دي ماريا..جوهرة بلان التي أهملها الريال وتجاهلها فان غال

12 مارس 2016
دي ماريا يقدم أداء رائعاً مع سان جيرمان (Getty)
+ الخط -


نجح نجوم العاصمة الفرنسية في إقصاء تشيلسي في عام 2015، وأعاد المهمة مرة أخرى هذا الموسم، لكن الصعود هذه المرة كان مختلفاً في كل شيء، لا يتعلق الأمر فقط بالفوز ذهابا وإيابا على خصم معقد بحجم الزرق، ولكن بسبب الشخصية الكبيرة التي أظهرها فريق المدرب لوران بلان، ليعلنها الفرنسيون هذه المرة، هذه النسخة ستكون مغايرة في كل شيء، ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أوروبيا أيضا.

ولعب الأرجنتيني أنخيل دي ماريا دور محوري في الانتصار الثمين، خصوصا بعد موسم كارثي مع مانشستر بالسنة الفائتة، لكنه عاد بقوة مؤخرا من خلال بوابة الباريسيين، وكأن هذا اللاعب نقطة اتفاق محورية عند إجراء المقارنة بين العمالقة الثلاثة، ريال مدريد، ومانشستر يونايتد، وباريس سان جيرمان.

فارق شاسع
فرط ريال مدريد في أكثر من نجم خلال السنوات الأخيرة، مسعود أوزيل إلى آرسنال، هيغواين في نابولي، لكن يبقى رحيل دي ماريا هو القرار الأكثر فداحة بالنسبة لمدراء الملكي، لأن الأرجنتيني أوجد شرخاً واضحاً في تكتيك أنشيلوتي خلال موسمه الأخير قبل الرحيل، كذلك تستمر معاناة الفريق هذا الموسم في بعض المباريات، وتزيد الحاجة لنجم مثل اللاتيني لفك طلاسم الدفاعات، خصوصا أمام أتليتكو سيميوني.

دي ماريا هو أفضل نسخة من الجناح المركزي، لأنه قادر على اللعب في العمق وعلى الأطراف، ويجيد بشدة صناعة الفرص من الرواق، كذلك يستطيع التلاعب بالمدافعين وهزيمتهم عندما ينطلق من الوسط إلى قلب الهجوم، وبالتالي ينجح هذا اللاعب أمام الفرق التي تغلق معظم المساحات في وبين الخطوط، مع نجاحه في اللدغ في جزء من الثانية.

لذلك ريال مدريد أصبح فريقاً أقل قوة هجومية بدون الأرجنتيني، رغم تواجد مودريتش وخاميس رودريغز وإيسكو وغاريث بيل، لأن هذا الرباعي يمتاز بمستوى عالٍ لكن دون توازن حقيقي، فأنخيل يتفوق على كل هؤلاء في السرعة الخاطفة أثناء التحولات، أي الانطلاق من وضع الثبات إلى الحركة مع المرتدات، من الارتكاز إلى الجناح، مع السماح لرونالدو بالقطع إلى عمق منطقة الجزاء.

خطايا الخال
تمثل فكرة التفريط في دي ماريا كارثة حقيقية في طريقة بناء فريق كرة القدم باليونايتد، فالهولندي لويس فان غال يواصل سجله الأسود من النجوم الكبار، ريفالدو أولا ثم ريكلمي ثانيا، وأخيرا وليس آخرا أنخيل دي ماريا، ليفرط الشياطين الحمر في لاعب كان من المفترض أن يكون نواة مشروعهم الجديد، في مرحلة ما بعد السير أليكس فيرغسون وكل القدامى.

من الصعب تحديد الخطة الرئيسية لليونايتد هذا الموسم، فالفريق يلعب بأكثر من طريقة، مع التباين الشديد في المستوى من مباراة إلى أخرى، لكن الشيء المؤكد أن هذه المجموعة تفتقد إلى أمرين لا ثالث لهما، الأول هو التناغم والانسجام الذي يحول التمريرات المتكررة إلى شكل هجومي حقيقي، ويقلب الأداء من مجرد مجموعة إلى فريق حقيقي قادر على الهجوم والدفاع كوحدة واحدة، أما الثاني فيتعلق بغياب النجم الرئيسي الذي يلجأ إليه البقية عند تعقد الأمور.

لا يزال الوقت طويلاً أمام ممفيس ديباي، أما خوان ماتا فأثبت في أكثر من مناسبة أنه لاعب مميز لكنه لا يرتقي أبدا لمستوى النجم الأول، فالإسباني يعاني من فترات هبوط على مستوى الموسم، مع سقوطه المتكرر أمام الفرق الكبيرة، لذلك افتقد اليونايتد بشدة إلى دي ماريا، اللاعب الوحيد الذي يمتاز باللعب الخاطف السريع، والنجم صاحب الأسلوب الكروي الذي يجعل طريقة فان غال أقل رتابة ومللاً.

شخصية البطل
تعاقد باريس سان جيرمان مع نجوم كبار، زلاتان إبرا، كافاني، فيراتي، باستوري، ودافيد لويز، لكن يبقى دي ماريا هو الفارق الحقيقي، لأن بقدومه تحول الفريق من مجرد بطل محلي إلى منافس حقيقي على الشامبيونزليغ، واستطاع الأرجنتيني إضافة بصمته الخاصة على تكتيك المدرب لوران بلان، الرجل الذي أوجد ثقلاً حقيقياً في منطقة العمق بالسنوات الماضية، لكنه عانى بشدة كلما فكر في تمديد الملعب والضرب من الأطراف.

يعتمد باريس على ثلاثي متفرد في الوسط، وهم ماتويدي وفيراتي ووموتا أو رابيو خيارات أكثر من رائعة للتمرير والتدوير، لكن كانت الأزمة المستمرة فيمن يلعب بجوار إبراهيموفيتش في الهجوم؟ في الغالب كان الرهان على كافاني ومورا، لكن مع بطء السويدي في تحركاته، وميل الأوروغواياني إلى الصندوق، افتقد سان جيرمان إلى المرونة أمام الفرق الدفاعية، حتى خلال صعودهم أمام تشيلسي بالموسم الماضي، سجل الفريق هدفين من كرات ثابتة وليس لعباً مفتوحاً في لندن.



تبدأ خطورة الباريسيين من بين أقدام دي ماريا، فاللاعب خلال الهدف الأول دخل إلى العمق، وتعامل وكأنه صانع لعب حقيقي، من خلال احتفاظه بالكرة ثم رميها خلف المدافعين إلى المتقدم زلاتان الذي لعبها عرضية لرابيو، بينما في هدف الفوز، انطلق الأرجنتيني بخفة خلف ظهير تشيلسي، ليحصل على اللعبة في وضعية رائعة، ليمررها مباشرة إلى السويدي الذي أنهى القمة بالضربة القاضية، فتش عن دي ماريا، وستجد حتما نسخة أفضل في باريس.

لمتابعة الكاتب

المساهمون