دائرة السيسي تستعد لرد إعلامي غير مباشر على شهادة المقاول محمد علي

08 سبتمبر 2019
يفضح محمد علي فساد السيسي ونظامه (فيسبوك)
+ الخط -
يحاول نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دون جدوى احتواء آثار مقاطع الفيديو التي نشرها المقاول والممثل محمد علي بشهاداته على فساد الرئاسة والجيش في مصر وإهدار مليارات الجنيهات على مشروعات قومية وهمية وأخرى خاصة لرفاهية السيسي وأسرته وحتى دفن والدته بمقابر الجيش بعد إنفاق الملايين عليها من دون حاجة لذلك.

وبعدما فشلت محاولة التشكيك في محتوى شهادة محمد علي باستضافة والده علي عبد الخالق في برنامج الإعلامي الموالي للسلطة أحمد موسى، إذ كشفت المقابلة مزيدًا من أوجه الفساد، وبعدما تبينت استحالة تصديق وصف المقاول بأنه "إخواني" أو "هارب لأسباب مالية"، بدأ النظام ممثلاً في دائرة السيسي القريبة في دراسة السبل الأخرى المتاحة لإعادة ثقة المواطنين بالجيش، بعد الصفعة التي تعرضت لها مصداقية السيسي. إذ إنّ شهادة محمد علي والمعلومات التي ذكرها تجرد السيسي من حزمة من المزايا الأساسية التي كان يتشدق بها في المناسبات والخطابات المختلفة، وهي الحرص على المال العام، والتقشف، والنزاهة، والرقابة الصارمة على مشروعات الجيش والحكومة.

ورغم أن الرأي العام المصري كان مطلعاً على بعض المعلومات والأرقام والدراسات التي نشرت في وسائل الإعلام خارج مصر عن حجم اقتصاد الجيش وتوسعه على حساب القطاع الخاص وغياب المحاسبة والرقابة والشفافية، وحتى بعض التقارير عن ارتفاع أسعار ملابس السيسي وزوجته، إلا أن شهادة محمد علي التي انتشرت كالنار في الهشيم من خلال صفحات التواصل الاجتماعي جاءت لتصبح الأكثر تأثيرا على المواطن المصري البسيط في هذا الملف، وجردت السيسي والجيش من المصداقية المزعومة.

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن اللواء عباس كامل مدير المخابرات العامة ونجل السيسي القوي في الجهاز الضابط محمود، اجتمعا مع عدد من قيادات الجيش والمخابرات والرقابة الإدارية وشركة إعلام المصريين للتفكير في "طريقة للرد الإعلامي غير المباشر على شهادة ومقاطع محمد علي".

وأضافت المصادر أن بعض الشخصيات في دائرة السيسي كانت ترى أن التجاهل هو الحل الأمثل لقتل الموضوع، والاكتفاء بظهور والده تلفزيونيا، وبالشهادات المنتشرة ضده على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص متعاملين مع الجيش أو مقاولين منافسين أو الصفحات الممثلة للجان الإلكترونية التابعة للنظام.

لكن مع توالي نشر مقاطع الفيديو وفشل السطو على صفحته الشخصية وحذف محتوياتها من "فيسبوك" وتحول النقاش إلى جدل مجتمعي واسع حول القضية، رجح الرأي المطالب باتخاذ تدابير مضادة لتحسين صورة الجيش والرئاسة.

وأوضحت المصادر أن من بين الصيغ المطروحة للرد إعداد برامج وأفلام دعائية مزودة بإحصائيات تزعم ضخامة المردود الاقتصادي من مشروعات السيسي، وتركز على المشروعات ذات البعد التنموي لتنسي الرأي العام المشروعات الخاصة التي تحدث عنها محمد علي، وكذلك إفراد مساحات زمنية كبيرة في تلك البرامج للمقاولين وأصحاب الشركات المتعاملة مع الجيش للحديث عن إيجابيات التعامل مع الهيئة الهندسية للجيش في المشروعات المختلفة خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة.

وأشارت المصادر إلى أنه تم تكليف شركة إعلام المصريين بالبدء في الإعداد لتلك البرامج وتقديم تصور نهائي لها على وجه السرعة، وصدرت تعليمات لإدارة الشؤون المعنوية بالجيش لتقديم ما يلزم من مواد وتسهيل عملية التصوير وإجراء المقابلات.

وكانت البرامج والصحف الموالية للنظام قد بدأت منذ أمس السبت إفراد مساحات لإبراز إيجابيات مشروعات الجيش والحديث عن تعرض مصر لاستهداف إعلامي ومخابراتي أجنبي، دون الإشارة بشكل مباشر إلى محمد علي ومقاطع الفيديو التي نشرها.
المساهمون