وباء ارتفاع الحرارة القاتل: النساء هنّ الضحايا الأبرز

22 يوليو 2023
النساء أكثر عرضة للوفاة بسبب درجات الحرارة المرتفعة (دامين ماير / فرانس برس)
+ الخط -

سجلت أوروبا أكثر من 61 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في جميع أنحاء القارة، نتيجة لموجات حرارة الصيف في عام 2022. وبناء على سجلات أكثر من 45 مليون حالة وفاة من 35 دولة في أوروبا، تشير نتائج دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Medicine يوم 10 يوليو/تموز الحالي، إلى أن إيطاليا وإسبانيا وألمانيا كانت من بين البلدان التي شهدت أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالحرارة الصيفية.
أوضح الباحثون أن صيف عام 2022 كان أكثر فصول الصيف سخونة على الإطلاق في أوروبا، وتميز بسلسلة مكثفة من موجات الحرارة والجفاف وحرائق الغابات التي حطمت الأرقام القياسية. وأشاروا إلى أن منصات مراقبة الحرارة الأوروبية وخطط الوقاية واستراتيجيات التكيف طويلة المدى قد تحتاج إلى إعادة تقييم، وأنه من دون بذل جهود لحماية الفئات الأكثر ضعفا، فقد نشهد حصيلة مماثلة في العام الحالي.
تظهر السجلات أن درجات الحرارة كانت أكثر دفئاً من المتوسط خلال كل أسبوع من فترة الصيف، إذ تم تسجيل أعلى درجات الشذوذ الحراري خلال أكثر الشهور حرارة، من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس/آب. ضاعفت هذه المصادفة عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة، ما تسبب في وفاة 38 ألفاً و881 مواطنا أوروبياً في الفترة بين 11 يوليو و14 أغسطس. خلال تلك الفترة، التي تزيد قليلا عن شهر، كانت هناك موجة حارة شديدة في عموم أوروبا بين 18 و24 يوليو، يقول العلماء إنها تسببت وحدها في قرابة 11.637 حالة وفاة.
أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، خوان باليستر، الأستاذ المشارك في معهد برشلونة للصحة العالمية في إسبانيا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن درجات الحرارة الشديدة هي أحد أكثر الأخطار الطبيعية فتكا، لأنها تؤدي إلى تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي لدى المصابين بهذه الأمراض. 
وأضاف أن صيف عام 2003، كان ظاهرة نادرة بشكل استثنائي، حتى عند الأخذ في الاعتبار الاحترار البشري المنشأ الذي لوحظ حتى ذلك الحين. وقد سلط هذا الطابع الاستثنائي الضوء على الافتقار إلى خطط الوقاية وهشاشة النظم الصحية للتعامل مع حالات الطوارئ المتعلقة بالمناخ.
"في المقابل، لا يمكن اعتبار درجات الحرارة المسجلة في صيف عام 2022 استثنائية، بمعنى أنه كان من الممكن التنبؤ بها من خلال متابعة سلسلة درجات الحرارة في السنوات السابقة، وأنها تظهر أن الاحترار قد تسارع خلال العقد الماضي"، يوضح باليستر.

لم يغفل الباحثون البعدين العمري والجنساني "الجندري"، إذ اشتملت الدراسة على تحليل حسب العمر والجنس. وأظهرت هذه التحليلات زيادة ملحوظة في معدل الوفيات في الفئات العمرية الأكبر سناً، وخاصة عند النساء. وبالتالي، تشير التقديرات إلى أن هناك 4822 حالة وفاة سلجت بين من هم دون 65 عاماً. ويتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 9226 حالة وفاة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، ثم يزيد إلى أكثر من ثلاثة أمثال الفئة السابقة ليصل إلى 36.848 حالة وفاة بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 79 عاما.
كما تظهر البيانات أن النساء كن أكثر عرضة للوفاة بسبب درجات الحرارة المرتفعة، بنسبة 63% بين النساء عنها بين الرجال، إذ بلغ إجمالي الوفيات المبكرة 35.406 من النساء، مقارنة بما يقدر بنحو 21.667 حالة وفاة بين الرجال. 
يقول الباحث: "حقيقة أن أكثر من 61 ألف شخص في أوروبا ماتوا بسبب الإجهاد الحراري في صيف عام 2022، على الرغم من أنه، على عكس عام 2003، كان لدى العديد من البلدان بالفعل خطط وقائية نشطة، تشير إلى أن استراتيجيات التكيف المتاحة حاليا قد لا تزال غير كافية". ويضيف: "لذلك، هناك حاجة ملحة إلى إعادة تقييم خطط الوقاية وتعزيزها بشكل كبير، مع إيلاء اهتمام خاص للاختلافات بين البلدان والمناطق الأوروبية، فضلا عن الفجوات العمرية والجنسانية" يقول الباحث.

المساهمون