"تعالي" وزير العمل الأردني على إعلامي يثير الجدل

09 نوفمبر 2019
ساند الإعلاميون زميلهم حسن الكردي (حسن الكردي/فيسبوك)
+ الخط -
أثار وزير العمل الأردني، نضال البطاينة، جدلاً واسعاً بين الأوساط الإعلامية والصحافية في البلاد، بعد حديثه الذي وصف بـ "المتعالي" على مذيع التلفزيون الأردني الرسمي، حسن الكردي. وطالبه المنتقدون بالاعتذار.

الوزير الأردني، نضال البطاينة، أبدى اعتراضه في بداية حلقة برنامج "ستون دقيقة" التي بثت يوم الجمعة على التلفزيون الأردني الحكومي على المقدّمة التي ساقها الإعلامي الكردي حين قال إن هناك انتقادات وملاحظات على الأرقام التي تعلنها الوزارة بخصوص أعداد الأردنيين الذين تم تشغيلهم، الأمر الذي رفضه البطاينة، واعتبره غير مهني لعدم ذكره أسماء المنتقدين والجهات التي سجلت ملاحظاتها، قبل أن يعود المقدّم للتأكيد على أنه مجرّد ناقل لملاحظات وانتقادات وردت في صحف ووسائل إعلام محلية.

الوزير استمر بمقاطعة المذيع محاولاً إسكاته بعبارة: "خليني أحكي"، مؤكدا على أن الحكومة تمكنت من تأمين الوظائف التي وعدت بها، قبل أن يلمح إلى أن المذيع يستقي معلوماته من موقع "فيسبوك"، قائلا: "شكلك ع (فيسبوك) كثير، أنا أؤكد على الأرقام التي تمّ تشغيلها خلال عام 2019 ودعنا نتجاوز هذا الموضوع".

وأثارت مجريات الحوار بين البطاينة والكردي حفيظة العديد من المراقبين الذين رأوا أن الكردي التزم بقاعدة أن المقدّم يجب أن يمثّل وجهة النظر الغائبة عن طاولة الحوار، فيما رأى البعض أنه كان المفترض على المذيع الإعداد للحلقة بشكل أفضل.

عضوة مجلس نقابة الصحافيين، هديل غبون، قالت لـ "العربي الجديد": "ظلم كبير يقع على العاملين في الإعلام الرسمي بسبب الرقابة المسبقة على عملهم وتقييد حرية عملهم"، وأضافت "المشكلة التي حصلت مع الزميل حسن الكردي لا تتعلق بضعف أدائه مع التأكيد على أن نبرة الوزير الاستعلائية، يجب أن يرد عليها بالأرقام والحقائق في حملة إعلامية منظمة الآن، إلا أن الكارثة تكمن في الإدارات التي تفرض سطوتها بحدود غير مقبولة على الحريات وبعض المسؤولين المرعوبين الذين لم يفهموا أن إعلام الدولة هو إعلام وطن وليس إعلام سلطة تنفيذية ولا إعلام حكومة".

وكتب الصحافي الأردني، محمد الزيود، على "فيسبوك": "معالي الوزير عليك أن تعلم بأن التلفزيون الأردني هو ملك للدولة وليس تلفزيونا شخصيا للوزراء... وبدل أن تغضب من أسئلة الزميل الاستاذ حسن الكردي في برنامج (ستون دقيقة") كان عليك تقديم تفاصيل التشغيل التي يوميا تتباهى بها بالاسم والراتب والمكان".

وغردت الناشطة دهمه الحجايا: " إلى وزير العمل ما يكذب أرقام التشغيل التي أتيت بها ليس المذيع بل يكذبها المعتصمون أمام الديوان وأمام مبنى محافظة الكرك، لذا دعك من التنمر والفوقية والعجرفة هذا تلفزيون رسمي قائم على دافعي الضرائب ورسوم التلفزيون هو لشعب وليس لتلميع المسؤول".

وكتب الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي على "فيسبوك": "نرفض هذا التنمر والغطرسة الفجة التي تعامل بها الوزير مع الإعلام والسلطة الرابعة والزميل المؤدب حسن الكردي... هو لا يعلم انه جاء خادما للشعب لا سيدا عليهم... دربوهم قبل ان يخرجوا ويدلقوا عقدهم ونقصهم علينا... حتى الرأي الاخر لا يقبلونه... فكيف يقبلون المحاسبة... لا بد من مراكز تأهيل للوزراء أو دورات تأسيسية في مخاطبة الآخر".

وبعد عاصفة الجدل التي استمرت ساعات، خرج الوزير ليوضح ما حدث بينه وبين مقدم برنامج "ستون دقيقة"، حسن الكردي. وأكد أنه اعترض على قيام الكردي باستخدام مقدمة لسؤال حول أرقام التشغيل بأنه "ترقيع وزارة العمل للبيانات والوظائف التي يتم الإعلان عنها عبارة عن إبر تخدير".

وأضاف أنه أعلم المقدم بتحفظه على المقدمة غير معروفة المصدر، مؤكداً أنه لا يجوز أن يبنى حديث تلفزيوني على مصادر غير معروفة. وأشار إلى أن الوزارة قامت وللمرة الأولى بعرض بيانات التشغيل في مؤتمر صحافي، وطلب خلال المؤتمر من الحضور التقدم إلى شاشة الضمان الاجتماعي الموجودة في القاعة وفحص البيانات وتدقيقها، وهو ما تم بالفعل، مشدداً على أن الجميع أكد البيانات وأشاد بنزاهتها. وبيّن أن الوزارة لا تتفاخر بأي بيانات، "لأن الأردنيين بحاجة لوظائف أكثر من ذلك وهذا ما نعمل عليه".


ولفت إلى أن الكردي وجّه سؤالاً آخر حول الحاجة لهيئة أنشئت أخيراً للربط بين مخرجات التعليم وسوق العمل، مشيراً إلى أنه لتلافي إحراج المقدم لعدم وجود هيئة وجه له سؤالاً نصه "هل تقصد هيئة المهارة؟"، لكن الكردي وبحسب بيان الوزير أصر على وجود هيئة أخرى، ما اعتبره الوزير غير مقبول لأنه يرفض إنشاء المزيد من الهيئات. وطالب البطاينة بمراجعة وتدقيق كل ما أورده من معلومات مع مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون محمد بلقر، ومعدة البرنامج نداء الروابدة. ونفى الاتهامات الموجهة له بأن أسلوبه كان متعاليا، مؤكداً أن المقدم كان لديه معلومات لم يكن موفقا بها وكان لا بد من إظهار الحقيقة للمشاهدين لعدم فتح الباب أمام التأويلات، مشدداً على أن الموضوع لم يكن شخصياً وإنما مهني بحت.

من جانبه، أوضح الإعلامي الكردي أنه أطلع الوزير بعد الحلقة على المصادر التي طلبها، وأكد أنه اقتبس مقدمته من مقال للكاتب ماهر أبو طير في صحيفة "الغد" قبل أيام، وحديث للوزير السابق، الدكتور صبري الربيحات، على إحدى القنوات، وغيرهم كثير.

وأضاف الكردي: "أما بالسؤال عن الهيئة فأحلته إلى ما نشرته وزارة العمل في الصحف ومنها (الغد) بخصوص توقيع الاتفاقيات قبل أيام. أما في موضوع الدراسات بخصوص الحد الأعلى للأجور فقد بينت لمعاليه فحوى هذه الدراسات والتحليلات الاقتصادية على الهواء وكيف يضر عدم وجود حد أعلى للأجور بالاقتصاد الوطني".