في البداية قبل أن أسترسل في كتابة المقال، يجب الإشارة إلى أمر مهم. في عالم الكرة نحن نتعامل مع ثلاث شخصيات للسيد رابح ماجر؛ ماجر اللاعب الموهوب، فهذا نجم عالمي وفخر كل عربي، كتب التاريخ في البطولات الأوروبية مع كل الأندية التي لعب معها، صاحب الكعب الذهبي الذي بات كل هدف بالكعب يُلحق باسمه، وماجر المدرب الفاشل، الذي جعل المنتخب الجزائري حطاماً كلما اقترب منه، فعدد المرات التي فاز فيها "الخضر" معه يعد على الأصابع، وفي كل مرة يُعين فيها بالمنصب يقال ويخرج تحت وابل من الشتائم والانتقادات، أما ماجر المحلل أو صاحب الرأي، فهذا يجمع الشخصيتين، قد نختلف معه مرات ونعارضه، ومرات يكون على حق ونكيل له المديح.
وكما ورد في العنوان، فإنّ مدرب "الخضر" السابق الذي ظل صامتاً منذ كأس أمم أفريقيا الأخيرة، عاد ليخلق جواً من الاستهجان وسط الشارع الرياضي الجزائري، بعد التصريحات الصحافية التي لم تعجب المشجعين، حيث أكد صاحب "الكعب الذهبي" أنّ اللاعب السنغالي ساديو ماني يستحق أكثر من البقية، أي الجزائري رياض محرز والمصري محمد صلاح، التتويج بجائزة أفضل لاعب أفريقي لهذه السنة.
المدرب المقال مع "الخضر" لم يعر أي اعتبار لنجمه السابق الذي كان يشيد به في كل المؤتمرات الصحافية، بطريقة غريبة جعلت كل المتتبعين يقعون في حيرة من أمرهم، هل أصيب ماجر بالزهايمر ونسي كل ما قاله خلال الحصص التلفزيونية التي كان يظهر فيها، وانتقاده اللاذع للاعبين مزدوجي الجنسية إلى درجة التشكيك في وطنيتهم، أم أن المتتبعين هم الذين أصيبوا بفصام الشخصية "سكيزوفرينيا" وأن كل ما سمعوه من قبل مجرد تهيؤات؟ لكن الحقيقة أنّ المصلحة هي التي جعلت نجم بورتو البرتغالي السابق يتخلى عن كل مبادئه لتحقيق مآربه، ومع ذلك كرة القدم لا تخضع إلا لأصحاب المبادئ.
لا يجب الخلط، نعم، فماجر اللاعب مشواره يُثنى عليه كلما ذكر، وماجر المدرب يُهاجَم في الملاعب كلما حضر، أما ماجر المحلل، فعليه أن يزن كلامه، ويتخلّى عن غروره، وأن يكون واقعياً لا يبحث عن الأضواء بالسير عكس الاتجاه، حتى يتجنّب الاصطدام مرة أخرى بالجمهور، فهناك من لا يزال يحترمه في الجزائر لشخصه فقط.