لماذا يتجاهل التونسيون موقع "تويتر"؟

16 ابريل 2016
عدد مستخدمي "فيسبوك" 3.4 ملايين تونسي (Getty)
+ الخط -
تعتبر متابعة التونسيين واهتمامهم بمنصة "تويتر" محدودة، على الرغم من أهميته عبر أنحاء العالم، ولا يحظى الموقع بمتابعة التونسيين رغم معرفتهم به منذ تأسيسه مقابل استخدام مكثف لموقعي "فيسبوك" و"يوتيوب". ولم يساهم نجاح هذا الموقع عالميا في لفت أنظار التونسيين لأسباب عديدة، من بينها التعامل المبالغ فيه من طرف تونسيين عبر موقع "فيسبوك" الذي بقي رمزا للثورة لأهميته في دفع وتطور أحداثها.

وكانت وكالة التواصل الإعلامي، "يو إم دجيتال تونس"، قد نشرت سنة 2013 تقريرا حول طرق استخدام التونسيين للإنترنت، أكدت من خلاله تصنيف تونس العاشرة في أفريقيا من حيث عدد مستخدمي الإنترنت بـ4.4 ملايين مستخدم. وكشف التقرير أن المواقع العالمية الأكثر زيارة في تونس هي "غوغل" و"يوتيوب" و"فيسبوك"، حيث بلغ عدد مستخدمي "فيسبوك" حسب نفس التقرير 3.4 ملايين تونسي، في حين بلغ عدد مستخدمي موقع تويتر 10.800 مستخدم.

ورغم عدم توفر بيانات حديثة حول تطور استخدام التونسيين لمواقع التواصل، إلا أن القطيعة التي ميزت علاقة تونسيين بـ"تويتر" لا تخفى عن الملاحظين والمهتمين بهذا الشأن. وبحسب محادثات "العربي الجديد" مع عدد من الشبان، معرفتهم بالموقع ومصطلحاته من "هاشتاغ" و "تويت" سطحية بهذا الموقع الذي يشغل العالم.

وقال أحمد اللخمي، الطالب في كلية الطب إنه يملك حسابا على "تويتر"، ولكنه لا يستخدمه منذ سنوات لأنه بحسب تعبيره "موقع باهت يغيب فيه التواصل الطريف مع العائلة والأصدقاء". وتؤكد الصحافية، فاطمة دمق، أنها تفضل استخدام "فيسبوك" للترفيه ومواقع المحادثات والمكالمات المجانية للتواصل، ولا ترى في موقع "تويتر" أية فائدة.

وحول تجاهل التونسيين للموقع مقابل استعمالهم المكثف لـ"فيسبوك" أكد مدون الثورة والصحافي، علي العبيدي، أن المسألة متعلقة بالأساس بتزامن اكتشاف التونسيين لـ"فيسبوك" إبان الثورة، ودوره الهام في تنظيم المظاهرات والحشد الشعبي ونشر الفيديوهات حيث تابع التونسيون ثورتهم لحظة بلحظة على هذا الموقع في غياب شبه كلي لموقع "تويتر".

أما الناشط الحقوقي والمدون، أيمن عبد الرحمن، فأكد استخدامه لموقع "تويتر" منذ سبع سنوات، وقال إنه يلقى تجاوبا وتفاعلا من متابعين له من خارج تونس مع متابعة ضئيلة جدا من طرف التونسيين. وفسر عبد الرحمن ضعف إقبال تونسيين على هذا الموقع وغيره من المواقع الهامة مقابل متابعتهم المكثفة لـ"فيسبوك" قائلا: "التونسي والشعوب التي لا تقرأ عموما تفضل فيسبوك وسناب تشات، لأنها غنية بالصور والفيديوهات عوضاً عن النصوص الطويلة، التي يرونها مملة، ومنها تدوينات تويتر التي لا تتجاوز 160 حرفا.



كما أن موقع تويتر يحمل حسب رأي الخبراء رسالة فيها مناصرة لحرية التعبير، إذ يركز اهتمامه على الجانب التقني، فبإمكان الشعب الصيني مثلا خرق الصنصرة والتغريد عبر الرسائل القصيرة"، وأضاف: "يمكن اعتبار (فيسبوك) موقعا تجاريا بالأساس، إذ تتركز جهوده على إغراء المستعمل بشتى الوسائل رغم ضعف الخصوصية وارتفاع معدلات القرصنة، وهو ما ينطلي على المواطن التونسي الذي أظهر في مناسبات عديدة رغبته في متابعة قصص الإثارة والضجة المفتعلة، والفيديوهات الطريفة والغريبة".
المساهمون