من أحياء فرنسا...إلى معشوق الجزائر...ياسين براهيمي

اللاعبون العرب، وخاصة الجزائريين، تألقوا بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ويصادف اليوم 8 فبراير/ شباط ذكرى ميلاده الـ27، ذكرى ميلاد النجم الجزائري، ياسين براهيمي، وهو الذي ولد لأبوين جزائريين، ونشأ في الضاحية الشرقية لمدينة باريس، وكان اللاعب الجزائري يحتذي بالفرنسي صاحب الجذور الجزائرية، زين الدين زيدان، ومارس كرة القدم في الشوارع مع الأصدقاء طوال فترة صغره، وهو الذي بدأ مسيرته مع فريق محلي يدعى مونتريو، وقضى هناك أربع سنوات، والتحق بعد ذلك بأكاديمية كليرفونتين الشهيرة من أجل تطوير نموه الكروي، ومن ثم لعب لشباب باريس سان جيرمان وتدرب إلى جانب مامادو ساكو.

كانت الأندية الأوروبية في تلك الفترة تطمح لخطفه، لكن بعد فترة من التفكير، انتقل براهيمي إلى رين في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2010، وقال حينها: "لقد نصحني والداي باختيار استاد رين، وهذا الأمر سيساعدني في متابعة دارستي". مضت بعض السنوات وتابع براهيمي التطور. كان مدربو المنتخبات الفرنسية يقومون باستدعائه دائماً إلى الاستحقاقات، التي كانت تنتظر الديكة، وتم الاعتماد عليه كثيراً في منتخب فرنسا تحت 19 عاماً. رغم ذلك لم يبدأ براهيمي مشاركته الفعلية مع فريقه رين بشكل أساسي، فلعب في الفريق الثاني قليلاً، قبل أن تتم إعارته إلى نادي غرناطة الإسباني.

خروجه من فرنسا شكل انطلاقة قوية له. وقدّم اللاعب الجزائري مستوى مبهراً في العام الأول. خاض الكثير من المباريات وتميّز بشكل رائع، وهذا الأمر زاد من اهتمام الاتحاد الجزائري به، ونجح الخضر في خطفه، حيث انضم لمنتخب بلاده الأصلي، وفضله على المنتخب الفرنسي، رغم أن العديد من المتابعين الرياضيين في فرنسا كانوا يرون فيه لاعباً قادراً على تقديم الإفادة لهم، وبالفعل نجح براهيمي في كل الاختبارات التي تعرض لها، حين انتقل بشكل نهائي إلى نادي غرناطة، وخاض هناك 35 مباراة وسجل 3 أهداف بالدوري، كما تميز بسرعة كبيرة ومهارة فردية منقطعة النظير.

كانت الجزائر قد تأهلت إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل باستحقاق خلال تلك الفترة، وكان العرب ينتظرون من الخضر تقديم مستوى طيب في البطولة، وبالفعل هذا ما حصل. تمكن براهيمي وزملاؤه من هزيمة كوريا الجنوبية، وسجل ياسين يومها. وفي مفاجأة سارة بلغت الجزائر الدور الثاني، واصطدمت بألمانيا، التي عادت بعد ذلك وفازت باللقب على حساب الأرجنتين. أمام الماكينات الألمانية تألق براهيمي وأرهق الدفاعات، لكن الحظ عانده وخرج صحبة بلاده من المسابقة. مستواه الرائع دفع نادي بورتو البرتغالي للتعاقد معه بمبلغ 6.5 ملايين يورو، لكن بسرعة البرق زاد سعره بعد أن سجل في موسمه الأول 12 هدفاً في 42 لقاء، وفي الموسم الحالي أحرز 6 أهداف في 24 لقاء، وهو محط أنظار الأندية الأوروبية.