تويتر يردّ: لم نسلّم بيانات المعارضين السعوديين للسلطات

12 نوفمبر 2018
عرفت بيانات معارضين سعوديين على تويتر (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
نفت شركة "تويتر" مزاعم ضلوعها في تعريض حياة المعارضين، تحديداً في السعودية، للخطر، بعد التقارير التي تكثّفت في الآونة الأخيرة حول استغلال السعودية للشركة لمعرفة معلوماتٍ حول معارضين، ما تسبّب بتهديد حياتهم.

وقال حساب سياسات "تويتر" الرسمي الموثّق، أمس الأحد، إنّه "كان هناك نقاش حديث حول كيفية حماية الأصوات المعارضة على تويتر، خاصة في المملكة العربية السعودية. نريد أن نتوقف لحظة لتوضيح بعض الحقائق".

وأضاف: "نحن نتفهم المخاطر المذهلة التي يواجهها العديد ممن يستخدمون خدماتنا لمساءلة السلطات، ولدينا أدوات قوية لحماية خصوصيتهم وقدرتهم على القيام بعملهم الحيوي".

وأكد الحساب: "لدينا فرق حول العالم تعمل على تحسين صحة المحادثة العامة. لا يوجد أي فريق من فرق تطبيق السياسات في منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق، بما في ذلك مكتبنا في دبي. الاتهامات الأخيرة، خاطئة".

وتابع: "نحن نحدّ بشدة من الوصول إلى المعلومات الحساسة حول الحسابات ونعطيها فقط إلى مجموعة صغيرة من الموظفين مع تدريب مكثف على الأمن والخصوصية. لا يوجد أفراد آخرون لديهم القدرة على الوصول إلى هذه المعلومات، بغض النظر عن مكان عملهم".

وأكّد: "نحن ملتزمون بحماية أولئك الذين يستخدمون خدماتنا للدفاع عن المساواة والحريات الفردية وحقوق الإنسان. سنستمر في اتخاذ خطوات لتعزيز حماية الخصوصية والأمان العام".




وتعزّزت مزاعم تعريض "تويتر" حياةَ المعارضين عليه للخطر، بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي الشهر الماضي في سفارة بلاده في إسطنبول. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنّ شركة "تويتر" اكتشفت مؤامرة محتملة للتسلل إلى حسابات المستخدمين نهاية عام 2015، عندما أخبرها مسؤولو الاستخبارات الغربية بأن السعوديين كانوا يقومون بتهيئة موظف، وهو علي آل زبارة، للتجسس على المعارضين وغيرهم، وفقاً لـ5 مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن أسمائها.

وقبل يومين، تحدّثت صحيفة "ميرور" البريطانيّة عن احتمال تسريب معلومات الصحافي تركي الجاسر عبر موظّف مدسوس في مكتب "تويتر" في دبي، أتاح للسلطات معرفة أنّه يدير حساب "كشكول" الذي يهاجم فيه محمد بن سلمان وسياساته. وتحدّثت التقارير عن مقتل الصحافي المعارض تحت التعذيب في السعودية.



وفي مقالٍ لها، السبت الماضي في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قالت الناشطة السعودية منال الشريف، والتي عُرفت بسبب مشاركتها في حملة "قيادة المرأة للسيارة"، وتعيش حالياً في منفاها الاختياري في أستراليا، إنّ "تويتر" أصبح خطراً على حياتها. وتحدثت منال الشريف عن المضايقات التي تعرّض لها المغردون السعوديون المعارضون من قبل الجيش الإلكتروني السعودي أو ما يعرف باسم "الذباب الإلكتروني"، قائلةً: "أصبح تويتر مليئًا بالمضايقات والتهديدات بالقتل والترهيب والأخبار الزائفة لنا، نحن الذين اخترنا التحدث من دون خوف في العالم العربي. لم يقم تويتر بأي تغيير حقيقي لجعل المنصة أكثر أمانًا بالنسبة لنا، الأمر الذي دفع كثيرين ممن أعرفهم إلى مغادرة الموقع. ورغم كل ما سبق، واصلت التعبير عن وجهات نظري. كنت أعتقد أنه على الحكومات القمعية أن تخاف لا نحن. كنت أعتقد أنّ لي صوتا ينبغي استخدامه وإيصاله".

تجدر الإشارة إلى أن السعودية جندت مئات الأشخاص في "لجنة إلكترونية"، لتأليب الرأي العام ضد المعارضين والمنتقدين على موقع "تويتر". وكان سعود القحطاني هو المسؤول عن "الذباب الإلكتروني"، علماً أنه كان أحد كبار مستشاري ولي العهد محمد بن سلمان، قبل أن يُعفى من مهامه في إطار تداعيات قتل خاشقجي.
المساهمون