الأول على صعيد لاعبي بريطانيا، حين احتل المرتبة رقم 42 متفوقاً على غريغ روسيدسكي وتيم هينمان، مع العلم أنه دخل نادي العشرة الأوائل في عام 2007.

عاش اللاعب البريطاني العديد من اللحظات الرائعة في مسيرته، هو الذي حقق 663 انتصاراً مقابل 190 هزيمة بنسبة 77,73%، ووصل عدد ألقابه إلى 45.

يوم السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 وصل للمركز الأول عالمياً، ليبتعد بعدها بفترة عن الملاعب بسبب الإصابات، وهو حالياً في المرتبة 230.

في عام 2010 بلغ موراي النهائي الأول له في غراند سلام، وكان ذلك في أستراليا المفتوحة، البطولة التي سيخوض غمارها يوم 14 الشهر الجاري، حينها خسر في اللقاء الختامي أمام النجم السويسري روجر فيدرير بثلاث مجموعات نظيفة، ليعيش بعدها عقدة النهائي على تلك الأراضي الصلبة، أمام النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، بعدما فاز الأخير عليه في أعوام 2011 و2013 و2015 و2016.

رغم تدربه في برشلونة في صغره على الملاعب الترابية، لم ينجح موراي في فرنسا المفتوحة "رولان غاروس" فخسر في عام 2016 النهائي الوحيد الذي خاضه هناك أمام ديوكوفيتش.

في سنة 2012 عاش موراي فرحة التتويج الأولى بلقبٍ كبير، حين وصل لنهائي أميركا المفتوحة، فواجه في النهائي نوفاك ديوكوفيتش الذي خطف منه العديد من الألقاب فهزمه في مباراة ماراثونية استمرت لأربع ساعات و54 دقيقة، وبذلك بات أول بريطاني منذ فريدي بيري (أميركا المفتوحة عام 1936) يحرز لقباً كبيراً في غراند سلام.

كان موراي دائماً يحلم في التتويج بلقب ويمبلدون، هناك على ملاعب عموم لندن، وتحقق ذلك في نسخة 2013 على حساب الصربي نولي أيضاً، ليغدو أول رجل بريطاني يفوز بهذه المنافسة الفردية منذ بيري أيضاً عام 1936، منهياً الصيام الذي دام 76 عاماً.


ولم يقتصر الأمر على ذلك بل بات أول شخص بريطاني يحقق هذا الإنجاز، منذ أن توجت اللاعبة فرجينا وايد عام 1977 باللقب، إضافة إلى أنه بات أول اسكتلندي يحقق ذلك منذ هارولد ماهوني عام 1896 أي قبل عصر الاحتراف بسنواتٍ طويلة. في عام 2016 تكرر الإنجاز على حساب روانيتش.

المساهمون