تكتيك الأبطال.. الدور الخفي الذي يتقنه خوان ماتا

01 أكتوبر 2015
+ الخط -

فاز اليونايتد، للمرة الأولى هذا الموسم، في مرحلة المجموعات بعصبة الأبطال، بعد بداية كارثية أمام أيندهوفن. ورغم الهدف المبكر لفولسبورغ الألماني، عاد الإنجليز من بعيد، والفضل الأول يعود إلى مهارات صانع اللعب الإسباني خوان ماتا، الرقم الصعب في تشكيلة المدرب لويس فان غال، واللاعب الأهم للشياطين الحمر، خلال الآونة الأخيرة.

الفارق
رحلة خوان ماتا طويلة مع الكرة، إنه الجناح الصريح على الخط، رفقة الثنائي الناري دافيد سيلفا ودافيد فيا، حيث أيام فالنسيا البديعة، ثم الانتقال إلى تشيلسي اللندني، ليلعب نفس الدور تحت قيادة البرتغالي فيلاس بواش، ثم الإيطالي دي ماتيو. ومع قدوم مواطنه رافا بينيتيز، تحول دور ماتا مع "البلوز" من مجرد لاعب مميز، إلى نجم الفريق الأول.

من لاعب جناح مهاري على الخط، إلى صانع لعب في المركز 10 بالملعب مع بينيتيز. بدأ المدير الفني في بناء شكل الفريق اللندني حسب إمكانيات ومهارات ماتا، تحول اللاعب إلى قائد الفكر الهجومي للفريق، مع لعبه خلف المهاجم الصريح وأمام لاعبي الوسط، كصانع لعب يمرر ويسدد ويسجل في نفس الوقت. مباراة بنفيكا بنهائي اليوروبا ليج، كان التتويج الأفضل لمجهوده الوفير طوال الموسم.

لكن مورينيو لم يحب الإسباني، إنه صانع اللعب الذي لا يدافع من وجهة نظره، لأن جوزيه يريد دائماً مجموعة تجيد الدفاع أثناء الهجوم، لذلك استبعد ماتا مرارا وتكرارا، في سبيل فرصة أكبر للبرازيلي أوسكار، حتى صار الطريق مسدودا بين الثنائي، ليترك خوان تشيلسي، ويتجه إلى فرصة جديدة في مدينة مانشستر.

الصانع الخفي
أخيراً، وجد الخال هولندي توليفة هجومية لا بأس بها، الفرنسي الشاب مارسيال في الأمام كرقم 9، مع تمركز واين روني في المركز 10 بالهجوم، خلف مارسيال وأمام ثنائية المحور، الإنجليزي مهاجم متأخر عند الحاجة، ولاعب وسط ثالث في أوقات أخرى، من أجل الجمع بين 4-2-3-1/ 4-3-3 في خطة واحدة.

في تشكيلة اليونايتد، ماتا هو اللاعب الخفي هجوميا، صحيح أنه يلعب أكثر على الأطراف كلاعب جناح، يتحرك باستمرار تجاه الخط الجانبي من المستطيل، إلا أنه محور اللعب طوال التسعين دقيقة، يصنع الكرات لزملائه، ويضع المهاجمين في وضعية أفضل أمام المرمى، رغم أنه ليس مهاجما أو صانع لعب صريحا.

تعتمد فكرة فان غال على ضرب المدافعين بمهاجم متحرك مثل مارسيال، ولاعب قوي بقيمة روني، يتحرك الأول داخل وخارج منطقة الجزاء، بينما يقوم الولد الذهبي بالعمل الذي يحتاج إلى جهد بين الدفاع والهجوم، فيما يتكفل ماتا بدور "المحرك" الرئيسي لمختلف هجمات اليونايتد، لأنه يقطع باستمرار من الطرف إلى العمق، ويجد الفراغ اللازم لتميزه، بسبب انشغال دفاعات الألمان بأكثر من لاعب آخر، فتّش عن المساحة المتاحة حتى تتعرف على أبرز أسرار تألق الرقم 8، اللاعب الأميز على الإطلاق في الأولد ترافورد.

صناع الأداء
قدم التركي أردا توران دورا مشابها لماتا مع أتليتكو مدريد في المواسم الماضية، صحيح لم يكن الهداف الأول للفريق، وتفوق عليه الفرنسي جريزمان فيما يخص النجاعة الهجومية، إلا أن قيمة النجم المنتقل حديثاً إلى برشلونة تكمن في مجهوده الوافر، في عمل ما قبل الأهداف وصناعتها، لأنه ينقل الكرة بذكاء على الأطراف إلى العمق، ويجيد بشدة قلب أسلوب اللعب في لحظة خاطفة.

تعرض الأتليتي لهزيمة قاسية أمام بنفيكا، ولم يقدم المستوى المعهود له في بدايات الليغا، رغم وجود كل من جاكسون مارتينيز، فيتو، توريس، جريزمان، كوريا في الأمام، نتيجة غياب اللاعب الذي يضيف أدوار "توران، ماتا" على الأطراف. جريزمان أصبح أقرب إلى المهاجم المتأخر، بينما أوليفر توريس لا يزال في بداية المشوار، ولم يجد الشولو الأرجنتيني الحل بعد.

لاعب مثل ماتا، أنقذ اليونايتد في ثاني جولات الأبطال، وافتقد نوعيته بشدة أتليتكو مدريد، خصوصاً بعد بيع شبيهه أردا إلى الكتلان، لذلك مهما زادت أهمية الهدافين وصناع "الأسيست"، يظل التكتيك مدينا بالكثير إلى الأسماء التي تطبخ الهجمة على نار هادئة، إلى من يعرفون فنياً بصناع الخطوط العريضة للعب، أو في عالم الإحصاءات، إنهم ملوك الـ Chances Created!

اقرأ أيضا..

بالفيديو.. "ماتا" يُبهر الجماهير بأسيست خُرافي