إيران تجمع المواقع الجغرافية لمواطنيها عبر تطبيق يدّعي تشخيص فيروس كورونا

17 مارس 2020
ادعى التطبيق قدرة تشخيص إصابة المستخدمين بكورونا (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
أطلقت إيران تطبيقًا ادعى تشخيصه لفيروس كورونا، لكنّه، بدلاً من ذلك، جمع بيانات الموقع الجغرافي عن ملايين الأشخاص.

يوم الثالث من مارس/آذار الماضي، رنّت الهواتف الذكية لعشرات الملايين من المواطنين الإيرانيين في لحظةٍ واحدة. قالت رسالة زعمت أنها من وزارة الصحة: ​​"أيها المواطنون الأعزاء، قبل الذهاب إلى المستشفى أو المركز الصحي، قوموا بتثبيت هذا البرنامج واستخدامه لتحديد ما إذا كنت أنت أو أحبائك قد أصبت بالفيروس التاجي". وتضمّنت رابطًا لتنزيل التطبيق من متجر تطبيقات إيراني يسمى Cafe Bazaar.

ولا يمكن للتطبيق أن يخبر المواطنين إذا كانوا قد أصيبوا بفيروس كورونا. ولكن ما يمكن للتطبيق فعله هو جمع كميات هائلة من البيانات عن المواطنين، بما في ذلك الأسماء والعناوين وتواريخ الميلاد وحتى تتبع موقع الأشخاص في الوقت الفعلي، حسب ما نقل موقع "فايس" في تقريرٍ.

وواجهت السلطات الإيرانيّة اتهامات بأنّها أخفت الإصابات بفيروس كورونا، وبتقليل عدد المصابين والوفيات. ولكن مع وصول الفيروس للمشرعين الإيرانيين والمسؤولين الحكوميين، ما أدى إلى وفاة عدد منهم، سعت الحكومة إلى تهدئة الشعور المتزايد بعدم الارتياح من خلال التطبيق الجديد، بحسب التقرير نفسه. ومع الارتباك والخوف الذي يجتاح أجزاء كثيرة من إيران، يتطلع هذا التطبيق إلى الاستفادة من ذلك لتعزيز قدرات المراقبة في طهران.

ويسمى التطبيق AC19، ويدّعي أنه قادر على اكتشاف ما إذا كان الأشخاص مصابين أم لا، ويقول "تم تصميم برنامج مكافحة الفيروسات التاجية من قبل وزارة الصحة للكشف عن احتمالية إصابة الأشخاص بفيروس كورونا".

بمجرد تنزيل التطبيق يطلب من المستخدمين التحقق من رقم هاتفهم، على الرغم من أن الحكومة لديها حق الوصول إلى جميع أرقام الهاتف من خلال سيطرتها على مزودي الهواتف المحمولة في الدولة. ثم تتم مطالبة المستخدمين بمنح التطبيق إذنًا بإرسال بيانات الموقع الجغرافي الدقيقة إلى خوادم الحكومة.

وتكمن المشكلة الأبرز في أنّ الطلب هو جزء من نظام "أندرويد". وما لم يغير المستخدمون الإعداد الافتراضي، فسيتم عرض المطالبة باللغة الإنكليزية وليس الفارسية، مما يعني أن الغالبية العظمى من المستخدمين لن تعرف ما يطلب منها.

وبالنسبة إلى 40 في المائة من مستخدمي "أندرويد" في إيران الذين يستخدمون إصدارًا أقدم من النظام، فلن يكون هناك طلبٌ منهم على الإطلاق، مما يعني أنه يتم مشاركة بيانات موقعهم دون علمهم.

لكن إحدى الخبيرات التي اطلعت على رمز التطبيق قالت إن مراقبة الموقع تتجاوز مجرد اكتشاف مكان تواجدك في البلد. وأوضحت باحثة الأمن الإيرانية التي تعيش في لندن، ناريمان غريب، في حديث لـ"فايس" أن "جمع بيانات الموقع ليس أمراً لمرة واحدة"، مشيرةً إلى أن التطبيق يستخدم مكتبة أندرويد التي تستخدمها تطبيقات اللياقة عادةً لتتبع حركتك. وأضافت: "يمكنهم تتبعك بالفعل. إذا قمت بنقل جهازك من الموقع "أ" إلى "ب"، فيمكنهم رؤية ذلك في الوقت الفعلي".

يدّعي التطبيق نفسه أنه قادر على اكتشاف ما إذا كان المستخدم قد تعرّض لـ"كوفيد-19" أم لا. للقيام بذلك، يطرح سلسلة أسئلة، الأجوبة عليها تكون بـ"نعم" أو "كلا" حول الأعراض التي يعاني منها المستخدمون. بمجرد الرد عليها، ينقر المستخدمون على "إرسال" لإرسال التفاصيل الخاصة بهم إلى الحكومة للتقييم.

ولكن بدلاً من الاضطرار إلى الانتظار لساعات أو أيام للحصول على نتيجة، يدعي التطبيق أنه قادر على تشخيصهم في الثانية، ويخبرهم ما إذا كانوا أكثر أو أقل عرضة للإصابة بالمرض وما إذا كان عليهم الذهاب إلى المستشفى أم لا.

ويصعب تحديد عدد المواطنين الإيرانيين الذين قاموا بتنزيل التطبيق، ولكن وفقًا لتغريدة من وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، آذري جهرمي، فقد شارك 3.5 ملايين شخص على الأقل موقعهم الدقيق وتفاصيلهم الحميمية مع الحكومة.

المساهمون