منذ أن أصبح لاعباً وهو يقدم داخل المستطيل أداء مرموقا، بعيداً عن عيون الإعلام والشهرة، فكان بمثابة المتألق الصامت، وحتى وإن تقدم به العمر، وبعد اعتزاله كرة القدم، بقي نجم منتخب العراق السابق، وفياً لعاداته وتقاليده بالعمل صامتاً، بعدما ابتعد عن المستطيل الأخضر ولكن لم يبتعد عن كرة القدم.
أصبح ضيفنا مدرباً للفريق الذي انطلق منه نحو النجومية، وهو فريق الطلبة، ليقودهم في موسمين، ثم لعب بعدها مع فريق الديوانية بالدوري العراقي الممتاز، وسلك طريق الاحتراف في لبنان، وهناك وجد نفسه كمدرب يشار له بالبنان، بعد عدة محطات تدريبية ناجحة. إنه المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل والذي فتح قلبه في حوار مع "العربي الجديد".
أصبح ضيفنا مدرباً للفريق الذي انطلق منه نحو النجومية، وهو فريق الطلبة، ليقودهم في موسمين، ثم لعب بعدها مع فريق الديوانية بالدوري العراقي الممتاز، وسلك طريق الاحتراف في لبنان، وهناك وجد نفسه كمدرب يشار له بالبنان، بعد عدة محطات تدريبية ناجحة. إنه المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل والذي فتح قلبه في حوار مع "العربي الجديد".
* كيف يقضي أبو الهيل يومه في ظل أزمة الوباء العالمي فيروس كورونا؟
نحنُ الآن نعيش أياما صعبة، "كورونا" وباء عالمي بات يهدد سكان الأرض بصورة قوية، لا يوجد مفر سوى البقاء في البيت والالتزام بطرق الوقاية لكي نحمي أنفسنا من هذا الفيروس الخطر، والذي عطل الحياة وعطل كرة القدم برمتها، ولكن صحة الإنسان بالمقام الأول، وحين يزول الخطر، سيعود كل شيء لوضعه الطبيعي، وعلينا أن نتمسك بالأمل لكي نعود لحياتنا مرة أخرى.
* هل ستعود كرة القدم بشكل طبيعي فنياً واقتصادياً بعد أزمة كورونا؟
بلا شك، كرة القدم الآن باتت تخسر الكثير مالياً بسبب توقف الدوريات الأوروبية والقارية، الخسائر تتضاعف كلما تتقدم الأيام في ظل زمن كورونا، العالم يتعرض لهذه الأزمة لأول مرة والتي كبدت الدول خسائر اقتصادية فادحة، كرة القدم تعيش الآن في دوامة صعبة، ملاعب مهجورة، وشركات الرعاية والإعلان باتت تبحث عن حل لها، وحتى سوق اللاعبين تغير وسيتغير أكثر خلال السنوات المقبلة، بسبب خسارات الأندية المالية، ستعود كرة القدم ولكنها لن تعود كالسابق من جميع النواحي الفنية والمالية والاقتصادية.
* منذ كنت لاعباً وأنت لا تجيد الظهور في وسائل الإعلام. الأمر تكرر وأنت مدرب، لماذا تختار أن تكون بعيداً دائماً؟
صحيح أنني قليل الظهور في وسائل الإعلام، أو المقابلات الصحافية، أحاول دائما التركيز على عملي، سواء كنت لاعباً أو مدرباً، فالعمل بصمت هو أفضل وسيلة لكي تصبح ناجحاً في كرة القدم أو غيرها، ولكن لا ضير في أن تخرج في كل فترة لوسائل الإعلام وتقول ما عندك، وتعطي رأيك بما يخص اللعبة.
* بداياتك التدريبية كانت مع الطلبة، لكن لم يحالفك التوفيق فيها، لكن في لبنان الأنظار بدأت تتجه صوبك بقوة بعد النتائج المميزة التي تقدمها هنا، ما السر في ذلك؟
صحيح، تجربة الطلبة كانت جيدة في بداية مشواري التدريبي في 2013، لكن بعد موسم ونصف، انتهت علاقتي مع الطلبة كمدرب، وبالتراضي، بعدها أشرفت على تدريب فريق الديوانية لفترة قصيرة، قبل المجيء إلى لبنان، وهناك تمكنت من تحقيق النجاح مع الأندية التي اشرفت على تدريبها، بالتأكيد فإن تجربة الطلبة في بداياتي أفادتني كثيراً فيما بعد، فتدريب نادٍ جماهيري مثل الطلبة وتدريب عدد من اللاعبين النجوم والتعامل مع الضغوطات، تجربة أعطتني الكثير.
* مسيرتك الاحترافية الأولى كلاعب كانت مع الإخاء الأهلي عاليه اللبناني، وبداية مسيرتك التدريبية مع النادي نفسه، ما هو السر؟
واحدة من الصدف الجميلة والمهمة في مسيرتي الرياضية، أن تبدأ مسيرتك الاحترافية كلاعب ومدرب في النادي نفسه... تربطني علاقة جيدة مع المسؤولين في نادي الإخاء، 19 عاماً ما بين الفترتين، وعندما عرض عليّ تدريب الفريق لم أتردد حينها، الحمد لله تمكنت من تحقيق المركز الرابع في الموسم الثاني لي مع الفريق، وهو موسم جيد للفريق، وتمكنا من تحقيق المركز الرابع لموسمين توالياً، والوصول مرتين إلى نصف نهائي كأس لبنان، ولكننا خسرنا أمام العهد وكذلك أمام الأنصار ولم نصل للمباراة النهائية في المرتين.
* كيف تحلل موافقتك على تدريب فريق الأنصار في وقت صعب تعيشه الكرة اللبنانية، وفي ظل توقف الدوري، والفريق لديه استحقاق قاري يتمثل في كأس الاتحاد الآسيوي؟
تدريب الأنصار لم يكن مجازفة بحد ذاتها، رغم الظروف الصعبة التي كانت تعيشها الكرة اللبنانية نتيجة توقف منافسات الدوري بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد، ولكنني وافقت على تدريبه إيمانناً بقدراتي وقدرات الفريق الذي يمتلك لاعبين جيدين قادرين على تحقيق شيء في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، رغم أننا كنا نعاني كثيراً من التحضير للبطولة القارية بسبب توقف الدوري، لذلك كنا فقط نخوض التدريبات ونخوض مباراة ودية كل أسبوع مع نادي العهد المشارك أيضاً في ذات البطولة، وعليه فإن تحضيراتنا لم تكن جيدة للبطولة.
* كيف وجدت مشوار الفريق بعدما خسر أمام الكويت الكويتي في المباراة الأولى، ثم حقق فوزا ثمينا أمام الفيصلي الأردني؟
خسرنا مباراة الكويت الكويتي ولم نكن نستحق الخسارة، بعد أن قدمنا مستوى جيدا، فيما كانت مباراة الفيصلي بمثابة مفترق طرق لنا لتحقيق الفوز الذي أنعش آمالنا في المجموعة الثانية الصعبة، وتمكنا من الفوز بالوقت القاتل 4-3، وكسر فريق الأنصار عقدته أمام الفيصلي الأردني في كأس الاتحاد الآسيوي، إذ لم يسبق للأنصار تحقيق الفوز على الفيصلي خلال أربع مباريات سابقة جمعت الفريقين في البطولة، ولكننا تمكنا من تحقيق الفوز بفضل الجميع وكذلك بفضل المشجعين الذين ساندوا الفريق والذي كان لحضوره القوي عامل مميز لتحقيق النقاط كاملة، كان يتوجب علينا القتال من أجل الحصول على النقاط الثلاث من الفيصلي، وهذا ما حصل بالفعل..الحصول على النقاط الثلاث يمحو كل الأخطاء التي ارتكبناها في المباراة، باعتبار أن أهداف الفيصلي سجلت بسبب أخطاء دفاعية ارتكبها لاعبونا. الآن طموحنا هو الذهاب إلى المرحلة التالية".
طموحي وطموح الفريق كبير جداً، وهو الوصول لمراحل متقدمة في كأس الاتحاد الآسيوي، لكن علينا التأهل أولاً من دور المجموعات، وحينها سيرتفع سقف الطموحات بالأدوار الإقصائية، ولكن حتى الآن لا أحد يعلم متى ستعود الحياة ومتى ستعود كرة القدم من جديد، وكيف ستقام المباريات القارية، نحتاج للوقت لكي تعود المنافسة من جديد بين الأندية.
* الاتحاد الآسيوي يفكر في إقامة بطولتي أبطال آسيا وكأس الاتحاد في عدد من الدول كبطولة مجمعة. ما رأيك بهذا المقترح؟
بصراحة، الحلول غائبة في الوقت الحالي، طالما أن هناك فيروساً لا زال مفعوله سارياً، وكل شيء متوقف من رحلات الطيران وغيرها، فإن استئناف البطولة في عدد من البلدان كبطولة مجمعة يحتاج لمواقفة جميع الأندية ودولها على ذلك، أرى أولا الأهم أن تعود الحياة بشكل طبيعي، بعدها الجميع سيتفق على الحل المناسب لخوض مباريات كرة القدم.
* كيف ترى خطوة اللاعبين العراقيين صفاء هادي ومهند علي بالاحتراف في أوروبا؟
خطوة صحيحة رغم أنها جاءت متأخرة، ففي قارة أوروبا كرة القدم مختلفة عن بقية الدول بجميع النواحي، أعتقد بأن اللاعبين مهند علي وصفاء هادي سيتطوران كثيراً في الدوري البرتغالي كما في الدوري الروسي، لأنهما يعتبران موهبتين حقيقيتين ويسعيان دائماً لكتابة النجاح سواء مع الأندية أو المنتخب، بل يجب على زملائهم اللاعبين في العراق أن يكون تفكيرهم الاحتراف في أوروبا، لأنها تغير من عقلية اللاعب كثيراً، وتجعل طموحه أكبر، دائماً اللاعب العراقي يكون خائفا متوجسا من فكرة الاحتراف في أوروبا، بسبب تجارب من سبقهم، أو بسبب الخوف من الفشل، وهذا الشيء يجب ألا يكون موجودا في قاموس اللاعب فيما لو أراد التميز ومواصلة العطاء في مسيرته الكروية.
* كيف تقيم المنتخب العراقي مع المدرب السلوفيني كاتانيتش، هل أنت مع استمراره في المرحلة المقبلة؟
تقييم عمل أي مدرب في العالم، بناءً على النتائج التي يقدمها مع المنتخب أو الفريق، نتائج كاتانيتش حتى الآن مع المنتخب تبدو مقبولة، المدرب جاء قبل نهائيات آسيا 2019، بثلاثة أشهر، ولكنه ودع البطولة من دور الستة عشر أمام البطل لاحقا المنتخب القطري، المدرب يعمل بواقعية مع المنتخب وهو الآن متصدر للمجموعة الثالثة في التصفيات الآسيوية المزدوجة والمؤهلة لكأس العالم 2022، وكذلك نهائيات آسيا، الكرة العراقية كانت تدفع فاتورة تغيير المدربين المستمر بعد كل بطولة، لذلك الاستمرار معدوم مع المنتخب في السنوات الأخيرة، وهذا الشيء يؤثر حتى على أداء اللاعبين، ولكن الآن طالما المنتخب متصدر ومع وجود نوعية مميزة من اللاعبين الشباب مع الخبرة، يجب التمسك بالمدرب على الأقل لحين نهاية التصفيات الحالية، وبعدها لكل حادث حديث في المرحلة النهائية من التصفيات المونديالية، سواء البقاء أو البحث عن مدرب أخر. وبالنهاية نتمنى التوفيق لمنتخبنا الوطني.