Divertimento... زهية زيواني في وصولها إلى الموسيقى

02 فبراير 2023
مونسيون ـ شار في "مهرجان أنغوليم 2022" ترويجاً لفيلمها الجديد (يوهان بونّي/فرانس برس)
+ الخط -

في 25 يناير/كانون الثاني 2023، بدأت العروض التجارية الفرنسية لـDivertimento، جديد الفرنسية ماري ـ كاستي مونسيون ـ شار (مخرجة ومنتجة وكاتبة سيناريوهات وصحافية سابقة، مواليد عام 1963)، التي أنجزت عام 2016 روائياً طويلاً بعنوان "ستنتظر الجنّة"، عن الإسلام الراديكالي. يروي جديدها حكاية المصير الرائع لزهية زيواني، الشابّة جزائرية الأصل، "التي حطّمت السقوف وكسرت الحواجز كلّها، لتحقّق حلمها في أن تُصبح قائدة أوركسترا". لكن، "بسبب سيناريو "برنامجيّ للغاية"، يجهد في إحياء شخصياته الثانوية (بدءاً من شقيقتها التوأم)، لا يُقدِّم الفيلم الروائي شيئاً لهذه القصة، التي (ربما) يُفضَّل الاحتفال بها عبر النوع الوثائقيّ، رغم جودة التمثيل"، كما في مقالة تييري شاز في "بروميير" (فبراير/شباط 2023).
يرتكز الفيلم على نوعي الدراما والسيرة الحياتية، بتناوله سيرة قائدة الأوركسترا زهية زيواني في شبابها وتربيتها: "ببلوغهما 17 عاماً، تحلم زهية (عُليّة عمامرة) وشقيقتها التوأم فطّومة (لينا العربي) بجعل الموسيقى الكلاسيكية مهنة لهما"، كما في تقريرٍ لوكالة "فرانس برس" (23 يناير/كانون الثاني 2023)، مُضيفاً أنّ زهية تريد أنْ تكون قائدة أوركسترا، وفطّومة عازفة تشيلّو: "طفولتهما مليئة بالموسيقى السمفونية، ما يجعلهما تتمنيان إشراك الجميع بها، في كل مكان". لكن، "أن تكونا امرأتين، وابنتي مُهاجرين، ثم المجيء إلى Seine-Saint-Denis والإقامة فيها، هذه كلّها تحدّيات، يجب أن تتغلّبا عليها لتحقيق ما ترغبان فيه".
تكتب رنا موسوي (فرانس برس) أنّ زهية، "الشابّة الفرنسية وقائدة الأوركسترا، من ضاحيةٍ باريسية، ذات أصل جزائري، ستكسر سقف الزجاج بضربات العصا". الفيلم يروي المسار الحياتي، الكلاسيكي قليلاً، لمن ستُصبح "أكبر مُدافعةٍ عن إمكانية الوصول إلى الموسيقى".
عنوان الفيلم اسم الأوركسترا السمفونية التي أسّستها زهية عام 1998، عند إقامتها في Stains، في منطقة باريسية، شهدت نشأتها رفقة أهلها وشقيقتها التوأم فطّومة. سريعاً، ترتبط الفرقة بالألعاب الأولمبية في باريس، عبر مبادرات عدّة تجمع الرياضة بالموسيقى.


في الفيلم، تكافح زهية لإثبات موهبتها إلى جانب شقيقتها: "لا أريد أن يكون فيلمي سلسلة متتالية من الكليشيهات، بل أن يُمكّننا من رؤية أنّ الموسيقى الكلاسيكية قادرة على العيش بشكلٍ آخر مختلف عن السياق المعتاد، وأنّ لها مكانها في الوسط الشعبيّ"، كما تقول قائدة الأوركسترا نفسها لوكالة "فرانس برس"، التي تتابع عن قرب صنع الفيلم. يذكر تقرير الوكالة أنّ العائلة تُقيم في منطقة "بانتان"، وأنّ الأهل يحبّون الموسيقى، والشقّة مليئة بأسطوانات مؤلّفين كلاسيكيين: "بعد أعوامٍ تمضيها في دراسة الموسيقى في كونسرفاتوار "بانتان"، تحلم زهية، ببلوغها 17 عاماً، في أن تُصبح قائدة أوركسترا. لكن، مع التحاقها بـ"مدرسة راسين الثانوية" في الدائرة الثامنة في باريس، تتعرّض للسخرية، لسببين: محيطها الاجتماعي، وطموحها في قيادة أوركسترا المؤسّسة".
ستُعرف زهية لاحقاً بأنّها "فتاة الـ93" (إشارة إلى قسم Seine-Saint-Denis في المنطقة الباريسية). صبيان الأوركسترا يسألونها بخبث "إن تكن بحاجة إلى مترجم" لإعطاء تعليماتها. تتذكّر زهية أنّها، في تلك المنطقة، يُفرض عليها إطار محدّد، "وفي "راسين"، نوضع في إطار ثانٍ، يتمثّل بعدم معرفة الآخر، ويُقال لنا إنّنا لسنا في مكاننا". عنادها عاملٌ مُساهم في تحقيق مبتغاها، خاصة بعد "اللقاء المصيري" بقائد الأوركسترا الروماني سيرجيو تشليبيداكِ (يؤدّي نيلس أريستروب دوره في الفيلم)، الذي بفضله تتدرّب على المهنة، رغم ملاحظات متحيّزة جنسياً إزاء قائدات الفرق الموسيقية: "هذه ليست مهنة للمرأة"، يقول لها في الفيلم.

تنجح زهية زيواني في تحويل الإحباط والغضب من عدم قبولها في بيئتها "إلى قوّة". مع هذا، ترى أنّ الحاصل عام 2023 غير مختلفٍ كثيراً عن السابق، فالصعوبات لا تزال تواجه قائدات فرق الأوركسترا، والدفاع عن مكانة الموسيقى الكلاسيكية، "رغم أنّنا نتحدّث كثيراً عن هذين الموضوعين".

المساهمون