- اكتسب وعيه بالقضية الفلسطينية خلال دراسته وعمله، ويشارك تجربته ومشاعره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى قلة تغطية الأخبار اليابانية للموضوع.
- يهدف من خلال احتجاجه إلى رفع الوعي وإثارة التساؤلات حول الأزمة في غزة، متحديًا اللامبالاة ومواجهًا ردود فعل متباينة من الجمهور.
"وحيدا وبصمت"، هكذا يصف الياباني فوروساوا يوسوكي احتجاجه المتواصل على العدوان الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة.
فوروساوا (48 عاماً) يُفضل متاجر الماركات الشهيرة في العاصمة اليابانية طوكيو، والمباني مثل سفارتي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ووزارة الخارجية اليابانية، كأماكن لاحتجاجه المتواصل. وعند وصوله أمام هذه المباني المعروفة بعد عمله اليومي، يحمل لافتة كتب عليها: "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، ويعلق لافتة كتب عليها مطالبه بـ"وقف إطلاق النار" حول رقبته.
فوروساوا، الذي ينتظر بصمت بمفرده في النقاط التي تشهد حركة مرور كثيفة للمشاة، يريد لفت انتباه سكان المدينة إلى المذبحة في غزة. يواصل احتجاجاته من دون انقطاع حتى في ظل ظروف الشتاء القاسية، بما في ذلك تساقط الثلوج، وينشر لقطات من احتجاجه الصامت على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي.
فوروساوا، وهو من منطقة كاناغاوا، تحدث عن "موقفه الصامت والوحيد" تجاه الاحتلال الإسرائيلي لغزة، خلال احتجاجه في منطقة شيبويا في طوكيو، وهي واحدة من أكثر معابر المشاة ازدحاماً في العالم. وذكر أنه تخرّج من جامعة طوكيو وعمل نجاراً، وأنه تعلّم أساسيات القضية الفلسطينية خلال دراسته، وأنه أصبح أكثر وعياً بالقضية مع بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
❝'Burada ne oluyor? Savaşı durdurabilir miyiz ki?' diye gülenler oldu. Tek kelime etmeden protestoya devam ediyorum❞
— Anadolu Ajansı (@anadoluajansi) March 7, 2024
Japonya'nın başkenti Tokyo'da, İsrail'i "yalnız ve sessiz" protesto eden Furusawa Yusuke, AA'ya konuştu https://t.co/m7Ja1GkSNu pic.twitter.com/GlV18toX5k
وأوضح أنه شاهد مقاطع فيديو على وسائل التواصل تظهر تدمير المستشفيات والمدارس ومقتل آلاف المدنيين، بما في ذلك الأطفال، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. وأكد أنه في حين نُظمت تظاهرات مناهضة لإسرائيل في بلدان أخرى بمشاركة أكثر من 100 ألف شخص، كانت المظاهرات في اليابان تشهد مشاركة منخفضة للغاية.
وبيّن أن قضية فلسطين لا تظهر بشكل متكرر في الأخبار في اليابان. وأردف: "عندما أتحدث مع الأصدقاء حول هذه القضية، يقولون إنهم لا يفهمونها".
وأضاف موضحاً مشاعره بشأن المذبحة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في غزة: "أشعر بذلك في قلبي كل يوم، أشعر بالحزن لأنني لا أستطيع فعل أي شيء، لدي كراهية لأولئك الذين يتصرفون بطريقة غير مبالية وغير مسؤولة".
فوروساوا قال إنه كتب "أوقفوا المذبحة في غزة" على قطعة ورقة بيضاء في 29 أكتوبر الماضي، وانتظر بصمت لمدة ساعة تقريباً في محطة قطار. وأردف: "كانت هذه المرة الأولى لحراكي، كانت لدي مشاعر مختلطة، وبعد ذلك اليوم عندما شعرت بعدم الارتياح وواجهت نفسي، كنت أقف في صمت، وواصلت الوقوف بهذا الشكل".
وبيّن أنه يريد من الذين يشاهدون احتجاجه أن يتساءلوا عما تعنيه رسالة "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، قائلاً: "عادة يراني الشعب الياباني غريباً وأجنبياً مثيراً للقلق، بقولهم من هذا؟ لقد ظهر فجأة. وعمل آخرون على تغطية آذانهم، وصرخوا في وجهي لأنني أحدثت كثيراً من الضجيج، حسناً يمكن القول أيضا إن أفعالي لا معنى لها، وهناك شباب قالوا لي إنني لا أستطيع إيقاف الحرب".
وختم بالقول: "ماذا يحدث هنا؟ هل يمكننا إيقاف الحرب؟ كان هناك أشخاص يضحكون، ومن دون أن أنبس ببنت شفة، واصلت الوقوف على الزاوية، لأحتج وحدي كل يوم ضد احتلال الجيش الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة".
ومنذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية.
(الأناضول، العربي الجديد)