الأزرق يهيمن على مواقع التواصل دعماً للسودان... هذه القصة

13 يونيو 2019
حملة داعمة للسودانيين (فرانس برس)
+ الخط -
طغى اللون الأزرق على حسابات التواصل الاجتماعي من "إنستغرام" إلى "تويتر" و"فيسبوك"، إثر حملةٍ داعمة للمتظاهرين والناشطين السودانيين، تحديداً بعد وفاة أكثر من 100 محتجّ جرّاء العنف المفرط ضدّهم.

وبين هؤلاء، كان الناشط محمد مطر، والذي كان يُحبّ اللون الأزرق، فكانت صورة حسابه على "إنستغرام". وانطلاقاً من ذلك وتكريماً له، ينشر الناشطون صوراً زرقاء، ويبدّلون صور حساباتهم إلى الأزرق، ما أدّى إلى انتشار وسم "#blueforsudan" على الشبكات.

وكتبت إحدى المغردات "صورتي زرقاء لأني أتضامن مع السودان. هناك مجزرة مستمرة بينما العالم صامت بشأنها. لا يكفي تبديل صورة الحساب لأن الجميع يفعلون ذلك، قوموا بالتوعية حول ما يحصل في السودان وانشروا الأخبار بكثافة".

وقالت ليلى "الأزرق أكثر من مجرّد لون، إنّه رمز لكل الشهداء الذين حاربوا من أجل مستقبلنا. هو كل السودانيين الذين يتوحّدون ليضمنوا أنّ دماء الشهداء لا تذهب سدى".

ويأتي ذلك في ظلّ توقّف الإنترنت في السودان، إثر قيام السلطات بإيقاف تزويد الخدمة على الهواتف المحمولة، ما أدّى إلى قطع تواصل المواطنين السودانيين.

وقالت مجموعة "نيتبلوكس" المتخصصة في مراقبة حجب الحكومات للإنترنت حول العالم إنّ هناك "انقطاعا شبه كامل" للشبكة في السودان، فيما أكّدت مجموعة "أكسس ناو" قيام الجيش بمصادرة وتدمير الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية للمتظاهرين حتى لا يتمكن المواطنون من مشاركة الفظائع الموثقة مع العالم.


ودان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشكل قاطع التدابير الرامية إلى منع أو عرقلة الوصول إلى المعلومات أو نشرها عبر الإنترنت، في انتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقال إنه يتعين على جميع البلدان الامتناع عن مثل هذه التدابير ووقفها.

من جانبها، طالبت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" بإعادة الإنترنت في السودان. وقالت إنّ إغلاق السودان المستمر للإنترنت يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ويجب رفعه على الفور.
وقالت إن الاعتصامات والدعوات المطالبة بالعصيان المدني السلمي لا تبرر الحرمان الشامل من الوصول إلى الإنترنت.

وأدى الإغلاق إلى ضرر واسع النطاق، بحسب المنظمة. فمنعت هذه الانقطاعات الناشطين والمقيمين من الإبلاغ عن معلومات مهمة عن الوضع المتفجر في السودان، حيث استمرت القوات الحكومية بقيادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية - المعروفة بحملاتها التعسفية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق - في ارتكاب انتهاكات بعد هجوم 3 يونيو.

وتسبب حظر الوصول إلى الإنترنت أيضًا في حدوث مشكلات خطيرة تتعلق بالسلامة من خلال منع الوصول إلى المعلومات التي قد تساعد الأشخاص على التنقل في الطرق بأمان أثناء الاضطرابات الحالية.

وأشارت المنظمة إلى أنّ الحكومات التي تسعى إلى قمع المعارضة السياسية السلمية قامت في العديد من الحالات بقطع الاتصال بالإنترنت في أوقات الحساسية السياسية والأزمات، مضيفةً أنّ عمليات الإغلاق تنتهك حقوقاً متعددة، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والمعلومات، وتعرقل أخرى، بما في ذلك الحق في حرية التجمع.
















المساهمون