نظم الملتقى القطري للمؤلفين بوزارة الثقافة والرياضة مساء أمس الإثنين، ندوة تحت عنوان "الرواية الشفهية في الأزمة الخليجية" في مقر بيت الحكمة بالوزارة، بمشاركة الناقد الدكتور حسن رشيد وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر ماجد الأنصاري، أكّدت على أهمية توثيق الروايات الشفهية التي خرجت أثناء الحصار على دولة قطر لتكون زاداً معرفياً وتاريخياً يسجل تلك اللحظات للأجيال القادمة.
وطالب رشيد أن تتولى جهة مسؤولة التسجيل للواقع حالياً عبر الرواية الشفهية حفاظاً على هذا التاريخ للأجيال القادمة حتى لا يتم استغلال الكثير من الأكاذيب التي تفترى في هذه الأزمة ضد دولة قطر، موضحاً أن الجهود التي يبذلها عدد من الفنانين أو الإعلاميين جهود مشكورة ولكنها غير كافية وتحتاج إلى عمل مؤسسي حفاظاً على حق الأجيال القادمة في معرفة الحقيقة في ظل ترويج كم هائل من الشائعات والأكاذيب.
من جانبه، أكد الأنصاري أهمية توثيق الروايات الشفاهية خاصة تلك التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس ليتم الاستفادة منها فيما بعد في أعمال مكتوبة أو في وسائط إعلامية أخرى، مشيراً إلى أن معظم تاريخ منطقة الخليج قد اعتمد على السرد الشفهي وفي أحيان أخرى اعتمد على الوثائق سواء البريطانية أو العثمانية وأحياناً الهندية.
وأوضح أن كتابة التاريخ لا يمكن أن تنأى عن التحيزات سواء الاجتماعية أو المعرفية أو السياسية، ومن هنا فهناك ضرورة ملحة لتوثيق هذه الأحداث لأنه أثناء الأزمة تكون هناك خطابات متقابلة، كما أن الأزمة تعد مفتاحاً لكتابات وإبداعات متعددة ليست تاريخية فقط بل هناك من يرصد الجوانب الاجتماعية والأزمات الناتجة حتى تغير المشاعر الإنسانية، وما حدث على مستوى المجتمع والعائلات وغير ذلك، لافتاً إلى ضرورة أن تتولى مؤسسات المجتمع المدني هذه المهمة بعيداً عن المؤسسات السياسية حتى نبتعد قدر الإمكان عن الانحياز.
وأكد وزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي أن "دولة قطر تركت جميع وسائل الإعلام لدول الحصار سواء مطبوعة أو مرئية أو مسموعة أو مواقع إلكترونية تصل إلى المتلقي في قطر إيماناً منها بوعي الشعب والجمهور في قطر وقدرته على معرفة الحقيقة بخلاف دول الحصار التي منعت الصوت القطري، وكانت بمثابة الوصية على شعوبها ولم تثق في وعيها للاستماع إلى مجرد رأي أو خبر"، مشيراً إلى أنّ "قانون المطبوعات القطري يسمح في مثل هذه الحالات بمنع دخول مطبوعاتهم ولكن الدولة لم تعاملهم بالمثل لأنها تؤمن بحق القارئ والمتلقي في المعرفة".
وأضاف أن "هذا الموقف من الدولة يسهم إيجابياً في تسجيل وتدوين ما كُتب عن الأزمة الراهنة من مختلف وجهات النظر ليكوّن الباحث رؤيته بحرية وموضوعية"، داعياً إلى "ضرورة التركيز على كل ما هو إيجابي في هذه الأزمة في المجتمع القطري وإبرازه ومعالجة السلبيات لتطوير المجتمع القطري نحو الأفضل باستمرار وأن يتم التركيز على ما ينفع أهل قطر حتى الأطفال بدلاً من الدخول في مناقشات حول تصريحات مكذوبة من دول الحصار".
(قنا)