بثت شبكة ديزني بلس أخيراً الفيلم التلفزيوني Werewolf by Night (إخراج مايكل جيكينو). يحكي العمل قصة جماعة سريّة، من صيادي الوحوش، اجتمعوا ليقرّروا من سيكون القائد الجديد، بعد وفاة زعيمهم القديم أوليس، صاحب "حجر الدمّ"، ذي القدرة السحرية التي تمكّن حاملها من اكتشاف الوحوش وإضعافها.
ينتمي الفيلم في زمنه إلى عالم مارفل السينمائي ومجموعة المسلسلات التي بثتها شبكة ديزني بلس، هو أشبه بتعريف بفئة جديدة من الأبطال والأشرار الذين قد نراهم لاحقاً في إنتاجات أكبر. لكن الاختلاف أن الفيلم، المصور بالأبيض والأسود، يتبنى جماليات أفلام الرعب القديمة التي تعود إلى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، ناهيك عن أساليب الإخافة المتبعة فيها، ليبدو أشبه باحتفاء بأساليب الماضي وطرق الإخافة التي أصبحت جزءاً من معرفتنا البصريّة، كالدمى الناطقة، والأزياء المبالغ فيها، واللقطات الطويلة قبل ظهور الوحش.
حبكة الفيلم تدور حول مسابقة بين الصيادين الواجب عليهم التنافس في ما بينهم، لاصطياد الوحوش الموجودة في حلبة الصراع. أثناء ذلك، تتكشف علاقات لم تكن في الحسبان، فواحدة من المشاركين، إلزا، ابنة أوليس، ليست راضيةً عن أساليب والدها الدمويّة، وتريد تغيير أسلوب التعامل مع الوحوش. أما جاك راسل، الصياد الآخر، فلا يحاول أن يقتل الوحش، بل إنقاذه من أسره. لماذا؟ جاك راسل نفسه مستذئب. وحش يحاول أن يروض أقرانه ويبعدهم عن الخطر.
هذا التحول في لعبة الفريسة والصياد مثير للاهتمام، خصوصاً أنه يستدعي تراث المستذئبين منذ الأفلام الصامتة، مروراً بفيلم "ذئب" (بطولة جاك نيكلسون) وليس انتهاءً بـ"وولفريين"، الشخصية التي يؤديها هيو جاكمان. لكن الاختلاف أن المستذئب هنا وحش كلي، لا يعِي أصدقاءه من أعدائه، بل يقتل كل من حوله. لكن إلزا تنجو من بطشه، فصداقة من نوع ما تمنع المستذئب من التهامها، لتصبح صاحبة "حجر الدم"، وربما صيادة الوحوش التي قد نراها إلى جانب أبطال مارفل.
ينتمي الفيلم إلى المرحلة الرابعة من عالم مارفل، ويعدنا بشخصيات جديدة، تختلف عمن شهدناهم من قبل. ذات الوعد رأيناه في فيلم "دكتور سترينج" الأخير الذي يبدو كإشارة من "ديزني"، التي اشترت شركة توينتييث سينتشوري فوكس، وشخصيات مارفل التي تمتلكها، إذ شاهدنا البروفيسور X من عالم X-Men، والعبقري ريد ريتشاردز من "فانتاستيك فور". هذا التداخل بين العوالم والشخصيات الجديدة، يتركنا في حيرة كمشاهدين، كيف ستكون المعركة القادمة؟ من الأقوى؟ الوحوش، أم المتحولون، أم أبطال مارفل؟
أثار الفيلم إعجاب النقاد، كونه يستغني عن المؤثرات البصرية المبالغ فيها، واعتماده على الأزياء والتنكر والأقنعة، ما أكسبه حيوية لم تعرفها أفلام مارفل، تلك التي تبدو حين نشاهد كيفية تصويرها، أو ما يسمى ما وراء الكواليس، وكأنها ألعاب فيديو. الممثلون يقاتلون في الفراغ، تحيط بهم شاشات خضراء من كل مكان، وهذا ما لا نجده في هذا الفيلم، عدا الوحش العملاق.
نهايةً، نحن أمام فيلم من إنتاج "ديزني". العنف والرعب فيه مُتحكَّم بهما، بل يمكن وصفه بالمحافظ، ناهيك عن أن الفيلم يتخلله بعض النكات والمفارقات التي تبدو سمجة. كأن يكون اسم الوحش العملاق تيد، في إحالة إلى الفيلم الكوميدي الذي اسمه أيضاً تيد، ويحكي قصة الدب المحشو الذي تدب فيه الحياة فجأة، ويتحول إلى كائن لا يمكن لـ"ديزني" مضاهاة بذاءته.
الفيلم أقرب إلى احتفاء بتاريخ التخويف السينمائي، لكنه ليس رائعة فنية في هذا النوع. كثير من الأفلام المعاصرة تتجاوزه، كـ Underworld وBlade. هناك الخوف وقتل الوحوش أشد وضوحاً ودمويةً، ليس مجرد مسابقة تبدو نتيجتها محسومة منذ البداية. فمن غير ابنة الزعيم سترث مكانه؟