أربعة أعوام متتالية كان المطرب العراقي همام إبراهيم فيها ضيفاً على مهرجان الموسيقى العربية في مصر، والذي انتهت فعاليات دورته الـ 29 أخيراً، إذْ شارك همام في إحياء الليلة الثامنة منه، وتفاعل الحضور معه بشكل كبير. التقت "العربي الجديد" وأجرت معه هذا الحوار السريع.
أربعة أعوام وأنت تشارك في مهرجان الموسيقى العربية، هل لاحظت اختلافاً هذا العام؟
المهرجان دائماً كل عام ما يشهد تطورات، إذْ إنَّ القائمين عليه يعملون كل جهدهم حتى يتم تطويره بشكل كبير، وأرى بكل تأكيد أنَّ الدورة استثنائية، كونها أقيمت في ظروف صعبة جداً. ووسط توقعات بإلغاء المهرجان، مثله مثل العديد من المهرجانات في دول العالم المختلفة، يفاجئنا بأنه سينطلق، وكنت سعيداً للغاية بإقامة المهرجان، ومحاولة إسعاد الجمهور بعيداً عن أجواء كورونا الذي أثر بالتأكيد على حالتنا النفسية جميعاً. ومزجت الفعاليات بين وجود أصوات غنائية معروفة، وكذلك مواهب شبابية من تربية دار الأوبرا، وهذا يضفي مزيداً من الخصوصية على هذا المهرجان الذي رغم تعدد مشاركاتي به، إلا أني كلّ مرة أشعر برهبة، ولكن تفاعل الحضور معي يساعدني ويساندني كثيراً.
بصدق... هل ترددت في المشاركة خوفاً من كورونا؟
لم أتردد لحظة بعد دعوتي، لأني أحترم المهرجان وكل فرد فيه، وهو إضافة ليس لي شخصياً فقط، بل إضافة لكل فنان يشارك فيه لأن أجواءه مميزة، ويعيدنا إلى أجواء الزمن الجميل بأغانيه وفنانيه، فلا تتخيلون كم سعادتي وأنا أسير في بعض طرقات الأوبرا، وأنا أشاهد صوراً للعمالقة الكبار عبد الحليم حافظ وشادية وغيرهما من الأصوات التي تربينا ونشأنا عليها وتعلقنا بالفن المصري والمصريين من خلالهم، فمصر تنادي، وأنا لا بد من أن ألبّي النداء.
كيف قضيت فترة الحجر المنزلي؟
في البيت طبعاً، وكنت أحرص على ممارسة الرياضة بشكل مستمر، لأن والدتي تطهي أشهى الأطعمة. فخفت من زيادة وزني أكثر، لأني فعلياً اكتسبت أربعة كيلوغرامات. فكان لا بد من أن أمارس بعض التمارين، وانتهزت فرصة الحجر للجلوس مع الأهل أكثر وقت ممكن، لأني كنت أراهم قليلاً بسبب ظروف العمل والسفر. كما عملت على تطوير معلوماتي وما إلى ذلك. فحاولت أن آخذ الجانب الإيجابي من انتشار الفيروس، وقد يكون اختباراً قوياً من الله سبحانه وتعالى، هذا على الرغم من أني تعرضت لبعض التعطيل لكني راضٍ بالطبع، وإن شاء الله القادم أجمل.
كيف تعطلت؟
كان لديّ حفلة في مصر في أعياد الربيع، وكنت من المفترض أيضاً أن أقوم بتسجيل دعاء ديني، لكن كل شيء تعطل.
حرصت في حفلك أن تغني للمطرب كاظم الساهر، فما السبب؟
أرى أن الفنان الكبير كاظم الساهر سفير للأغنية العراقية وخير ممثل لها في كل العالم، ونحن كعراقيين دائماً فخورون به.
ما رأيك بوضع الأغنية العراقية الحالي؟
رغم كل الظروف، فالأغنية العراقية موجودة وبقوة في الساحة الغنائية العربية، ولن تتراجع، وإن كان تأثرت إلى حد كبير بالحروب، والأمل موجود طالماً هناك أصوات عراقية مميزة فلا بد من أن تحمل على عاتقها رصد هموم العراق، فالأغنية دائماً هي خير معبر عنها، وأنا حينما أقف على خشبة أي من المسارح أضع عيوني دائماً على العراق.