بث المونديال: سطو مصري وسرقة سعودية

14 يونيو 2018
ما هي الخيارات المتاحة أمام المصريين؟ (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
ساعات معدودة وتنطلق، في موسكو، صافرة افتتاح كأس العالم 2018 لكرة القدم؛ وسط جدل كبير حول قضية بث مباريات البطولة التي تشارك بها أربعة منتخبات عربية هي مصر والسعودية والمغرب وتونس. وفي الوقت الذي تمتلك فيه قناة بي إن سبورت حقوق البث الحصري لمباريات كأس العالم حتى 2030، تحاول العديد من الأطراف التحايل على هذا الواقع بوسائل متعددة يكتنفها جدلٌ قانوني وأخلاقي. 

الشبكات الشعبية
تمتلك مصر، التي تشارك للمرة الأولى في المونديال بعد غياب 28 سنة، أكبر نسبة مشاهدين في المنطقة، ولذا فالخيارات المصرية للمشاهدة متنوعة، من بينها الوسائل القانونية كالاشتراك المباشر في الخدمة، أو الذهاب للمقاهي وشاشات العرض العامة، غير أن ذلك لا يفي بمتطلبات الجماهير الغفيرة.

"الشبكات الشعبية" هي الوسيلة الأشهر لمشاهدة المباريات المشفرة في مصر منذ عقدين على الأقل، وهي من المشروعات الناجحة في الأقاليم والأحياء الشعبية الفقيرة، إذ يقوم صاحب المشروع بالاشتراك بصورة عادية في الشبكات الرياضية المشفرة بغرض إعادة بثها من الباطن إلى المشتركين في منازلهم مقابل اشتراك رمزي. فعن طريق مبلغ شهري زهيد (من 15 إلى 30 جنيهاً) يحصل المشترك على كابل من مقدم الخدمة يستطيع من خلاله مشاهدة البطولات العالمية، وأحياناً يزيد هذا الاشتراك إلى الضعف في المناسبات الكبرى كالبطولات القارية وكأس العالم.

قبل الإعلان الرباعي عن حصار قطر؛ كانت "هيئة الرقابة على المصنفات الفنية" تقوم أحياناً بمطاردة أصحاب تلك الشبكات، والتحفظ على الأجهزة المضبوطة، وقطع الأسلاك الموصلة بين مقدم الخدمة والمستهلك. أما الآن فقد اختلف الوضع، حيث يمكن بسهولة رصد تلك الشبكات التي تقوم بتوصيل الخدمة على مرأى ومسمع -وربما دعم- من الجهات الرقابية. في حين أصبح التقاط بث مباشر وإعادة بثه على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بديلاً منافساً قويّاً لفكرة "الشبكات الشعبية".



مغامرة البث الأرضي
على الجانب الرسمي؛ أعلنت الحكومة المصرية بث عدد من مباريات البطولة على التلفزيون الأرضي، مع محاولات حكومية لتبرير هذا السلوك بأنه يأتي ضمن مبدأ حماية المستهلك وكسر الاحتكار. فقد أصدرت الهيئة الوطنية للإعلام بياناً تفيد فيه بأن التليفزيون المصري سيذيع 22 مباراة من كأس العالم 2018 على القنوات الأرضية. وجاء في البيان: "انطلاقا من حرص الهيئة الوطنية للإعلام على حق الشعب المصري في مشاهدة مباريات منتخبه الوطني بكاس العالم بروسيا، أكد حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أنه خاطب الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 6 يونيو/حزيران الحالي للحصول على 22 مباراة مقابل مبلغ محدد على أن تفيد الفيفا بالرد خلال يومين. وحيث لم يرد أي رد من الفيفا على طلب الوطنية للإعلام فقد سعت الوطنية للإعلام للحصول على حق المواطن المصري وفقا للقوانين والأعراف الدولية، فقد تمت مخاطبة جهاز حماية المنافسة وشرح الأمر له؛ حيث قرر الجهاز في جلسته المنعقدة اليوم العاشر من يونيو الجاري وطبقا للقوانين والأعراف الدولية؛ فإن التليفزيون المصري لديه القاعدة القانونية التي تمنحه حقوق بث مباريات المنتخب بكاس العالم، وبذلك يحق للوطنية للإعلام بث عدد 22 مباراة على البث الأرضي".

يذكر أيضاً أن الفيفا قد فرض على الجانب المصري غرامة مالية ضخمة، بلغت مليوني دولار، بسبب إذاعة لقاء منتخبي غانا ومصر في ذهاب الجولة الفاصلة لتصفيات كأس العالم 2014، بعد شكوى من قناة الجزيرة الرياضية لخرق حقوقها في البث الحصري. ويومها تنصل ثروت سويلم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة المصري من تحمل المسؤولية، واتهم التلفزيون المصري ببث المباراة، وطالبه بتحمل الغرامة.



السوق السعودي
على جانب آخر امتلأ السوق السعودي بجهاز استقبال لمجموعة قنوات رياضية مجهولة تدعى beoutQ، وهي الأجهزة التي بدأت تنتشر في مصر قبل بدء بطولة كأس العالم. وكانت beoutQ قد عمدت إلى نقل البث المباشر لبطولات الدوريات الكبرى على 10 قنوات، مع تغطية لوغو قنوات بي إن سبورت، بالرغم من الاحتفاظ بأصوات المعلقين الأصليين.

وقد تعرضت مجموعة القنوات الرياضية الجديدة إلى تشويش، وهنا بدأ التشكيك في قدرتها على نقل البطولة المنتظرة، فالتقنيات الجديدة التي تمتلكها بي إن سبورت ربما تكون قادرة على إفساد محاولات beoutQ لسرقة البث؛ إذ تعاقدت بي إن سبورت آواخر العام الماضي مع شركة خاصة من أجل مكافحة تعرضها للقرصنة وسرقة بث مباريات البطولات الحصرية التي تملك حقوقها، بعدما تعرضت بعض المباريات في تصفيات كأس العالم للاختراق غير القانوني. ترفع قنوات beoutQ شعار: لا للاحتكار في حين ترفع قنوات BEIN Sport شعار: لا للسرقة.

البدائل المجانية
وإذ تكثر الشائعات حول القنوات الفضائية المفتوحة التي سوف تنقل كأس العالم مجاناً، يتربص المتابعون لمعرفة أي الإشاعات ستكون صادقة، وإن كان من المرجح أن يعتمد النقل على قنوات خبيرة في سرقة البث الفضائي دون رقابة أو مساءلة، لشبكة بي إن سبورت مثل قناة (دا هوك) الكردية التي اهتمت بنقل مباريات بطولة الأمم الأفريقية والأمم الأوروبية مع أبرز مباريات الدوريات الأوروبية بالتعليق العربي، رغم أنها تبث باللغة الكردية. ويقال إنها سوف تبث عبر تردد جديد مع بدء مباريات المونديال على القمر الصناعي المصري "نايل سات".
المساهمون