توفي الكاتب الصحافي المصري المعروف ياسر رزق، الرئيس السابق لمجلس إدارة وتحرير صحيفة "الأخبار" الحكومية، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 58 عاماً إثر تعرضه لأزمة قلبية.
وعانى رزق من أزمات صحية متكررة خلال السنوات الأخيرة، حيث أجريت له جراحة قلب مفتوح في ألمانيا عام 2018.
وخلال الفترة الماضية، عمدت وسائل الإعلام الموالية للنظام إلى ترويج اسمه لتولي منصب نقيب الصحافيين، عقب انتهاء ولاية النقيب الحالي ضياء رشوان، في مارس/آذار من العام المقبل.
وصدر لرزق أخيراً كتاب "سنوات الخماسين... بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، الذي يتناول فيه الفترة من يناير/كانون الثاني 2011 حتى يونيو/حزيران 2013، باعتبار أن الكتاب هو الجزء الأول من ثلاثية عما أسماه "الجمهورية الثانية" للدولة المصرية.
وهاجم رزق في كتابه جماعة "الإخوان المسلمين"، مدعياً أنها ارتكبت سلسلة من الأزمات والأخطاء وأعمال الغدر التي تسببت في نقمة شعبية واسعة عليها، جراء محاولاتها المستمرة تغيير هوية الشعب المصري، وتقويض كيان الأمة، على نحو أدى إلى تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس الراحل محمد مرسي، ومن ثم "إزاحته وجماعة الإخوان عن السلطة بواسطة القائد العام للقوات المسلحة (آنذاك) عبد الفتاح السيسي".
بدأ رزق العمل الصحافي في مؤسسة "أخبار اليوم" منذ أن كان طالباً في السنة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة؛ فهو خريج دفعة عام 1986، وتنقل بين أقسام صحيفة "الأخبار" قبل أن يستقر في العمل محرراً عسكرياً لفترة طويلة، ثم مندوباً للصحيفة في رئاسة الجمهورية حتى عام 2005، وهو العام الذي شهد توليه منصب رئيس تحرير مجلة "الإذاعة والتلفزيون" الحكومية أيضاً.
وقبيل أسبوع واحد من اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، تولى رزق منصب رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اليومية، حتى إزاحته من منصبه بقرار من "المجلس الأعلى للصحافة" في أغسطس/آب 2012، إثر موافقة مجلس الشورى على تولي مجموعة جديدة لرئاسة تحرير الصحف القومية، بناءً على توصيات لجنة شُكلت لاختيارهم.
وفي الشهر نفسه، اختير رزق من قبل مجلس أمناء مؤسسة "المصري اليوم" الصحافية الخاصة لتولي رئاسة تحرير جريدتها اليومية؛ حتى عاد رئيساً لمجلس إدارة صحيفة "أخبار اليوم" بعد نحو 15 شهراً، في أعقاب انقلاب الجيش على مرسي.
وفي سبتمبر/أيلول 2020، جددت "الهيئة الوطنية للصحافة" الثقة في الغالبية العظمى من رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف الحكومية، مع إجراء تغييرات محدودة للغاية في بعض المواقع، منها إبعاد رزق عن رئاسة مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم"، بعد أكثر من 6 سنوات من شغله المنصب.
ورزق هو أحد الصحافيين المقربين من الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وأجرى معه حواراً مطولاً في أكتوبر/تشرين الأول 2013، بغرض تبرير المجازر التي ارتكبتها قوات الأمن في حق المعتصمين السلميين خلال فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" لأنصار مرسي، في 14 أغسطس/آب من العام ذاته.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2013، سُربت أجزاء من حوار السيسي مع رزق، إبان توليه رئاسة تحرير صحيفة "المصري اليوم"، يتحدث فيها عن ذكرياته مع الرؤى والأحلام التي تنبأت له برئاسة مصر منذ 35 عاماً، على حد زعمه. وقال السيسي مخاطباً رزق: "أنا من الناس اللي كان لهم تاريخ طويل من الرؤى، وده ليك أنت يعني، مش كلام للنشر. وشوفت في المنام من سنين طويلة جداً إني رافع سيف مكتوب عليه (لا إله إلا الله) باللون الأحمر، وفي إيدي ساعة (أوميجا) ضخمة جداً عليها نجمة خضراء كبيرة".