I am Groot... حكاية شجرة الكون

27 اغسطس 2022
نتعرف في السلسلة إلى الحياة اليوميّة للشتلة الصغيرة (ديزني+)
+ الخط -

شاهدنا شخصية الشجرة Groot في عالم مارفل السينمائي مرات عدة. تعرفنا إليه شجرةً عملاقةً، وشتلةً صغيرةً. وفي كل الحالات، لا ينطق غروت سوى جملة واحدة: I am Groot (أنا غروت). يمكن القول إنه شخصية ثانوية نوعاً ما. ضحّى بيديه، مثلاً، لصناعة فأس ثور الجديدة. وضحى بنفسه ليحيي كوكباً. مع ذلك، يبقى غروت شبه مجهول. وهناك نظرية تقول إن الشتلة غروت التي نراها في أفلام مارفل هي ابنة الشجرة غروت التي نراها في أفلام "حراس المجرة". لكن لا تأكيد حول ذلك هذه النظرية.

أخيراً، بثت منصة ديزني+ خمسة أفلام قصيرة عن غروت، في استمرار للتقليد الذي اتّبعته المنصة منذ إطلاقها؛ إذ تُنتج أفلاماً شديدة القصر، عن شخصيات متنوعة في عالم مارفل، كالفيلم الخاص بماندولوريان، أو العميلة كارتر، وغيرها من الشخصيات. لكن اللافت في أفلام غروت التي حملت عنوان I am Groot أننا نتعرف إلى الحياة اليوميّة للشتلة الصغيرة، تلك التي تتصرف كطفل يمتلك قدرات خارقة. طفل يريد اللعب، وفي الوقت نفسه الحفاظ على تميزه.

المشترك بين الأفلام أنها تقوم على المفارقات، والنكتة الناتجة من سوء الفهم؛ إذ يجد غروت نفسه مثلاً أمام شجرة بونزاي، تنال اهتمام رجلين آليين لا نعرفهما، ما يشعره بالغيرة، فيقرر كسر الإناء الذي يحتويه واستعادة مكانته، ليحطم الشجرة المقزّمة ثم يحتضنها في تأكيد على قوته. الأمر نفسه نراه حين يكتشف طيناً يسمح للورق بأن ينمو على جسده، ما يدفعه لاستخدامه كي "تنمو" له أزياء مختلفة، تجعله عرضة للسخرية من كائن يشبه السنجاب، فيصطاده غروت ويرتدي ريشه كلفحة حول رقبته.

ما يثير المفارقة أن الممثل الذي يؤدي صوت غروت هو فان ديزيل. بطل الأكشن ذو العضلات الذي نعرفه من سلسلة "السريع والغاضب". لكن، عوضاً عن حوار يستعرض فيه قدراته الجسدية وفنون القتال، يؤدي ديزل في دور غروت جملة واحدة دائماً. لكن اللافت، أن فان ديزل بالرغم من أنه يقرأ جملة واحدة، يكشف لنا أن ما يقوله غروت له معنى، فالسيناريو الذي يصل إلى ديزل كي يسجله، يحوي ما يقوله غروت حقيقةً. بالتالي، يمكن فقط لمن يفهم لغة غروت أن يدرك ما تقوله هذه الشتلة. وفي عالم مارفل السينمائي، هناك اثنان فقط يفهمونه، ثُور الذي يتحدث كل الألسن، وروكيت، راكون الفضاء الذي يؤدي صوته الممثل برادلي كوبر.

سينما ودراما
التحديثات الحية

الكوميديا الجسدية في الأفلام القصيرة، والحنكة والذكاء اللذان يتمتع بهما غروت، مقتبسة كلها، حسب مخرجة السلسلة كريستين لوبور، من الممثل الأميركي باستر كيتون (1895 - 1966) الذي يعتبر منافس تشارلي تشابلن في السينما الصامتة. هذه المعلومة تُكسب السلسلة معنى آخر. نحن أمام ما يشبه السينما الصامتة، حيث التعبير الجسدي هو المهيمن، ومفارقة اكتشاف العالم وغرائبه هي ما تحرك الحكاية، كما حصل عندما اكتشف غروت خلية كائنات غريبة، تعيش تحت صخرة، هاجمته بدايةً، ثم اعتبرته منقذاً لها. لكن فجأة، وبسبب زلة قدم، دهس غروت مملكتهم.

لا بد أن نشير إلى أن شركة ديزني اشترت، عام 2006، استديوهات بيكسار المنافسة لها. ويمكن تلمس هذه الملامح من أسلوب تحريك "بيكسار" في السلسلة القصيرة. لكن، وكما هي حال "ديزني"، كل شيء سعيد ونظيف. لا توجد تساؤلات عميقة، بعكس ما كانت عليه أفلام "بيكسار" القصيرة. هناك شأن آخر لا بد من الإشارة إليه؛ يتمتع غروت بخصائص بشريّة، أي سلوكياته وأفكاره لا تختلف عن تلك التي عند الأطفال. وهنا أيضاً يمكن أن نشير إلى أثر "ديزني" التي استحوذت على شخصيات "مارفل"، فهي تخفي جوانبها المظلمة، وخصائصها التي تجعلها مختلفة عن البشر، فغروت مثلاً يمتلك حالة جينية خاصة حسب الكوميكس، فالسلالة التي يأتي منها تتخشب حبالها الصوتية حين تنمو، ما يجعلها عاجزة عن الكلام، الأمر الذي لا نراه أبداً في عالم مارفل السينمائي.

المساهمون