أخيراً، أصدرت فرقة الميتال الأميركية، Wolves at the Gate، ألبوماً جديداً يحمل عنوان Eulogies؛ وهو الإصدار الرسمي الخامس في مسيرة الفرقة، التي نشأت في بلدة سيدارفيل الصغيرة في ولاية أوهايو، قبل أن تحظى بشهرة واسعة على النطاق العالمي.
وعلى الرغم من أن الفرقة مرت بالعديد من التغيرات، وتبدل معظم أعضائها في سنواتها الأولى، إلا أنها منذ أن خرجت من حدود شهرتها المحلية، حافظت على هيكليتها، وظلت متسقة إلى الآن، لتعتمد بشكل رئيسي، في رسم جماليتها، على التضاد بين صوت عازف الغيتار والمغني الرئيسي ستيف كوبوتشي، الذي يغني برقة، مع صوت بن سمرز، الذي يؤدي بصوت جهوري.
مرت ثلاث سنوات تقريباً منذ أن أصدرت Wolves at the Gate ألبومها الأخير، Eclipse، الذي حصل على أدنى تقييم بين ألبومات الفرقة الأربعة الماضية؛ لذلك كانت فترة الوباء فرصة للفرقة لالتقاط الأنفاس وإعادة ضبط الأمور، لتعمل على إنتاج عمل يرتقي لمستوى آمال الجمهور المتعصب للفرقة؛ وهو الأمر الذي يبدو أنه قد تحقق بنجاح.
افتتاحية الألبوم، Shadows، تبدأ بثقل شديد، وسرعان ما يتسارع الرتم ليضرب المستمع وابل من نغمات الغيتار الكهربائي الجذابة، التي تصاحبها ضربات إيقاع عنيفة، لتمهد الأجواء للأغنية التالية، Peace That Starts the War، التي تحتفظ بالروح الموسيقية العنيفة، لتبني عليها مساراً تتخذه الجوقة لتلقي الكلمات الثورية ذات النبرة الساخرة التي تشعل الأجواء وتزيد الحماسة: "هذه الأصوات تناضل من أجل حياتها.. إنه السلام الذي يبدأ الحرب".
هذه الأفكار تتحول إلى صور شعرية في الأغنية التالية، Kiss The Wave، التي يرد بلازمتها: "البحر يهتز ويهدد بالغرق، تشعر بالعنف لأن الأمواج تسحبك إلى الأسفل. ألا تعتقد أن الوقت قد حان للتخلي عن الأمل؟ إننا بالكاد نمسك بطرف الحبل".
الأغنية الرابعة، Lights & Fire، هي الأغنية التي سبق أن طرحتها الفرقة بشكل منفرد في بداية العام، والتي تبدو بوادٍ آخر، فهي أشبه بتوصيف لحالة شعورية خاصة، تصل إليها بلحظات الضعف. يرد فيها: "أنا معلق بخيط رفيع فقط، يتلاشى ببطء عندما أرى اللون الأحمر. لقد فلتت من قبضتي كل الأشياء التي تمسكت بها ذات مرة. أنا أشاهده نفسي أنهار وأسقط في دوامة مع كل ما حملته وقربته مني. هل تستمتع بالنور في الأعلى عندما تدرك أن النار تقترب منك؟".
بعد Lights & Fire، تنخفض جودة الألبوم نسبياً، إلى أن نصل إلى الأغنية الرئيسية فيه، Eulogies، وتتجلى فيها الروح المسيحية التي كانت تميز الأغاني الأولى للفرقة، إذ تبدو الأغنية أشبه بترتيل آيات من الإنجيل في حفل تأبين. يرد في الأغنية: "هذا التأبين العنيف يمزق قلبي، ومع هذا الشك والغموض، أنا أنهار الآن".
كلمات وصفتها الفرقة بأنها انعكاس لما شعر به أتباع المسيح بعد صلبه. التأبين كان دائماً هو الخطاب الذي يرجى منه امتداح شخص ما بشدة، وترفيعه لمستوى الآلهة بعد رحيله، لكن Wolves at the Gate تعيد تعريفه، أو تحاول إيجاد معادل قريب منه؛ إذ ترى الفرقة أنه يجب أن تكون هناك مناسبات لتقديم تأبين لأولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة، ويستحقون الترفيع إلى الدرجة ذاتها وهم لا يزالون في ذروة عطائهم، ولا يزالون مزدهرين؛ لتبدو الفرقة وكأنها تهبط بأفكار التأليه من السماء، وتتجه بها نحو الناس المحيطين بنا على الأرض.
أفكار فلسفية عديدة تقدمها Wolves at the Gate في ألبومها الجديد، وتتمكن من ترجمة بعضها إلى لوحات موسيقية جميلة، لكن مستوى الألبوم لا يبقى ثابتاً طوال الوقت. لذلك، يمكن وصف العمل بأنه تجربة تستحق الاستماع، لكنه بالتأكيد ليس من الألبومات التي يمكن أن تنافس على صدارة أفضل إصدارات هذه السنة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
