بينما تواصل قوات نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، والقوات الروسية الحليفة قصف الغوطة الشرقية وتفريغ المنطقة، وسط استسلام دولي ومواقف لا تتعدى التعبير عن المأساة هناك، يتولى مؤيدوهم على مواقع التواصل الاجتماعي مهمة فبركة الأخبار حول ما يحصل ونشرها على أوسع نطاق، في محاولة لتلميع صورة النظام وصرف النظر عن جرائمه.
قبل أيام، نشرت مواقع إلكترونية تابعة للإعلام السوري وحسابات وصفحات موالية لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً زعم خروج الطفلة السورية، سندس، من الغوطة الشرقية، عن طريق إجراء مقابلة مزيفة مع طفلة بديلة وعائلتها. وظهرت الطفلة البديلة خلال البث المباشر لقناة "الفضائية السورية"، أثناء خروج المدنيين من الغوطة عبر الممرات الآمنة، وشكرت مع عائلتها الجيش السوري على إنقاذ حياتهم.
وكانت سندس (12 عاماً) قد لفتت الأنظار، قبل أسابيع، بعدما ظهرت في مقطع مصور ناشدت فيه العالم مساعدتها من قذائف النظام. سندس كذّبت إعلام النظام السوري، وأطلت في فيديو جديد، من داخل أحد الملاجئ في الغوطة الشرقية، حيث أكدت أنها لا تزال محاصرة هناك.
وقالت في التسجيل المصور الجديد "ما في لا هدنة ولا شي، الطيران ما عم يهدأ، والقصف ما عم يوقف لا ليل ولا نهار، نحنا في 14 آذار (مارس) وصرلنا أكثر من شهر ولليوم حتى الزلم ما طلعت من الملاجئ، والله داقت نفسيتنا وعم يقولوا بدن يطالعونا من الغوطة"، وأضافت "بحب تكون الأمم معنا ويأمنولنا الأمان والرعاية الصحية وكل شي، وطلعنا بدنا حدا يكون معنا".
كما نشرت صفحات وحسابات موالية لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، تسجيلاً أظهر مجموعة من الشبان أثناء إعداد أطفال وشبان ليبدوا كأنهم مصابون ووجوههم تنزف وأطرافهم مبتورة. وزعم ناشرو التسجيل أن الأشخاص في الفيديو يقومون بالفبركة داخل الغوطة الشرقية في ريف دمشق باستخدام المكياج، في إشارة إلى أن صور الضحايا غير حقيقية ومفبركة.
لكن منصة "تأكد" أجرت بحثاً عكسياً على شبكة الإنترنت، وتبين أن الفيديو المذكور عبارة عن تقرير مصور من إعداد موقع إخباري فلسطيني، ونُشر على موقع "يوتيوب" في الخامس والعشرين من فبراير/شباط عام 2017، تحت عنوان "الخدع السينمائية فن ينقل غزة بصورة مغايرة للعالم".
وفي السياق نفسه، نشرت صفحات مؤيدي الأسد مشاهد مقتطعة من تقرير تلفزيوني عرضته قناة تابعة لإعلام النظام ظهرت فيها فتاة صغيرة خرجت من الغوطة الشرقية المحاصرة مع مجموعة مدنيين عبر أحد المعابر التي أعلن عنها النظام.
وقال ناشرو اللقطات إن الفتاة تدعى نور، وهي الفتاة نفسها التي اشتهرت من خلال ظهورها على موقع "تويتر"، من داخل الغوطة الشرقية، برفقة اختها الصغرى آلاء تتحدث باللغة الإنكليزية عن الحياة داخل الغوطة الشرقية تحت الحصار والقصف.
لكن الفتاتين نشرتا فيديو، أمس، استعرضتا خلاله الدمار في حيهما، وناشدتا العالم مساعدتهما.
Twitter Post
|
وفي السياق نفسه، يواصل إعلام النظام السوري والمغردون المؤيدون للقوات الروسية فبركة الأخبار حول المراهق السوري محمد نجم الذي لجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"تويتر" تحديداً، موثقاً عبر الفيديو ما يتعرض له أهالي الغوطة الشرقية من حصار وقتل على يد قوات نظام الأسد وحلفائه، وداعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل في منطقة تحولت إلى "جحيم على الأرض"، زاعمين أنه "طرف فاعل في الأزمة".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
(العربي الجديد)